فلسطين

جنين في اليوم السادس: دائرة التهجير تتوسع

جنين في اليوم السادس: دائرة التهجير تتوسع

أحمد العبد

رام الله | في اليوم السادس من عدوانه المتجدد على الضفة الغربية، عمّق جيش الاحتلال عمليته في مخيم جنين، عبر تكثيف استهداف الحاضنة الشعبية للمقاومة هناك، وتوسيع دائرة التهجير التي طاولت أكثر من ثلاثة آلاف مواطن، وكذلك نسف المنازل وحرقها. وفي ظلّ التعتيم الإعلامي على ما يجري في المخيّم، الذي يتعرّض لحصار إسرائيلي مطبق، تُظهر المشاهد القليلة المتواترة منه عمليات تدمير واسعة في بنيته التحتية – بما فيها شبكتا الكهرباء والماء – ومنازل المواطنين. على أن هذه العملية ليست محصورة بأيّ حال بمخيم جنين – وإنْ كانت تتركّز عليه -؛ إذ تشهد قرى وبلدات شمال الضفة الغربية مداهمات واقتحامات مفاجئة، تتخلّلها مواجهات، على غرار ما جرى، مساء السبت، في قرية مثلث الشهداء، حيث استشهدت الطفلة ليلى الخطيب التي لا يزيد عمرها على عامين ونصف عام، برصاصة في الرأس أطلقها قناص إسرائيلي عليها. كما أُعلن صباح أمس، استشهاد الجريح عبد ياسر الغول من مخيم جنين، متأثّراً بإصابته برصاص الاحتلال في اليوم الأول لاقتحام المخيم، ليرتفع عدد شهداء العدوان الإسرائيلي على المدينة ومخيّمها، منذ الثلاثاء الماضي، إلى 16 فلسطينيّاً، يضاف إليهم عشرات المصابين والمعتقلين.

وصباح أمس، غطى الدخان الأسود مخيم جنين، بفعل حرق المنازل وتفجيرها. وأفادت مصادر محلّية بأن الاحتلال فجّر أكثر من 20 منزلاً في المخيم، وتحديداً في حارة الدمج وخلف جامع «الأسير» وطلعة الغبز وساحة المخيم، واحتجز عدداً من الشبان الذين جرى استجوابهم ميدانيّاً، بينما هدمت جرافات العدو منازل جديدة في منطقة البشر والجهة الجنوبية الغربية من المخيم. كذلك، تواصل الآليات الإسرائيلية تمركزها في محيط مستشفى جنين الحكومي، وتعرقل دخول المواطنين وخروجهم، في وقت يتواصل فيه استقدام التعزيزات العسكرية إلى المدينة ومخيمها، حيث اعتُقل عشرات المواطنين من دون معرفة عددهم الدقيق أو مصيرهم حتى الآن. وتعمل قوات الاحتلال على عزل مدينة جنين عن قراها، حتى لا يكون هناك أيّ تواصل إو إسناد أو دعم أو منفذ، سواء للمقاومين أو للمدنيين، وهو ما يفسّر الاقتحامات المتواصلة لقرى وبلدات من مثل السيلة الحارثية، ميثلون، قباطية، عرابة، ومثلث الشهداء، إلى جانب أعمال التجريف في الشوارع الواصلة بين المدينة وبلدات اليامون والسيلة الحارثية، وشارع يافا الواصل بينها وبين قراها الغربية.

أفادت مصادر محلّية بأن الاحتلال فجّر أكثر من 20 منزلاً في مخيم جنين

في غضون ذلك، أعرب محافظ جنين، كمال أبو الرب، في بيان، عن قلقه من احتمال وجود شهداء وجرحى داخل المخيّم المحاصر، لم تستطع طواقم الإسعاف الوصول إليهم، فيما يمنع أيضاً اقتراب الصحافيين من مداخل المخيّم. وقال المحافظ إن الاحتلال «فجّر، حتى اللحظة، 20 منزلاً في المخيم، ويعمل على تقسيمه إلى أربعة أجزاء، عبر تدمير الشوارع وتفجير المنازل وحرقها». في المقابل، تشتدّ بين حين وآخر الاشتباكات المسلحة بين المقاومين وقوات الاحتلال، والتي يرافقها تفجير عبوات ناسفة، فيما بات واضحاً اعتماد المقاومين على عمليات الكرّ والفرّ في تصدّيهم للقوات المقتحمة، ونصْب الكمائن وتفجير العبوات الناسفة. وأعلن جيش العدو، مساء السبت، إصابة ثلاثة عسكريين من وحدة «إيغوز»، أحدهم بجروح «خطيرة»، خلال العملية العسكرية في جنين.

وتشهد الضفة الغربية تصعيداً إسرائيليّاً، يبدو الحصار الخانق والاقتحامات من سماته البارزة، فيما لا يفتأ يوقع مزيداً من الضحايا. وشيّع آلاف الفلسطينيين في مخيم بلاطة في محافظة نابلس جثمان الشهيد أحمد حشاش، في موكب انطلق من أمام مستشفى «رفيديا»، وصولاً إلى المخيم حيث ألقيت نظرة الوداع على الشهيد، قبل أن يوارى الثرى في مقبرة الشهداء، علماً أن حشاش استشهد مساء السبت، متأثراً بإصابته برصاص قوات الاحتلال في بلاطة. وخلال التشييع، قصف جيش العدو، من خلال طائرة مسيّرة، تجمّعاً للمواطنين في المخيم، بذريعة أنه كان «يضمّ مسلّحين»، فيما أكدت مصادر محلية أن مسيّرة أطلقت صاروخاً تحذيريّاً في اتجاه المقبرة خلال التشييع، من دون أن ينفجر، الأمر الذي أدى إلى إخلائها بشكل فوري.

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى

Thumbnails managed by ThumbPress

جميع الآراء المنشورة تعبر عن رأي كتابها ولا تعبر بالضرورة عن رأي صحيفة منتدى القوميين العرب