#راجعين_على_الجنوب في اليوم 61: بيئة المقاومة تواصل كتابة التاريخ
#راجعين_على_الجنوب في اليوم 61: بيئة المقاومة تواصل كتابة التاريخ
منذ الصباح الباكر، فتح عدد من القنوات أمس البثّ المباشر لمواكبة التطوّرات في الجنوب اللبناني، حيث عاد أهالي القرى إلى بلداتهم المحتلّة وأبعدوا بالقوّة قوّات الاحتلال التي لم تلتزم بالمهلة المحدّدة للانسحاب بعد 60 يوماً من اتّفاق وقف إطلاق النار في 27 تشرين الثاني (نوفمبر) الماضي. وفيما تعرّض الأهالي والجيش اللبناني للاعتداءات الإسرائيلية التي خلّفت عدداً من الشهداء، نال الإعلام نصيبه من الاعتداءات أيضاً، بدءاً من «الجديد» وLBCI و«المنار» التي تعرّضت فرقها لإطلاق النار من الاحتلال بينما كانت بين تجمّعات المواطنين، وصولاً إلى قناة RT الروسية التي تعرّض فريقها أيضاً لرصاص الاحتلال في مارون الراس، فأصيب مهندس الإرسال حسين خليل فيما نجا المراسل حسين عيّاد.
وفيما فتحت «الجديد» و«المنار» و«الميادين» هواءها طوال النهار ونقلت رسائل من مراسيلها المتعدّدين، نقلت OTV وLBCI وNBN الأحداث بشكل متقطّع، فيما اقتصرت تغطية mtv و«تلفزيون لبنان» على النشرات الإخبارية والبرامج الحوارية، واعتمد «تلفزيون لبنان» وNBN على الأخبار العاجلة على الشاشة.
عتّم الإعلام الغربي والخليجي على الحدث
استضافت الشاشات المحلّلين السياسيّين، وطغى الخبر على نشراتها الإخبارية، وواكبت بغالبيّتها الحدث بحفاوة متناسبة مع حجمه، ولكن مع استثناءات. فكما هي العادة، أبى بعض الإعلام المناهض لفكرة المقاومة إلّا أن يجد القبرة في كومة القشّ، فراح مراسلوه يطرحون أسئلة بطريقة خبيثة حاولت تصوير أهل الجنوب على أنّهم لا يكترثون لحياتهم ولا يلتزمون بتعليمات الجيش اللبناني ولا «تحذيرات» العدوّ كما وصفوها. إلّا أنّ الأهالي قطعوا الطريق على هذا النوع من الاستثمار السياسي، مؤكّدين على أنّ جنود الجيش من عائلاتهم وجلّ ما يقومون به هو العودة إلى بلداتهم كما نصّ اتّفاق وقف إطلاق النار كونهم أصحاب الأرض، ومساندة الجيش في دخول القرى، وهو ما أثبتوه بعد تحرير قراهم. كذلك على عادة هذا الصنف من الإعلام، فقد نقل تصريحات العدوّ ومسؤوليه، ولا سيّما المتحدّث باسم «جيش» الاحتلال، فعنون مقتبساً عنه: «أدرعي: نطالبكم بالانتظار… ولا تسمحوا لحزب الله باستغلالكم».
ودخلت كاميرات الإعلام القرى بعد تحريرها، مصوّرةً حجم الدمار، وآخذةً شهادات الأهالي كما عدد من نوّاب «حزب الله» الذين واكبوهم ودأبوا على الظهور باستمرار على مختلف الشاشات، إضافة إلى عدد من أهالي الشهداء، ولا سيّما أولئك الذين لم يتمكّنوا بعد من دفن أحبّائهم في قراهم، بمن في ذلك مدنيّون ومسعفون ومقاومون وجنود من الجيش. كما بثّت مشاهد اعتداءات الاحتلال.
أمّا المواقع وصفحات التواصل الاجتماعي فواكبت أيضاً الأحداث طوال النهار، وصمّم بعضها منشورات عن الصمود والتحرير. وعلى منصّات التواصل الاجتماعي، انتشرت صوَر ومقاطع من العودة، وتحوّلت بطولات عدد من الأهالي العائدين إلى حديث الناس، وانتشر بشكل خاصّ مقطع لسيّدة وقفت في وجه جنود الاحتلال رافعةً ذراعيها في تحدٍّ مباشر لهم. من جهة أخرى، عتّم الإعلام الغربي والخليجي على الحدث مع استثناءات بالكاد تُعدّ على أصابع اليد الواحدة. ورغم نقل «الجزيرة» بعضاً منه، إلّا أنّها ركّزت أكثر على غزّة حيث كان المشهد مماثلاً، مع محاولة أهالي القطاع العودة إلى منازلهم في تحدّ لقوّات الاحتلال التي لم تلتزم باتّفاق وقف إطلاق النار هناك أيضاً، رغم وجود أسرى له لدى المقاومة الفلسطينية.