الصحافه

إسرائيل بعد “إخراج استثنائي على منصة القسام”: فشلنا سياسياً وحماس تقف على أرجلها

إسرائيل بعد “إخراج استثنائي على منصة القسام”: فشلنا سياسياً وحماس تقف على أرجلها

آفي يسسخروف

عادت نوعام وليري وكارينا ودانييل إلى بيوتهن بصحة وعافية. كانت لحظات مؤثرة دفعت إلى البكاء. “سأحميك”، وعد أبو نوعاما ليفي ويوني، ابنته بعد فشل الدولة والجيش في ذلك. 477 يوماً في الأسر، ولا يزال، حين صعدت البنات إلى المنصة في مركز غزة، نجحن في رفع الأيادي وأظهرن بطولة وقوة. لحظات يفرح لها كل إسرائيلي، وشعر بالعزة.

الحدث الذي نظمته حماس إخراج استثنائي على مستوى غزي، قبيل تحرير المجندات الأربع، يوضح الثمن الباهظ الذي تدفعه إسرائيل في هذه الصفقة. فضلاً عن ذلك، يشهد على نية حماس البقاء في الحكم في غزة، ونجاحها في ذلك، ليس فقط كمنظمة عسكرية، بل كصاحب سيادة في القطاع. جسدت حماس أمس في كل أعمالها مدى تصميمها على نزع الحد الأقصى من صفقة المخطوفين للبقاء في الحكم، رغم أنها قالت في أثناء الحرب إنها ستتخلى على الحكم المدني في القطاع.

الحدث الذي نظمته حماس إخراج استثنائي على مستوى غزي، قبيل تحرير المجندات الأربع، يوضح الثمن الباهظ الذي تدفعه إسرائيل في هذه الصفقة

بدأ هذا في فيلم استثمرت فيه، يوثق المجندات الأربع يتكلمن العربية وهن يشكرن زعماً نشطاء عز الدين القسام الذين حموهن”. كل منهن تقول جملة بالعربية تثني على نشطاء حماس الذين حموا المجندات، ربما ليثبتوا للعالم العربي والعالم كله بأن حماس “إنسانية”. وتواصل هذا بالطبع في استعراض القوة المبهر، مع عشرات المسلحين بأشرطة خضراء يظهرون حوكمة وقوة. كانت أعمال منظمة الإرهاب إثباتاً لسكان القطاع وللفلسطينيين كلهم، بأن حماس باقية رغم الكارثة التي شهدها قطاع غزة.

تضاف إلى هذا صور صعبة لكل عين إسرائيلية، صور سجناء أمنيين فلسطينيين محررين في أرجاء الضفة الغربية إلى جانب جمهور فرح وهاتف لحماس ولذراعها العسكري. في كل يوم يمر ستكسب المنظمة مزيداً من النقاط في أوساط الجمهور الفلسطيني. ولشدة المفارقة، بالذات في أوساط سكان الضفة الغربية، وبقدر أقل في أوساط الغزيين الذين يفهمون جيداً الثمن الذي دفعوه لصالح هذه الاستعراضات.

ينبغي التشديد: نجاح المنظمة في البقاء السلطوي في غزة ليس دليلاً على فشل الجيش الإسرائيلي، بل على فشل من كان يفترض أن يترجم الإنجازات العسكرية إلى إنجازات سياسية – المستوى السياسي. فقد امتنعت الحكومة بقصد عن البحث في مسألة اليوم التالي في غزة وإمكانية نشوء جسم يحل سلطوياً محل حماس في القطاع.

تواصل حماس الآن السير على حبل رفيع من حيث الإيفاء بدورها في الصفقة. فقد امتنعت عن تحرير أربيل يهود أمس، لكنها تدعي بأنها على قيد الحياة وستحررها الأسبوع القادم. خرق الاتفاق هذا لن يفاجئ أحداً. ستواصل حماس خرق الاتفاقات التي توصلت إليه الأطراف، حيث تمدد وقف النار قدر الإمكان. لم يتأخر الرد الإسرائيلي، ومنع الجيش تنقل السكان الفلسطينيين إلى شمال القطاع إلى ما بعد محور نتساريم. فهذه الخطوة المؤلمة لحماس أخرت تنفيذ تعهد حماس بنشر أعداد الأحياء والأموات من بين المرشحين للتحرير، حتى منتصف ليل أمس.

 يديعوت أحرونوت 26/1/2025

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى

Thumbnails managed by ThumbPress

جميع الآراء المنشورة تعبر عن رأي كتابها ولا تعبر بالضرورة عن رأي صحيفة منتدى القوميين العرب