الصحافه

هل نسمح لحماس بإعادة المسألة الفلسطينية إلى مركز الساحة العالمية؟

هل نسمح لحماس بإعادة المسألة الفلسطينية إلى مركز الساحة العالمية؟

أيال زيسر

الحرب التي نشبت في 7 أكتوبر قريبة من نهايتها، ولم يمل شكل وموعد انتهائها الواقع على الأرض ولا خطوات إسرائيل، بل هو الرئيس ترامب، وهو أيضاً من سيملي اليوم التالي.

في غزة احتفلت الجماهير في الشوارع بدخول وقف النار حيز التنفيذ، وهتفت لرجال حماس الذين خرجوا من الأنفاق وعادوا ليحكموا في أرجاء القطاع. لكن عندما يترسب غبار الحرب وتتضح حجوم الدمار والخراب الذي جلبته حماس على القطاع سيصحو الغزيون، وسيطالبون حماس بتحمل المسؤولية عن الكارثة التي أوقعتها عليهم، وربما يواجهونها وينفضون عنها. لكن هذا الأمر لن يحصل، لا في غزة ولا في لبنان أيضاً؛ لأن الغزيين والشيعة في لبنان أيضاً لا بديل لهم عن حكم حماس أو حزب الله، ولأنه ليس لدى السكان بعد الكارثة التي وقعت على رؤوسهم قدرة أو قوة إرادة للخروج ضد منظمات الإرهاب التي لا تزال ذات قوة كافية لفرض إرادتها على رعاياها.

في غزة احتفلت الجماهير في الشوارع بدخول وقف النار حيز التنفيذ، وهتفت لرجال حماس الذين خرجوا من الأنفاق وعادوا ليحكموا في أرجاء القطاع

إذا لم يحدث تدخل من الخارج، ستبقى حماس تحكم في القطاع، وسيواصل حزب الله التمتع بدعم أبناء الطائفة الشيعية في لبنان وعمل كل ما يروقه دون أن تحاول الدولة اللبنانية ومؤسساتها، وأولاً وقبل كل شيء الجيش اللبناني، الصدام معها وفرض ما لا تريده المنظمة أو تكون مستعدة لتحمل مسؤوليته.

الجيش الإسرائيلي سيخرج من غزة ومن جنوب لبنان، متوجهاً بإنجازات في القتال ضدهما، لكن المعركة على الوعي هي التي ستحسم كيف سنتذكر وكيف سيذكر التاريخ هذه الحرب، وذكرى الماضي هذا، حتى لو كانت خيالية وتفتقر للواقع، فهي التي ستملي ما سيحصل في منطقتنا في المستقبل.

وعليه، من المهم أن نحاول ونستعد كيف سيذكر التاريخ الحرب وصحيح لهذه اللحظة الصورة ليست مشجعة.

فرغم مشاهد الدمار والخراب التي جلبتها منظمات الإرهاب على أبناء شعبها، تحاول حماس وحزب الله استغلال نجاحهما للبقاء ومواصلة الوقوف على الأقدام لدرجة الإنجاز بل وصورة النصر. وأحياناً ما يراه المرء ويشعر به بعد أن صمت المدافع، هو الأمر الحقيقي والمقرر أيضاً.

عندما انتهت حرب لبنان الثانية شعرنا بإحساس تفويت الفرصة، بل بالفشل لأننا لم ننجح في هزيمة حزب الله. ولاحقاً، ساد هدوء مخادع على طول الحدود، ولهذا بدأنا محاولة إقناع أنفسنا بأننا تمكنا من ردع حزب الله، لذا يجب أن نرى في الحرب، حتى وإن كان بأثر رجعي، نوعاً من الإنجاز بل والنجاح.

لكن بعد 7 أكتوبر تبين لنا أننا أخطأنا، وتبين أن إحساس الإنجاز لدى حزب الله هو الذي أملى ما حصل بيننا وبين هذه المنظمة.

تحاول حماس اليوم استغلال إنجازين ذوي: الأول، نجاحها في تحرير آلاف القتلة من السجون في إسرائيل، والثاني نجاحها في إعادة المسألة الفلسطينية بل وحتى مسألة إقامة دولة فلسطينية، إلى مركز الساحة في منطقتنا وفي العالم. وإذا كان هذا ما سيذكر من الحرب، فهو يعد إنجازاً ذا مغزى، بل ونصر لحماس سيؤثر على مستقبلنا لسنوات طويلة.

لكن من المهم أن نتذكر أننا قد نؤثر في الأسابيع والأشهر القريبة القادمة، إلى جانب ترامب، على كتابة فصل نهاية للحرب وعلى الشكل الذي ستذكر فيه. علينا ألا نفوت هذه الفرصة خصوصاً بالشكل الذي فوتنا فيه جملة فرص لهزيمة العدو طوال 15 شهراً الأخيرة.

 إسرائيل اليوم 26/1/2025

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى

Thumbnails managed by ThumbPress

جميع الآراء المنشورة تعبر عن رأي كتابها ولا تعبر بالضرورة عن رأي صحيفة منتدى القوميين العرب