مقالات

التعرض للرموز الوطنية ماساة وطن بقلم مروان سلطان -فلسطين 🇵🇸

بقلم مروان سلطان -فلسطين

التعرض للرموز الوطنية ماساة وطن

بقلم مروان سلطان -فلسطين 🇵🇸

 

30.1.2025

————————————————

كنت اريد ان اكتب منذ زمن حول هذا الموضوع الذي يقذف القامات والرموز الوطنية والنضالية وينالهم السوء ، من بعض المتهكمين ، حتى برزت قضية ابو شادي الطوس الاسير المحرر الذي امضى في سجن الاحتلال اربعون عاما. ذلك ان ابو شادي الطوس عبر عن فكره لاحد المحطات الفضائية حول موضوع الثمن الذي تم دفعه للافراج عن الاسرى، ونسي من وجه اللاذعات  لابو شادي ان الرجل امضى عمره في السجون من اجل قضية فلسطين . بل وذهب البعض اكثر من ذلك ليقول ما كان على حماس ادراج اسمه ضمن الاسرى للافراج عنهم. هنا فقط انا اتوقف عند ضحالة الفكر الذي وصلنا اليه ، الاختلاف ممنوع والراي الاخر مرفوض. هنا اود ان اقول اذا كان صاحب فكرة السابع من اكتوبر قائد حماس فان الذي دفع الثمن الباهظ هو الشعب الفلسطيني كله، حتى الذين هم في الضفة الغربية بعيدين عن أجواء المعركة. هكذا يجب ان تكون الثقافة بعنوان الوطن للجميع. تصيبني الدهشة عندما اجد ان العالم يعتبر رموزنا بشخصياتهم الاعتبارية الوطنية رمزا للنضال في العالم وياتي البعض للنيل منهم ومن نضالهم للانتقاص من ارثهم النضالي. هناك اقيمت في عواصم العالم تماثيل ترمز للنضال والحركة لياسر عرفات، وتجد نفوسا وضيعة تريد النيل من هذه القامة .

القامات والرموز الوطنية سواء كانوا شهداء ، او اسرى، او اناشيد وطنية، او علم وسارية، هي زاد الشعوب وقوتها التي تعتز بها وتفتخر، هم الهالة المقدسة التي ابقت للشعب كرامة وحصن منيع يتحدثون عنه لمئات السنين ، هم الخالدون، هم من انا للشعوب المقهورة دربها وطريقها نحو الحرية. هؤلاء هم من شاركوا الوطن وقدموا ارواحهم رخيصة في سبيل حرية الشعب والوطن.

التعرض لهم بسبب الاختلاف امر اكثر من معيب، بل ويصل الى الخيانة العظمى. لا هالات مقدسة الا من علمنا ديننا الحنيف انه مقدس، ولكن هؤلاء الذين قدموا انفسهم وما يملكون اثمان لعقيدتهم النضالية ، يستحقون منا التقدير والاحترام. يستحقون منا ان لل نخذلهم، يستحقون ان نحافظ على وجدانهم وكرامتهم .

قامات طويلة بما قدموه من عطاء ومعين لا ينضب.  هم الذين اضاؤوا شعلة الحرية بنضالهم.

ابو شادي الطوس اربعون عاما في المعتقلات الاسرائيلية، فكر ، ونضال، وايمان اخذ منه الاسر زهرة شبابه، واخذ منه الكثير من احبابه دون ان يراهم ، ولد بعض ابنائه وهو في المعتقلات ، من سجن الى اخر ينقله السجان ويلقى به من محطة الى اخرى، تكلم برؤيته وبشجاعة وايمان وصدق عن معركة طوفان الاقصى، وهذا رايه ورايه يحترم . اذا كنا نختلف كفلسطينيين كانت السجون مرجعية الراي في العمل النضالي. التطاول على قامة بهذا الحجم ، هو لا يقلل من قيمته بل تقل من قدر هؤلاء الذي يتطاولون على القامات النضالية. الشي الذي يعزينا في هذا الموقف ان من يتطاولون على الرموز واحجامهم دون المستوى على المجتمع الفلسطيني ان يضع حدا لمثل هذه المهاترات.

لقد سمعنا الكثير من التطاول على الرموز منن ليسوا اهلا للحديث النضالي والثقافي والاجتماعي او السياسي. ولا ضير لقد تطاول الكفار على الانبياء والرسل انظر الى قول الله تعالى : ” وجحدوا بها واستيقنتها أنفسهم ظلما وعلوا فانظر كيف كان عاقبة المفسدين”. الم يتم التطاول على سيد الخلق محمد، الم يتم التطاول على النبي عيسى عليه السلام. الم يكذبوا ، الم يتم اذيتهم ، شرفاء الامة هم اصحاب رسالة ، الثمن كان عاليا قد دفعوه مقابل إيمانهم بعدالة قضيتهم. تم التطاول على الشهيد ياسر عرفات ، وعلى قادة اخرين ونعتوا باقذع الاوصاف، وكان الناعت قد جاء من السماء. 

هنا نرفع القبعات عاليا لرموزنا وقادتنا الفلسطينين من كل الالوان والاشكال والفصائل، عندما يتكلمون نسمع لهم باحترام ومن قضى نحبه نترحم عليه باجلال واكرام. متى ترتقون ؟ متى تخرجون من القاع؟

ازدحم القاع واصبح المكان خانقا، لا يقبل بعد ذلك عذرا. حملات التشويه التي تصل الى الرموز ليست من الوطنية في شئ ، ولست ممن يقدس او يحرم او يحلل ، ولكني اوى في الرموز والقامات قديسين، يستحقون من التبجيل ، وفي هذا فليتنافس المتنافسون.

ان شعوب العالم تصل احترامها لمثل هؤلاء القامات والرموز الى درجة التقديس، فقط ياتوا ليشاهدوا تلك الهالات النضالية ، ويتبركون منها . في كوبا 🇨🇺، في فيتنام 🇻🇳 ، وغيرهم من الشعوب التي ناضلت وافرج عن اسراهم ، اذهبوا لتروا بام اعينكم كيف يتحدثون معهم ، كيف يمرون عنهم ، كيف يسلمون عليهم؟ وقار ، ادب، احترام.

لا يوجد مثلنا نحن هنا ، لا نرى ابعد من انوفنا لنهاجم من اهم اطول منا قامت ، واوفى منا لهذا الوطن. ايها السادة يا اصحاب وطن الانبياء ، يا اصحاب وطن الشهداء، يا اصحاب وطن الضائعين تكاملوا ، تحابوا ، انتصروا لرموزكم ، لقامات وطنكم، حتى تبقى شعلة أضاؤوا شعلتها تنير المكان، ودون ذلك ستفقد الشعلة بريقها.

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى

Thumbnails managed by ThumbPress

جميع الآراء المنشورة تعبر عن رأي كتابها ولا تعبر بالضرورة عن رأي صحيفة منتدى القوميين العرب