عربي دولي

فايننشال تايمز: مخاوف من انزلاق اللاعبين الإقليميين للنزاع في السودان ودعم أطراف فيه

فايننشال تايمز: مخاوف من انزلاق اللاعبين الإقليميين للنزاع في السودان ودعم أطراف فيه

إبراهيم درويش

نشرت صحيفة “فايننشال تايمز” تقريراً حول الأزمة السودانية، شارك فيه ديفيد فيلينغ وأندرس سيكباني وأندرو إنغلاند، حيث حذّروا من مغبّة اختيار القوى الإقليمية الوقوف مع طرفي النزاع، ما سيزيد من الرهان في المعركة السودانية.

وقالوا إن الإمارات العربية المتحدة والسعودية ومصر وغيرها حاولت التأثير على البلد الذي يتصارع للسيطرة عليه جنرالان متخاصمان. ويحاول الدبلوماسيون، مع دخول المواجهة بين رجلي السودان القويين يومها الخامس، منع مخاطر انجرار الدول الإقليمية في النزاع.

 ونقلت الصحيفة عن السفير النرويجي للسودان إندري ستياسن قوله: “واحد من أسوأ الأشياء التي قد تحدث أن يتحول هذا لنزاعٍ إقليمي، تتدخل فيه دول الجوار نيابة عن الطرفين”. ونظراً لقرب السفارة من المطار الدولي فقد تعرض مبناها للقصف الكثيف، والذي وصفَه ستياسن بـ “وابل لم أسمع مثله”. وتحدث الدبلوماسي عن مخاطر من انجرار دول إقليمية للحرب، قائلاً: “ربما قسمت البلد إن لم يتم التعامل مع هذا بطريقة جيدة”.

السفير النرويجي: واحد من أسوأ الأشياء التي قد تحدث أن يتحول هذا لنزاعٍ إقليمي، تتدخل فيه دول الجوار نيابة عن الطرفين.

وتعتبر مصر من الداعمين، ومنذ وقت بعيد، للجنرال عبد الفتاح البرهان، قائد الجيش والحاكم الفعلي للبلاد، وضد محمد حمدان دقلو، حميدتي قائد قوات الدعم السريع، حسب خلود خير، مديرة كونفولنس أدفيزاري، معهد البحث في الخرطوم حيث قالت: “موقف مصر لا لبس فيه، فهم مع معسكر البرهان ضد حميدتي”، مضيفة أن القاهرة تتعامل مع حميدتي كعنصر مارق.

واندلع القتال، منذ يوم السبت، بين الجيش والدعم السريع حيث قتل المئات وجرح الآلاف.

وقال مايكل وحيد حنا، من مجموعة الأزمات الدولية، إن نظام عبد الفتاح السيسي العسكري رمى بثقله خلف البرهان الذي تلقّى تدريبه العسكري في مصر. وقال: “هناك شك عميق في نوايا حميدتي”، لأنه زعيم ميليشسيا تعمل خارج البنية العسكرية، إلى جانب علاقاته مع روسيا التي تقرّبت منه للحصول على موطئ قدم لها في بورت سودان.

وأضاف حنا أن المصريين “لا يريدون رؤية أي حضور عسكري خارجي، في ما يرونه حديقتهم الخلفية”.

وعلق ألان بوزويل، من مجموعة الأزمات الدولية، إن مصر تريد رؤية “نسخة مصغرة” في الخرطوم لنظامها العسكري، وحليفاً لها ضد أثيوبيا في خلافها معها حول سد النهضة العظيم، الذي قد يعطّل تدفق مياه النيل، شريان الحياة لمصر.

 وتعقّدت الأمور مع أسر قوات الدعم السريع، في نهاية الأسبوع، لعدد من الجنود المصريين في قاعدة عسكرية سودانية. وكان المصريون يشاركون في مناورات عسكرية مع نظرائهم السودانيين. ورغم الجهود الدبلوماسية لم يسلم حميدتي الجنود، بشكل زاد من احتمال استخدام حميدتي لهم كرهائن. وقال حميدتي: “يزيد من الرهانات على مصر، وكلما طال أمد هذا، كلما زاد الضغط على المصريين، رغم الموقف المصري الحذر”. وربما امتحن هذا اللاعبين الإقليميين المهمّين، الإمارات والسعودية، اللتين أصبحتا من أهم داعمي الجيش السوداني، منذ إطاحة ثورة في 2019 بعمر البشير.

خلود خير: موقف مصر لا لبس فيه، فهم مع معسكر البرهان ضد حميدتي.

وقال أحمد سليمان، الباحث في تشاتام هاوس بلندن: “هناك وجهة نظر تتعامل مع السودان كبلد شرق أوسطي”، وأن “دول الخليج ترى في السودان جزءاً من مجال تأثيرها”.

وفتحَ خروجُ البشير من السلطة، التي كانت تتعامل معها الرياض وأبو ظبي بحذر، نظراً لصِلاته مع الإسلامية، فرصة للدولتين الخليجيتين لتوسيع تأثيرهما في وقت كانتا تخوضان في سياسة خارجية حازمة. وفي البداية اعتبرت الإمارات حميدتي قريباً لها، فعبْر مساعدته أرسلت الخرطوم مقاتلين للقتال إلى جانب التحالف السعودي- الإماراتي في اليمن، وأرسل مرتزقة سودانيين للقتال مع أمير الحرب، خليفة حفتر، الذي كانت أبو ظبي تدعمه.

ويقول المحللون إن البلدين حاولا، في الفترة الماضية، وبعد تراجعهما عن سياستهما الخارجية الحازمة، موازنة العلاقة بين البرهان وحميدتي. وكلاهما جزء من مجموعة الرباعية الدولية، التي تضم الولايات المتحدة وبريطانيا، وقدّمتا دعماً حذراً للعملية الانتقالية باتجاه الديمقراطية في السودان. وقالت آنا جاكوبس، المحللة في مجموعة الأزمات الدولية،

إن أهم مظهر قلق للسعودية، التي تشترك مع السودان بمنطقة واسعة من البحر الأحمر، هو منعه من الانهيار، كما حدث مع ليبيا. وأضافت: “استقرار السودان هو أولوية حقيقية للسعودية”.

ودعا البلدان، إلى جانب روسيا، لوقف القتال.

وقال روري ستيوارت، وزير أفريقيا السابق في الحكومة البريطانية، والخبير في الشرق الأوسط، إن التركيز على الدبلوماسية الإقليمية يظهر المدى الذي تراجعت فيه واشنطن ولندن والقوى الأوروبية في أفريقيا. وقال: “نتحدث عن هذا لأن هناك فجوة في المشاركة الأمريكية”.

أكثر ما يهم السعودية، التي تشترك مع السودان بمنطقة واسعة من البحر الأحمر، منعه من الانهيار، كما حدث مع ليبيا.

واعترف أن الولايات المتحدة تحاول العودة من جديد إلى أفريقيا، وأنها كثفت من جهودها في الأزمة السودانية، حيث حاول وزير الخارجية أنطوني بلينكن بناء دعم لوقف إطلاق النار والعودة للتفاوض على العملية الانتقالية. ويعلق ستيوارت أن الولايات المتحدة تجد صعوبة بتقديم موقف متماسك بعد التذبذبات الجامحة بين الرئيسين السابقين.

 وقال أندرو ميتشل، وزير أفريقيا في الحكومة البريطانية الحالية إنه، وبعيداً عن الخلافات، فإن كل اللاعبين الدوليين لديهم موقف موحد، وهو العمل على خفض التصعيد، و”هذا قتال يدور بين رجلين قويين ويستخدمان أسلحة ثقيلة في مناطق سكنية، ونحثّ كل طرف على وضع السلاح، والعودة إلى طاولة المفاوضات”.

لندن- “القدس العربي”:

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى

Thumbnails managed by ThumbPress

جميع الآراء المنشورة تعبر عن رأي كتابها ولا تعبر بالضرورة عن رأي صحيفة منتدى القوميين العرب