طبول الحرب تقرع ، فلا تتمنوا لقاء العدو
بقلم مروان سلطان -فلسطين
9.2.2025
————————————————-
ونحن على ابواب المرحلة الثانية من اتفاق اطلاق النار في قطاع غزة ، وبالرغم من الضغوط القوية الشعبية الاسرائيلية وقوى اخرى داخل الكيان للأستمرار في تنفيذ المرحلة الثانية من الهدنة واطلاق سراح الاسرى الفلسطينين والرهائن الاسرائيليين، هناك ضغوط دولية من مختلف انحاء العالم على المستويين الشعبي ، والحكومي للاستمرار في وقف الحرب والبدء في اعمار غزة. الا ان هناك تيارا صاعدا من اليمين الاسرائيلي في استمرار العدوان على قطاع غزة ، وتوجهات من الحكومة الاسرائيلية لتحقيق اهداف امنية وسياسية، وتحقيق التوازن الدولي في هذا المجال. ومما لا شك فيه ان نجاح اي من هذه التوجهات يعتمد استمرار المفاوضات، وبذل الجهود لمنع الانزلاق الى اندلاع العمليات العسكرية في غزة، اضافة الى التزام ببنود الاتفاق بين الطرفين دون استفزاز اي طرف من الاطراف. وهنا اعتقد ان الطرف الاسرائيلي قد عزز موقفه مع الرئيس ترامب من اجل تحقيق اهداف اسرائيل في الحرب، وهذا في اعتقادي يعزز من الجولة الجديدة من العدوان على غزة ، وخاصة ان الرئيس ترامب قد رفع الغطاء عن حظر الاسلحة والقنابل الذكية بوزن 2000 باوند. علاوة ان تلميحات ترامب بخصوص تهجير سكان غزة، هي اشارة سلبية توحي ان القادم ليس سهلا بخصوص قطاع غزة، والمهم كيف يمكن تجنب ذلك؟.
اعتقد ان على حركة حماس ان تبذل جهدا كبيرا في تجنب الحرب، من خلال تحسين الاوراق التي يمكن لها ، ان تتحصن من خلفها في تجنب موجات جديدة من العمليات العسكرية الاسرائيلية والبطش الاسرائيلي الذي سيطول المدنيين الفلسطينيين، بشكل مباشر وعنيف. وان اهم تلك الاوراق هي الوحدة الوطنية ، والانخراط في منظمة التحرير الفلسطينية، وبهذا تكون حماس قد سحبت البساط من تحت اسرائيل والذرائع للاستمرار في عدوانها على قطاع غزة. لذا من المهم ان تبدء الحوارات الداخلية الفلسطينية ، كما يتوجب ان تسير بتسارع اكبر من تلك التي تدور في قطر والقاهرة بين حماس واسرائيل، بحيث تلقي حماس الكرة الى خارج مرماها ، وبهذا تنهي اهم الحجج الاسرائيلية في استمرار الحرب بحجة حكم حماس في اليوم الثاني لانتهاء الحرب، ستبقى منظمة التحرير الفلسطينية البيت الدافئ لكل الفلسطيني وورقة النجاة لقطاع غزة.
اليوم الكل الفلسطيني هو معني بوقف هذه الحرب، ومعني ايضا بعدم امتدادها الى دول الاقليم ايضا ، وهذا السيل الجارف من الدماء في قطاع غزة. المطلوب هو كما تدار الحرب ، ان يدار السلم ايضا وهو الاهم للحفاظ على الشعب الفلسطيني من متاهات ، هو في غنى عنها. لان كل السيناريوهات التي من الممكن ان تعقد المشهد اليوم موجودة على الطاولة وبقوة وبدعم من البيت الابيض ، لفرض اجندتها على الشعب الفلسطيني، والعربي. كلما تم تعزيز الاوراق في هذه اللعبة الخطرة من خلال ترتيب البيت الفلسطيني ، والدعم العربي سيتم تعزيز السلم في قطاع غزة، وكلما تحسنت الفرص في الابتعاد عن شبح الحرب، وعلى العكس تماما كلما ظهرت التحديات والمشاهد التي لا تغني ولا تسمن من جوع ، تعقد المشهد واننا سوف نسمع طبول الحرب تقرع من جديد. فلا تتمنوا لقاء العدو، والسلامة كل السلامة لشعبنا في غزة وغير غزة.