الموسيقى تعود إلى الموصل وتملأ القلوب والأماكن بهجة
![](https://sawtoroba.com/wp-content/uploads/2025/02/الموسيقى.jpg)
الموسيقى تعود إلى الموصل وتملأ القلوب والأماكن بهجة
الموصل – رويترز: عندما سيطر تنظيم «الدولة» على مدينة الموصل بالعراق، واجه الفنانون صعوبة في أداء أو ممارسة الفن، سواء في الأماكن العامة أو الخاصة.
وبعد استيلائه على المدينة في عام 2014 شن التنظيم المتشدد حملة شرسة دمر خلالها الكثير من المواقع الأثرية والأعمال الفنية القديمة في الموصل، مما حرم السكان من أداء الفنون أو ممارسة الأنشطة والحرف اليدوية.
واضطر الموسيقي العراقي عامر فندر إلى إغلاق متجره لبيع الآلات الموسيقية ومغادرة الموصل في عام 2014. وانتقل في البداية إلى أربيل، حيث كان يؤدي عروضا في المطاعم. وبعد ذلك بعام واحد فر إلى تركيا حيث التقى بعائلته وعاشوا هناك كلاجئين.
وقال «2005 تقريبا 2007 و2013 تقريبا الموصل كانت وضعها تعبان كل يوم مشكلة تفجيرات وكان صعوبة ونحن كموسيقيين ما كنا نستطيع نمارس مجالنا، كنا نروح نفتح المكتب خايفين».
وأضاف «فتحت مكتب بالدواسة (منطقة الدواسة) وكنت أعلِّم الموسيقى وكان يوجد إقبال نوع ما بوقتها بس بعدين دخل داعش للموصل أنا أول الناس خرجت إلى شمال العراق وأخذت أولادي بالبداية وبعدين بصعوبة ورا (بعد) فترة أخذت زوجتي».
ونتيجة ثلاث سنوات من سيطرة تنظيم الدولة الإسلامية بالقمع والعنف وكذلك الحملة العسكرية التي تمكنت من تخليص الموصل من التنظيم في عام 2017، صارت مناطق كبيرة من المدينة في حالة خراب.
وقُتل الآلاف أو صاروا بلا مأوى أو لحقت بهم إصابات بالغة، كما بقي كثيرون آخرون في حالة من الذعر وأُجبروا على التخلي عن هواياتهم وما يبدعون فيه.
ويقول فندر «كان عندي طالب اسمه عبد الحكيم بيتهم في منطقة ساخنة اسمها تل الرمان ويجيني يخلي الجيتار (مخبأ) وبصعوبة على ما يوصل المكتب ويخاف ويتلفت لأن منطقته كانت يضايقون الناس مضايقات فيها. هسا (حاليا) بنات تيجي شايلة الجيتار، تيجي على المكتب مو كقبل (ليس مثل الحال سابقا) كانت صعبة، (الآن) البنات تيجي شايلة الجيتار شايلة الكمان والعود وتيجي للدورة، الوضع جميل مو كقبل».
والآن في عام 2025، عاد فندر أخيرا إلى الموصل، وفتح متجره مجددا واستأنف عمله في بيع الآلات الموسيقية وتعليم الشباب العراقيين الراغبين في تعلم الموسيقى.
وتشتهر الموصل بتراثها الثقافي الغني والتنوع السكاني الكبير الذي يضم العرب والآشوريين والأرمن والتركمان والأكراد والإيزيديين وغيرهم.
وهذا التنوع هو جوهر هوية المدينة وحياتها الثقافية.