مقالات

لاءاَت الخرطوم الثلاث اليوم: لا للحرب، لا للكيزان، لا للجهوية..  أحمد محمود أحمد/كاليفورنيا

أحمد محمود أحمد/كاليفورنيا

لاءاَت الخرطوم الثلاث اليوم: لا للحرب، لا للكيزان، لا للجهوية..

 أحمد محمود أحمد/كاليفورنيا

مدخل سلمي عبر التواريخ المتقاطعة لمسيرة ألبشر فإن أسوأ لحظات الإنسانية ترتبط بظاهرة الحرب و الكوارث..ولقد عكست الحروب أسوأ ما في طبيعة الإنسان، لأنها تعيده إلى المرحلة البدائية أو مرحلة التوحش..و قد اندلعت الحرب الآن في المكان الذي ننتمي إليه وهو السودان فهذا يتطلب ان نستجمع كل قوتنا و قوانا التي أحدثت عبر التاريخ القريب ثلاثة ثورات سلميه وأن نواجه هذه الحرب بالتكتل السلمي عبر فعالية و فاعلية كافة قوى المجتمع الحية و تفويت الفرصة علي الجنرالات كي لا يحرقوا هذا المكان الذي شعاره الحرية والسلام والعدالة….

طبيعة هذه الحرب

إن جذور هذه الحرب التي  تدور رحاها في مدن السودان المختلفة قد أسس لها ابتداء تنظيم الأخوان المسلمين عبر حكمه البائد من خلال أقامة أزرع المليشيات واختراق قيادات الجيش و التمكين لهم من أجل ضرب أي تحول ديمقراطي ومهما كلف ذلك، و حتي لو وصل الأمر إلى تفتيت البلاد..لقد انطلقت هذه الحرب دون هدف سوي إرباك المشهد السياسي العام و بالتالي شيوع الفوضى وهو المجال الذي يتيح الفرصة لتنظيم الأخوان المسلمين باستعادة زمام المبادرة ليعودوا إلى السلطة عبر ثقافة الأرض ألمحروقة إذ توصل هذا التنظيم و من خلال الرفض الشعبي له بأنه قد أفل نجمه… و لكن من خلال شيوع الفوضى هذه وارباك المشهد السياسي كله و معه الحياة الاجتماعية مما يتسنى له و من خلال علاقته مع بعض القيادات العسكرية التابعة له إحكام السيطرة علي الدولة السودانية و حتي لو تبقي ثلث السكان كما بشروا بذلك..القوي السياسية الأخرى قد تكون  عجزت عن إيجاد مخرج للبلاد بعد ثورة ديسمبر وتتحمل هذا ألفشل لكنها لم تسعي لإذكاء نار هذه الحرب كما يقول الحزب الشيوعي الذي حمل ما أسماهم بقوى (الهبوط الناعم) إشعال جذوة هذه ألحرب أو كما يذهب البعض لتحميل قوات الدعم السريع إشعال هذه الحرب اللعينة..إن التحليل الصحيح لطبيعة هذه الحرب يرتبط بقضية الصراع بين الدولة المدنية والدولة ألديكتاتورية الدينية و هو صراع بين قوي التقدم و قوي التخلف..لقد كان قائد الدعم السريع الابن المدلل لهذه الدولة  ألديكتاتورية الدينية و عندما شق عصا الطاعة وبدأ يتحدث عن ضرورة دعم الدولة المدنية والديمقراطية ضمن واقع صراع المصالح ، و بغض النظر عن اقتناعه بذلك أو عدمه، فقد تمت التضحية به و بالتالي إشعال هذه الحرب من أجل لجم صوته ولجم صوت كافة القوي التي تسعي لتحقيق الدولة المدنية..لقد اعتقدت تلك العناصر المتخلفة بأن الحرب نزهة يمكن حسمها في أيام و لكن هذه   الحرب قد تطول و قد تؤدي لتدمير البلاد و هي بالضرورة  حرب ضد المواطن السوداني والأرض ألسودانية و يصبح الموقف الصحيح عبر هذه ألمرحلة موقف الخرطوم  وكافة المدن السودانية هو تأكيد و تعميم شعار لا للحرب، لا لعودة ألكيزان لا للجهوية التي يحاول البعض عبرها شيطنة بعض أطراف الصراع..يجب أن يكون الموقف الصحيح مرتبطا بإيقاف هذه الحرب اولا من اجل سلامة الوطن والمواطن و ثانيا من أجل قطع الطريق   أمام عودة الكيزان لأن عودتهم تعني ألعدم

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى

Thumbnails managed by ThumbPress

جميع الآراء المنشورة تعبر عن رأي كتابها ولا تعبر بالضرورة عن رأي صحيفة منتدى القوميين العرب