مقالات

ترمب والتفكير “خارج العقل” بقلم حمزة مصطفى -العراق-

بقلم حمزة مصطفى -العراق-

ترمب والتفكير “خارج العقل”
بقلم حمزة مصطفى -العراق-
لايوجد وصف ينطبق على سلوك الرئيس الأميركي دونالد ترمب خلال الشهر الأول من تسلمه منصبه رئيسا للولايات المتحدة الأميركية ادق من الوصف الذي أطلقه عليه الكاتب الأميركي البارز توماس فريدمان. فريدمان الذي يكتب مقالا شهيرا في النيويورك تايمز وصف ترمب في مقاله الأخير بهذه الصحيفة بأنه ” لايفكر خارج الصندوق إنما يفكر خارج العقل”. هذا الوصف من كاتب أميركي مرموق من وزن فريدمان صاحب المؤلفات المهمة مثل “العالم مسطح” و”الليكزيس وشجرة الزيتون” بالغ الدقة عندما تضعه في ميزان العقل والمنطق. فهو حين يتحدث عن نقل نحو مليوني إنسان من وطنه الى مكان آخر لكي يعمل من هذا المكان وطبقا لما وصفه قانون “السلطة الأميركية” بما أطلق عليه “ريفييرا الشرق الأوسط” فإنه يخالف المنطق والعقل والحق والتاريخ والجغرافية وكل المفاهيم والمفردات التي تعبر عن كيفية إرتباط الإنسان بأرضه وجذوره.
الذين تناولوا بالنقد أو الفرجة المؤتمر الصحفي الذي عقده الرئيس ترمب مع الملك الأردني عبد الله الثاني في واشنطن شغلتهم لغة الجسد لا لغة الحق والمنطق والعقل والعاطفة والتاريخ والجغرافية. كيف تصمد لغة الجسد حيال جنون رسمي وغير مسبوق”. ماذا يمكن ان يفعل الملك حيال رئيس يبيع ويشتري بالأوطان بكل فظاظة بل ورقاعة وكإنها ملك “اللي خلفوه”؟. كان ترمب يتحدث خارج العقل كما يقول فريدمان وهو دقيق ومحق بينما كان الملك يتحدث باللغة الدبلوماسية المعتادة بين الرؤساء وفي مثل هذه المناسبات. ترمب يقول نهجر كل سكان غزة ويرد عليه الملك سوف أستقبل 2000 مصاب منهم بأمراض. يتفاجأ ترمب من هذا العرض ويثني عليه ناسيا أو متناسيا مقترحه بتهجير كل الناس. ترمب يصر على موقفه والملك يقول له بلسان عربي مبين لدي شركاء في هذا الأمر من بينهم مصر والمملكة العربية السعودية.
النتيجة ودعونا من لغة جسد الأخوة البطرانين كان ترمب يتصرف كاي إنسان في رأسه لوثه ويحتاج “نربطه بالعباس” وبين ملك حاول قدر الإمكان مجاملة هذا الـ “خبل” الجالس بقربه وفي بيته الأسود. المثل يقول رب ضارة نافعة, فبالقياس الى مايريده ترمب من العرب فإن العرب ولأول مرة وبلغة واضحة قالوا لا.. سيعود ترمب مرغما الى لغة العقل.. وتبقى لغة الجسد للأخوة .. البطرانيين.

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى

Thumbnails managed by ThumbPress

جميع الآراء المنشورة تعبر عن رأي كتابها ولا تعبر بالضرورة عن رأي صحيفة منتدى القوميين العرب