أوجلان يطرح من سجنه مبادرة شاملة للحل السلمي للقضية الكردية

أوجلان يطرح من سجنه مبادرة شاملة للحل السلمي للقضية الكردية
في تطور لافت على صعيد القضية الكردية في الشرق الأوسط، كشفت مصادر كردية عن مبادرة جديدة أطلقها عبد الله أوجلان، زعيم “حزب العمال الكردستاني”، من سجنه في جزيرة إمرالي التركية. تهدف المبادرة إلى إيجاد حل سياسي شامل للقضية الكردية في سوريا والعراق وتركيا، مع التركيز على الحوار والوسائل الديمقراطية بدلاً من الصراع المسلح.
وأكدت تولاي أوغوللاري، الرئيسة المشاركة لـ “حزب الديمقراطية والمساواة للشعوب” (DEM)، أن المبادرة تتضمن رؤية متكاملة للحل تقوم على أساس قانوني وديمقراطي. وشددت على أن أوجلان يولي اهتماماً خاصاً للوضع في سوريا، حيث يقترح وضع دستور ديمقراطي كحجر أساس لحل القضية الكردية في البلاد.
وفي خطوة تعكس شمولية المبادرة، وجه أوجلان رسائل إلى ثلاثة أطراف كردية رئيسية: “قوات سوريا الديمقراطية” (قسد)، التي تسيطر على مناطق شمال شرقي سوريا، وقيادة “حزب العمال الكردستاني” المتمركزة في جبال قنديل بشمال العراق، و”المؤتمر الوطني الكردي” في أوروبا. وتهدف هذه الرسائل، وفقاً لمصادر مطلعة، إلى توحيد الموقف الكردي وبلورة رؤية سياسية مشتركة.
وتكتسب المبادرة أهمية خاصة في ظل التطورات الإقليمية الراهنة، خاصة في سوريا وغزة. وقد سبقها سلسلة من الزيارات المكثفة قام بها وفد من “حزب الديمقراطية والمساواة للشعوب” إلى أوجلان في سجنه، إضافة إلى زيارة إقليم كردستان العراق بين 16 و19 شباط/فبراير الماضي.
وكان من المتوقع أن تتضمن المبادرة دعوة لمقاتلي “حزب العمال الكردستاني” لإلقاء السلاح، استجابة لمبادرة أطلقها دولت بهتشلي، زعيم “حزب الحركة القومية” التركي، في تشرين الأول/أكتوبر الماضي. إلا أن هذه الخطوة لم تتحقق بعد، مع استمرار مراقبة أوجلان للتطورات الميدانية والسياسية في المنطقة.
وتشير المصادر إلى أن أوجلان قد يكون بصدد إعادة تقييم موقفه من العمل المسلح، في محاولة لفتح قنوات حوار جديدة مع الحكومة التركية.
ويرى مراقبون أن نجاح هذه المبادرة قد يشكل نقطة تحول في مسار القضية الكردية في المنطقة، خاصة إذا تمكنت من جمع مختلف الأطراف الكردية حول رؤية سياسية موحدة.
وتأتي هذه التطورات في وقت تشهد فيه المنطقة تحولات جيوسياسية مهمة، ما يجعل من الحل السياسي للقضية الكردية أمراً ملحاً للحفاظ على الاستقرار الإقليمي وتجنب المزيد من التصعيد العسكري.
(وكالات)