الصحافه

الشارع الإسرائيلي في سباق مع الزمن: لنوقف الحرب.. فاستئنافها تضحية بالمخطوفين

الشارع الإسرائيلي في سباق مع الزمن: لنوقف الحرب.. فاستئنافها تضحية بالمخطوفين

على خلفية أقوال استعراضية حول استئناف الحرب، بات من الأهمية بمكان إبراز ما ينشأ عن مثل هذه الخطوة، ألا وهو: التضحية بالمخطوفين وموتهم. محظور السماح للحكومة كنس هذه الحقيقة تحت البساط. لا يوجد سيناريو وبموجبه استئناف الحرب، يؤدي إلى تحرير المخطوفين. لذا، فإن تأييد استئناف الحرب مثله كمثل تأييد التضحية بالمخطوفين. ما قالته عيناب تسنغاوكر، التي ابنها متان مخطوف في قطاع غزة، يجب أن تكون بوصلة لكل مواطن ذي ضمير في إسرائيل: “العودة إلى الحرب لن تعيد لنا المخطوفين، بل ستقتلهم”.

لقد سوق تبديل رئيسي الأركان للجمهور على أنه انتقال من وضع امتصاص إلى وضع هجوم، وكأنه يسمح للجيش الإسرائيلي بالانتصار أخيراً. هذا تلاعب مشوه، ينطوي على فهم بأن الجيش الإسرائيلي لم يستخدم حتى الآن قوة ذات مغزى في قطاع غزة. عشرات آلاف القتلى ومشاهد الدمار والقتل في قطاع غزة تشهد خلاف ذلك. التفكير بأن الجيش الإسرائيلي يستعد لهجوم فتاك أكثر (“ستفتح بوابات الجحيم”)، الذي سيكلف إصابة أوسع بحياة المدنيين في قطاع غزة، أمر مخيف. على المعارضة والجمهور إطلاق صوتهم. لن تجدي التلاعبات نفعاً؛ ما كان صحيحاً منذ اليوم الأول للحرب، صحيح بعد سنة وخمسة أشهر: هجوم فتاك كهذا معناه قتل المخطوفين.

رئيس الأركان الوافد، إيال زمير، قال للمستوى السياسي إنه بحاجة لبضعة أسابيع من الاستعدادات كي تكتمل خطته الجديدة لاستئناف الحرب. حسب التقارير، الهدف هجوم عدواني جداً وواسع، يدور الحديث هذه المرة أيضاً عن دحر السكان المدنيين إلى أماكن تؤويهم. وزير الطاقة وعضو الكابنيت إيلي كوهن، وقع أمس على أمر لوقف ضخ الكهرباء إلى قطاع غزة. بعد شهادات المخطوفين الذين عادوا من الأسر، ينبغي لأمر واحد أن يكون واضحاً: كل الأقوال عن مس إنساني، وتجويع، وقطع للكهرباء والماء، معناه استعداد إسرائيلي لتجويع المخطوفين، ومنع الماء عنهم، وإطفاء النور في أقصى نفقهم.

إن أقرباء مخطوفين ونشطاء من أجل إعادتهم أدركوا بوجوب رفع مستوى احتجاجهم. هذا سباق ضد الزمن: لإقناع الجمهور في إسرائيل – ذاك الذي يخرج إلى الجنازات ويبقى معظمه في البيت وقت الحاجة للتجند لإنقاذ الحياة – بأن هذا “إما الآن أو “لا” حتى النهاية”. وبالتوازي، يحاولون الوصول إلى قلب الرئيس الأمريكي ترامب على أمل أن يقف معهم أكثر من حكومة إسرائيل ورئيسها.

“ملزمون بالبقاء في الشوارع لحمل طلب بسيط إلى أصحاب القرار: تنفيذ الاتفاق بالكامل والاعتراض على العودة إلى الحرب”، هتفت تسنغاوكر باسم العائلات. ينبغي الاستجابة لدعوتها والامتثال لها. البدائل واضحة: إما حرب أو مخطوفون.

أسرة التحرير

 هآرتس 10/3/2025

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى

Thumbnails managed by ThumbPress

جميع الآراء المنشورة تعبر عن رأي كتابها ولا تعبر بالضرورة عن رأي صحيفة منتدى القوميين العرب