الصحافه

نيويورك تايمز: مواقفه من غزة والتدخل الخارجي تحرم مرشحا من منصب مهم في الاستخبارات الوطنية الأمريكية

نيويورك تايمز: مواقفه من غزة والتدخل الخارجي تحرم مرشحا من منصب مهم في الاستخبارات الوطنية الأمريكية

إبراهيم درويش

 

نشرت صحيفة “نيويورك تايمز” تقريرا أعده جوليان بارنز قال فيه إن تولسي غابارد، مديرة الاستخبارات الوطنية، قررت التخلي عن خططها لترشيح أحد منتقدي حرب إسرائيل في غزة لمنصب رفيع المستوى يعنى بإدارة الإحاطات اليومية للرئيس وذلك بعدما أثار التعيين المقترح استياء بعض أعضاء ائتلاف الرئيس ترامب، وفقا لمسؤولين مطلعين على المداولات.

وقال المسؤولون إن دانيال ديفيس، وهو زميل بارز في مركز أبحاث بواشنطن ويشكك في التدخل الأمريكي في الخارج، كان يخضع لفحص أمني ليصبح نائب مدير توحيد المهام. ويعد هذا المنصب وظيفة مؤثرة لأنها تشرف على إعداد الموجز اليومي للرئيس، وهو ملخص للتقييمات الاستخباراتية التي ترفع إلى البيت الأبيض وكبار صانعي السياسات.

لكن أنباء التعيين المقترح أثارت ردود فعلٍ سلبية في أوساط اليمين. وبحسب مسؤول كبير في الإدارة الأمريكية فإن غابارد أعادت النظر في اختيارها نظرا للانتقادات، وأكد مسؤولون آخرون القرار.

كتب ديفيس في  يناير،على منصات التواصل الاجتماعي أن دعم الولايات المتحدة لحرب إسرائيل على غزة “وصمة عار على هويتنا كأمة، كثقافة، ولن تزول قريبا”

وآشارت الصحيفة إلى أن ديفيس هو زميل بارز في “أولويات الدفاع”، وهي مؤسسة بحثية ممولة من تشارلز كوخ، وانضم عدد  من خريجيها إلى مناصب رئيسية في إدارة ترامب. وقد اتخذت “أولويات الدفاع” موقفا متشككا من التدخل العسكري الأمريكي في الشرق الأوسط، ودعمت جهود ترامب للتوصل إلى وقف فوري لإطلاق النار في الحرب في أوكرانيا.

وترى الصحيفة أن إلغاء التعيين سلط الضوء على صدع ناشئ في السياسة الخارجية في الإدارة الجديدة.

فقد عيّنت إدارة ترامب جمهوريين أكثر تشددا، مثل وزير الخارجية ماركو روبيو ومايكل والتز، مستشار الأمن القومي، ومسؤولين أكثر تشككا في التدخل الأمريكي، بمن فيهم غابارد.

كما سلط الشد والجذب حول تعيين ديفيس الضوء على التوتر بين مؤيدي ترامب بشأن دعم الولايات المتحدة لإسرائيل.

وقبل سحب تعيين ديفيس، قالت رابطة مكافحة التشهير يوم الأربعاء بأن التعيين سيكون “خطيرا للغاية”. وفي منشور على منصات التواصل الاجتماعي، اتهمت المجموعة ديفيس بالتقليل من شأن هجوم حماس في 7 تشرين الأول/ أكتوبر 2023 وتقويض الدعم الأمريكي لإسرائيل.

كما أثارت فكرة تعيين ديفيس استياء بعض المحافظين المتشددين في الكونغرس، الذين بدأوا يحاولون سرا دفع الإدارة إلى إعادة النظر في قرارها. ويعتقد هؤلاء المسؤولون أن تشكيك ديفيس في حرب غزة قد يُضعف دعم إدارة ترامب لإسرائيل.

كما انتقد مسؤولون استخباراتيون سابقون هذا الاختيار. وقال مارك بوليمروبولوس، ضابط عمليات سابق في وكالة المخابرات المركزية وزميل بارز في المجلس الأطلنطي، إن مواقف ديفيس كانت خارج التيار الأيديولوجي السائد للحزب الجمهوري.

وقال بوليمروبولوس: “يبدو أن انتقاده العلني لإسرائيل ومعارضته التامة لأي عمل عسكري ضد إيران يتعارضان مع سياسة الإدارة الحالية”.

ودافع حلفاء ديفيس عنه، مؤكدين على بياض صفحته وعدم وجود أي تلميح إلى معاداة السامية أو معارضة إسرائيل. وقالوا إن ديفيس يشكك في جدوى العمل العسكري عندما لا يتوافق مباشرة مع المصالح الأمريكية. ويشعر بالقلق من استخدام الوكلاء  المحليين عندما لا ترغب الولايات المتحدة في تعريض قواتها للخطر.

ومع أن بعض انتقادات ديفيس لإسرائيل تقع خارج نطاق التيار الرئيسي للحزب الجمهوري، إلا أنها تتشابه مع بعض انتقادات الديمقراطيين الليبراليين. وقد تحدث ديفيس مرارا وتكرارا عن معاناة الفلسطينيين في غزة.

ومع دعوة ترامب مرارا وتكرارا إلى إجلاء الفلسطينيين من غزة لإعادة تطويرها وتحويلها إلى منتجع ساحلي، قال ديفيس إن إجلاء السكان من القطاع سيكون بمثابة “تطهير عرقي”.

وكتب في كانون الثاني/ يناير،على منصات التواصل الاجتماعي أن دعم الولايات المتحدة لحرب إسرائيل على غزة “وصمة عار على هويتنا كأمة، كثقافة، ولن تزول قريبا”. وقد سبق أن كشف موقع صحيفة “جويش إنسايدر” أول مرة عن دراسة ترشيح ديفيس للمنصب الاستخباراتي.

مع دعوة ترامب مرارا وتكرارا إلى إجلاء الفلسطينيين من غزة لإعادة تطويرها وتحويلها إلى منتجع ساحلي، قال ديفيس إن إجلاء السكان من القطاع سيكون بمثابة “تطهير عرقي”.

ولم تدل غابارد بتصريحات تذكر عن الحرب في غزة مؤخرا. لكن العديد من مواقف ديفيس الأخرى، بما في ذلك تشككه في الدعم الأمريكي للمجهود الحربي الأوكراني ومخاوفه بشأن عواقب سقوط الحكومة السورية، تتوافق مع آرائها. وقد دعمت حسابات ديفيس على مواقع التواصل الاجتماعي مواقف غابارد في السياسة الخارجية.

خلال إدارة بايدن، أجرى رئيس توحيد المهام العديد من الإحاطات الاستخباراتية في البيت الأبيض. وكانت بيث سانر، التي شغلت منصب نائب مدير توحيد المهام خلال معظم فترة إدارة ترامب الأولى، هي المسؤولة الرئيسية عن تقديم الإحاطات الرئاسية. ووفقا لمسؤولين سابقين، تولى مسؤول استخبارات آخر هذه المسؤولية في إدارة ترامب الحالية.

في السنوات الأخيرة، تولى كبار محللي وكالة المخابرات المركزية، ممن يتمتعون بخبرة تمتد لعقود، مسؤولية تقديم الإحاطات. وكان روبرت كارديلو، أول شخص يتولى هذه الوظيفة على الإطلاق، مسؤولا كبيرا في وكالة استخبارات الدفاع.

ـ “القدس العربي”:

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى

Thumbnails managed by ThumbPress

جميع الآراء المنشورة تعبر عن رأي كتابها ولا تعبر بالضرورة عن رأي صحيفة منتدى القوميين العرب