إسرائيل تتوجس تقلبات ترامب وويتكوف يتقن المناورة وحماس تقبل الاقتراح.. والسعودية “بيضة القبان”

إسرائيل تتوجس تقلبات ترامب وويتكوف يتقن المناورة وحماس تقبل الاقتراح.. والسعودية “بيضة القبان”
عاموس هرئيل
أجرى رئيس الحكومة نتنياهو قبل شهر تقريباً مناورة قيادة لرؤساء جهاز الأمن. بعد اتهامهم بإجراء “عملية إعطاء بدلاً من الأخذ والإعطاء” كان نتنياهو قد أبعدهم عن واجهة المفاوضات حول صفقة المخطوفين، وعين بدلاً منهم عدداً من المخلصين له، على رأسهم الوزير رون ديرمر. في هذه الأثناء، يصعب القول إنه كان رهاناً مجدياً. في الفترة الأخيرة، تدفع إدارة ترامب قدماً بعدد من الاقتراحات للمضي بصفقة المخطوفين. التنسيق مع إسرائيل ظهر محدوداً في هذه المرحلة، أما تأثيرها في الاتصالات فمحدود.
آدم بوهلر، مبعوث الرئيس الأمريكي ترامب، الذي تم إبعاده الآن عن المفاوضات، ناقش بشكل سري ومباشر مع حماس خطة تجسير تشمل تحرير الجندي عيدان ألكسندر الذي يحمل الجنسية الأمريكية، وإعادة أربعة جثامين لمخطوفين يحملون جنسية مزدوجة. المبعوث الأعلى رتبة، ستيف ويتكوف، يمضي باقتراح آخر يتم بحسبه إطلاق سراح خمسة مخطوفين وإعادة تسعة جثامين مقابل تمديد وقف إطلاق النار لمدة شهرين تقريباً، في المرحلة الأولى.
في هذه الأثناء، ناورت حماس وأعلنت الجمعة موافقتها على اقتراح بوهلر. الولايات المتحدة وإسرائيل رفضتا ذلك. ورغم سلسلة بيانات الإدانة، من الجدير ذكر الحقيقة، وهي أن الاتصالات كان يجب أن تنتقل إلى المرحلة الثانية في الصفقة، وأن إسرائيل هي التي ترفض تنفيذ دورها الذي يشمل الالتزام بالانسحاب من محور فيلادلفيا.
صحيح أن ترامب يؤيد استعدادات إسرائيل العسكرية ويهدد حماس بـ “أبواب جهنم”، لكنه يستمع للخطوات العربية التي تهدف إلى القيام بترتيبات إعادة الإعمار في قطاع غزة
لا طريقة حقيقية لتوقع ما الذي سيقرره ترامب، الذي يغير مواقفه ويرمي تصريحات جديدة ومفاجئة في الفضاء كل بضعة أيام. ولكن يجب الانتباه إلى أن ويتكوف، قبل سفره من قطر إلى روسيا إلى ساحة وساطة أخرى، وافق على مناقشة دول عربية حول ترتيبات اليوم التالي في قطاع غزة. صحيح أن ترامب يؤيد استعدادات إسرائيل العسكرية ويهدد حماس بـ “أبواب جهنم”، لكنه يستمع للخطوات العربية التي تهدف إلى القيام بترتيبات إعادة الإعمار في قطاع غزة، وإبعاد حماس عن مراكز القوة.
على إسرائيل أن تأخذ احتمالية تغيير رأيه في الحسبان، وأن يفرض اتفاقاً على الطرفين دون السماح لها باستئناف القتال. هذا ما يريده السعوديون، وترامب يستمع إلى الرياض، المكان الذي قد تنمو منه صفقات ضخمة للأمريكيين (وعائلة ترامب) وجائزة نوبل للسلام.
الآلة هاجمت مرة أخرى
رئيس “الشاباك” السابق نداف أرغمان أحدث عاصفة يوم الخميس عندما هدد في مقابلة مع “أخبار 12” بكشف ما يعرفه عن سلوك نتنياهو، في محادثات جرت بينهما في السابق، إذا اعتقد أن نتنياهو يعمل خلافاً للقانون. رئيس الحكومة، الذي انقض على هذه الأقوال كمن وجد غنيمة، اتهم أرغمان وسلفه في المنصب رونين بار، بإدارة حملة كاملة من الابتزاز ضده. وحتى أنه طلب إجراء تحقيق في الشرطة. واضطر بار إلى التنصل من أرغمان في بيان أرسله لمتقاعدي الجهاز، كتب فيه “جسم رسمي ورئيسه لا يستخدمون قوة هذا التنظيم في غير حاجة لذلك”.
أرغمان أخطأ. إذا كان لديه معرفة عن أفعال غير قانونية لنتنياهو، فهو الوقت المناسب لكشفها وعدم الاكتفاء بتلميحات التهديد. نتنياهو يربط بصورة تريحه تهديد أرغمان مع توتر متصاعد مع بار. حالياً، يصعب التصديق أن رئيس الجهاز وسلفه في المنصب ينسقان معاً، علاقتهما غير جيدة، ولا يخفي أرغمان انتقاده من أداء بار حول المذبحة في 7 أكتوبر.
نتنياهو وماكينة دعايته الضخمة ينقضون بمهارة على كل خطأ للطرف المعادي. في الأصل، هناك شك في أن يكون تأثير جماهيري لتصريحات متواترة مثل تصريحات أرغمان أو التنظيم الجديد الذي هو عضو فيه لرؤساء جهاز الأمن المتقاعدين للدفاع عن الديمقراطية. حتى الآن هناك حساسية كبيرة لنتنياهو تجاه قضية قطر في الوقت الحالي وفي السابق. التحقيق الذي يجريه “الشاباك” مع مساعدي نتنياهو في السابق والحاضر حول إجراء علاقات محظورة مع قطر يقلقه، ومثله أيضاً أي ذكر، مثل الذي فعله أرغمان في المقابلة مع يونيت ليفي، لمقاربته تجاه قطر في السابق.
كان نتنياهو هو من سمح بشكل متعمد وبانفعال، بإدخال أموال قطر إلى سلطة حماس في القطاع منذ العام 2018. حتى الآن، لا يملك تفسيراً لذلك. ومعارضته الحاسمة لتشكيل لجنة تحقيق رسمية، كما يطلب بار ورئيس الأركان التارك هليفي، تكمن في خوفه من ظهور قضية قطر السابقة.
هآرتس 16/3/2025