مقالات

أما آن لهذه الامة ان تنهض ؟ بقلم الدكتور غالب الفريجات

بقلم الدكتور غالب الفريجات

أما آن لهذه الامة ان تنهض ؟
الدكتور غالب الفريجات
تتحرك الامم والشعوب عندما تواجه المصائب والأخطار ، فتقوم بالعمل على حشد طاقاتها المادية والبشرية لمواجهة ما يدلهم عليها من اخطار لكي لا يصيبها مكروه من هذه الاخطار ، وهي تلجأ اليه كل الدول الحيه ، وانا على يقين ان امتنا العربية الاسلامية هي من الامم الحيه الضاربة جذورها في اعماق التاريخ ، وذات تاريخ فيه محطات من المجد والعظمة ، كيف لا وهي من حمل رسالة عظيمه حباها الله بها دون امم الارض .
امام هذه الحالة التي تمر بها الامة في مواجهة العدوان الصهيوني على ارض فلسطين وبشكل خاص على قطاع غزه ، ورغم ان العدوان الصهيوني على فلسطين قد بدأ منذ اكثر من مئة عام يوم بدأ الانتداب البريطاني على فلسطين والذي مهد لقيام الكيان الصهيوني ، إلا ان هذا العدوان المجرم والذي مر بمحطات عديدة في استهداف الارض والانسان في اكبر جريمة عرفتها الانسانيه إلا انه اكثر شراسة في العدوان على غزة ، والذي بات واضحا العمل على تهجير الفلسطينيين من قطاع غزة ، كما عدوانه المستمر للنيل من ابناء فلسطين في الضفة الغربية.
فلسطين ليست إلا جزءا من الوطن العربي ، وحري بان هذا الوطن جسم واحد فان اصاب جزء منه مكروه تداعت كل اجزائه للوقوف في وجه هذا المكروه ، وليس هناك من مكروه اكبر من جريمة الاحتلال وطرد المواطنين من ديارهم ، هذه الجريمه مدانة بالقانون الدولي وبكل قيم الحياة الانسانيه ، فليس هناك من جريمة اكبر من ذلك ، وان اي عملية تهجير للمواطنين لا تتقبله كل القوانين الصادرة عن المنظمات والهيئات الدوليه ، وقد صدرت العديد من القرارت الدوليه التي تدين الاحتلال وترفض كل الإجراءات الصهيونية في عموم الاراضي الفلسطينية .
واضح حجم الجريمة الصهيونية ، وواضح الاجرام الصهيونية بالعدوان على غزة وما يجري ايضا من عدوان على الضفة ، فالقانون الدولي يرفض ويدين وشعوب العالم تعلن صوتها برفض العدوان وقتل المواطنين والعمل على تهجيرهم من اراضيهم ، ومع هذا الوضوح إلا ان الصمت العربي امام العدوان الصهيوني يسجل موقفا غريبا جدا في عدم أخذه هذا العدوان علي محمل الجد والخطورة ، خاصة وان هذا العدوان يهدف ابعد من فلسطين بمعنى انه يصيب كل عربي من المحيط الى الخريج ، موقف غريب على امه تاريخها فيه محطات نضاليه ، محطات مقاومه في مواجهة العدوان عليها ،فماذا اصاب الامه حتى تشعر وكأنها امة قد فقدت وجودها امام شراسة عدو يصر على إذلالها وإهانتها والعمل على الهيمنة عليها ونهب ثرواتها ؟ .
الامة قيادة وشعب اجزم ان الشعب العربي في كل مواقع تواجده على خريطة الوطن العربي ضد العدوان الصهيوني ، لابل ضد الوجود لهذه الكيان وباتت العديد من المنظمات العربية من نقابات و أحزاب قد مارست بعض الأدوار المناطة بها لرفض العدوان المطالبة في الوقوف في وجهه ورفض كل ممارسته ، وان كانت هذه المواقف دون الحد المطلوب للتاثير في وقف العدوان ، والحالة الاخرى في الامه هي القيادات السياسية الرسمية ، وهي صانعة القرارات ، وهي من تتحمل حشد الطاقات المادية والبشرية للجم العدوان ، والتي هي المسؤولة عن حالة الامة في الحالتين السلبية الإيجابية .
الامة باتت مصيبتها معروفه لأصغر مواطن ، وهي واضحة وضوح الشمس في ان العجز الذي اصاب هذه الامة يكمن في فقدان نظامها السياسي لإرادته ، والعمل لخدمة المجتمعات التي تحكمها هذه القيادات ، فالنظام العربي الرسمي سقط منذ زمن ، اجزم ما من مسؤول رسمي يملك صناعة قرار يخدم فيه المجتمع ، وبات واضحا ان هناك انفصام ما بين النظام العربي الرسمي والواقع الذي تعيشه الشعوب .
ما العمل حتى تنهض الامة من غفوتها في هذا الواقع حتى تتحلى القيادات العربية الرسميه باخذ دورها المطلوب في تحقيق الامن الوطني والتنميه ، لابد لمؤسسات المجتمع من نقابات و احزاب وشخصيات وطنيه على كل الأصعدة ان تقوم بدور اكثر فاعلية ، وترفض كل القيود المفروضة عليها من هذه الانظمة التي بات وجودها اكبر خطر عليها والخلاص منها يشكل الحجر الاساس في بناء موقف عربي رافض لكل طرق الهيمنة التي كبلت الشعوب و عطلت حركتها في القيام بدورها المطلوب ، فهذه الانظمة قد اكدت فشلها في تحقيق الامن الوطني وتحقيق التنمية المنشودة ، ورغم شراسة العدوان الا ان الامة قادره على الوقوف في وجهه وفي النهاية لكنسه من فلسطين ، عندها فقط تكون الامة قد تمثلت تاريخها المجيد وكانت امينه على هذا التاريخ بما فيه من محطات نضاليه تعتز بها الامة .

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى

Thumbnails managed by ThumbPress

جميع الآراء المنشورة تعبر عن رأي كتابها ولا تعبر بالضرورة عن رأي صحيفة منتدى القوميين العرب