تحقيقات وتقارير

بعد سلاحَي الجو والدفاع الجوي… العدو يبدأ حربه على «الدبابات»

بعد سلاحَي الجو والدفاع الجوي… العدو يبدأ حربه على «الدبابات»

حيان درويش

واصل الاحتلال الإسرائيلي، خلال الأيام الثلاثة الماضية، عملياته المكثّفة في سوريا، سواء البرية منها، أو الجوية التي تستهدف تدمير كامل القدرات العسكرية السورية في مناطق الجنوب خصوصاً، ومحافظتَي دمشق وحمص أيضاً.

وبحسب معلومات «الأخبار»، فإن طيران الاحتلال نفّذ 46 غارة منذ ليل الإثنين – الثلاثاء، استهدف أغلبها نقاطَ تجميع آليات عسكرية أو مستودعات أسلحة في محافظات درعا والسويداء والقنيطرة وريف دمشق وحمص، علماً أن حكومة دمشق، المنتهية ولايتها، تكتّمت على حجم الخسائر البشرية في الضربات التي استهدفت النقاط العسكرية، فيما كشفت فقط عن حصيلة الاستهداف الذي وقع الإثنين في منطقة الضاحية، في مدينة درعا، وقضى فيه 3 أشخاص وأصيب نحو 25 آخرين.

ويرى ضابط سابق في الجيش المنحل أن سلاح الدبابات السوري «بات مهدداً بالإفناء من قبل إسرائيل، بعد أن تمكنت الأخيرة من تحييد سلاحي الجو والدفاع الجوي»، مرجّحاً أن «تشن القوات الإسرائيلية غارات على مناطق تجميع الآليات العسكرية في بقية المحافظات السورية، من أجل تدمير القدرات البرّية».

ويضيف أنه «قد لا يكون سلاح البحرية بعيداً عن تلك الضربات، في ظل تراخٍ غير مفهوم من قبل حكومة دمشق تجاه هذا التهديد، وتمسكها بخيار قتال من تعتبرهم أعداء في الداخل تحت مسمى محاربة “فلول النظام”، بالإضافة إلى مواجهتها “عشائر لبنان”، بحجج مختلفة».

وشهد أمس تحركات مكثفة من قبل قوات الاحتلال على المستوى البري في محافظتَي القنيطرة ودرعا، حيث تحرّكت مجموعة مؤلفة من 50 آلية عسكرية، بينها جرافات اقتحمت بلدتي العشة والرفيد، ثم تحركت في اتجاه قرية الجاموس، ومنها إلى قريتَي الحيران والناصرية في ريف المحافظة الجنوبي. وبحسب مصادر أهلية، فقد قامت قوات الاحتلال بتجريف مجموعة من النقاط العسكرية، بينها «سرية أبو ذياب» و«سرية أبو درويش»، وكلتاهما من نقاط المراقبة التي انتشرت فيها قوات روسية مع بدء العدوان الإسرائيلي على لبنان قبل سقوط نظام الرئيس السابق بشار الأسد. كما تم تجريف «سرية الكوبرا»، الملاصقة لقرية الناصرية.

شهد أمس تحركات مكثّفة من قبل قوات الاحتلال على المستوى البري في محافظتَي القنيطرة ودرعا

ويأتي هذا بعدما اقتحمت مجموعة إسرائيلية مؤلفة من 30 آلية، مساء الثلاثاء، قرية جاموس، حيث قامت بتجريف نقطة عسكرية للجيش السوري تقع بالقرب منها، وذلك بالتزامن مع اقتحام قوة راجلة من جيش الاحتلال للأراضي الزراعية بين قريتَي معريا وكويا، في منطقة حوض اليرموك في ريف درعا الجنوبي الغربي.

أيضاً، شهد ليل الثلاثاء – الأربعاء، نصب حاجز إسرائيلي بالقرب من قرية البيضا، بالتزامن مع اقتحام قرية جباتا الخشب، الملاصقة لـ«شريط فض الاشتباك»، حيث نفّذ جنود العدو عملية تفتيش ليلية للمنازل، من دون العثور على أي نوع من الأسلحة، فيما تحركت قوة مؤلفة من 15 آلية على الأقل، في الوقت نفسه، من نقاطها في «تل الصاحي» في اتجاه قرية أوفانيا، لتنفذ عملية تفتيش لعدد من المنازل الواقعة على أطراف القرية.

وأتى ذلك بالتزامن مع إطلاق مدفعية الاحتلال المتمركزة بالقرب من قرية العدنانية، ثلاث قذائف سقطت في مساحات فارغة جنوبي بلدة خان أرنبة، التي كانت قد شهدت استهداف طيران الاحتلال لعدد من المدافع التابعة للجيش المنحل، على أطراف البلدة الشرقية. وسبق أن أعلن جيش العدو، الثلاثاء، أن استهداف المدافع كان نتيجة لـ«تشكيلها تهديداً لدولة إسرائيل».

وعقب الغارات التي نفّذها طيران الاحتلال على منطقة شنشار في ريف حمص، نقلت «القناة 14» الإسرائيلية، عن مصادر عسكرية، أن «سلاح الجو هاجم عدداً من المواقع العسكرية للنظام السوري، ومستودعات ذخيرة وصواريخ على أطراف مدينة حمص السورية». وفي المقابل، دانت وزارة الخارجية السورية، في بيان صدر عنها الثلاثاء، الاعتداءات على محافظة درعا، معتبرة أن «هذا العمل العدواني هو جزء من حملة تشنها إسرائيل ضد الشعب السوري والاستقرار في البلاد»، وأن استمرار الاعتداءات الإسرائيلية على سوريا «لا يشكل فقط انتهاكاً للقانون الدولي، بل يمثّل أيضاً تهديداً مباشراً للأمن الإقليمي والدولي».

كما دعت الخارجية كلّاً من الأمم المتحدة و«مجلس الأمن» وجميع الهيئات الدولية المسؤولة، إلى التحرك من دون تأخير لوضع حد لتصرفات إسرائيل غير القانونية وتطبيق اتفاق عام 1974.

كذلك، توالت الإدانات العربية من عدة دول، بينها عمان والكويت ومصر والأردن وقطر والسعودية و«رابطة العالم الإسلامي»، حيال القصف الإسرائيلي الذي طاول محافظة درعا. وأبدت الدول المذكورة مواقف داعمة لدمشق، في خطوة تصفها مصادر في الأخيرة بـ«غير المسبوقة»، واضعة إيّاها في خانة «تقديم الدعم السياسي لحكومة الشرع»، التي تواجه تحديات كبيرة على المستوى الدولي بعد المأزق الذي وضعت نفسها فيه على خلفية المجازر في الساحل السوري.

الاخبار

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى

Thumbnails managed by ThumbPress

جميع الآراء المنشورة تعبر عن رأي كتابها ولا تعبر بالضرورة عن رأي صحيفة منتدى القوميين العرب