مقالات

في بناء الأخلاق عربياً أفكار عن التواصل بين الثقافات بقلم الاستاذ الدكتور عزالدين الدياب -استاذ جامعي -دمشق -سوريا –

بقلم الاستاذ الدكتور عزالدين الدياب -استاذ جامعي -دمشق -سوريا -

في بناء الأخلاق عربياً أفكار عن التواصل بين الثقافات
بقلم الاستاذ الدكتور عزالدين الدياب -استاذ جامعي -دمشق -سوريا –
الحديث عن الثقافة الشعبية العربية،شأنها شأن كل ثقافات العالم،تعيش حالة من التواصل مع ثقافات الشعوب والأمم،بفعل آليات التواصل،التي شهدت لحظات من التطور والتقدم،أخذتها من حال إلى حال،وخاصة النت،وما استحدثته من آليات التواصل الاجتماعي،كما أن الإعلام هو الآخر،مر بطفرات كان لها شأنها بتقريب المسافات بين الثقافات،فقويت المشتركات الثقافية،وكثر حضور مكونات الثقافة المادية والاجتماعية والروحية والفكرية.
لكن هذا التواصل بين الثقافات،أصبح يحسب في تاثيره،وما يتوقف على هذا التأثير،من تبدل بالقيم الأخلاقية والفكر والعادات والتقاليد،لصالح الثقافات المتقدمة،حتى أن بعض الثقافات تتخلى وتكتسب،بموجب التواصل مع الثقافات المتقدمة،فالسيارة التي تنتجها اليابان تجدها حاضرة في أكثر بلدان العالم،وقل ذلك في اللباس،والمأكل والمشرب،وفي أفلام السينما …إلخ.
وما يقال عن الغزو الثقافي،أصبح يتجلى في الكثير من الظواهر ومافي حكمها من واقعات بنائية،وسواء اتفقنا على مصطلح “الغزو الثقافي،أو رفضناه،بفعل موقف النظريات الثقافية وتنظيرها،لمسألة التواصل بين الثقافات،،فقد أخذ يحصد نتائجه لصالح الثقافات الغنية بمعطيات مادية وروحية،وما يستجد فيها خلال وقت قصير،يصيب الناس بالدهشة،وأذا نظرت مراقبا ومحللا،فستجد،كما أسلفنا،لصالح الثقافة الأوربية والأمريكية والصينية،وكل ثقافة في هذا العالم،قادرة على التجدد والابتكار والاختراع،وإضافة عناصر جديدة لبنيتها
الثقافية .حتىً أن بعض التيارات الأنثروبولوجية الثقافية،أخذت تتكلم عن الخليط الثقافي،الذي تتعايش فيه مكونات ثقافية قديمة وجديده،وما يتأتى من كثرة الازدواج الثقافي،من حالات نفسيةوفكرية،وأخلاقية.
وماسمته الأنثروبولوجيا بالازدواج الثقافي،قالت عنّه بأنّه يتكاثر وله حضوره في الشخصيات الاجتماعية،ما يسمونه مجتمعات الجنوب،بفعل حالة الثقافة الفقيرة بعناصرها،وضعف الابتكار والإبداع،،فهي ثقاف استقبال واستعارة وأخذ من ثقافات الأمم المتقدمة.
يريد هذا الكلام الذي أتينا إليه أن يقول،إن هناك مستويات عفوية من التواصل،ويتم بحكم غلبة الثقافات المتقدمة ،على ثقافات الأمم المتأخرة،وهناك ثقافات تخطط لتواصلها مع الثقافات بقصد إن توثر فيها،وتجعلها تخضع لاملاءاتها،بان تكون مفتوحة لما يصدّر اليها.
وما يطلق عليه الدعاية،والإعلام الدعائي صار له ما سمّي بالإمبراطوريات الإعلامية،وما لهذه الإمبراطوريات من خبراء ومراكز بحث،وتيارات إعلامية،وخبراء تخطيط،وعلماء نفس وتسويق أفكار وتبديل قيم،وتكييف شخصيات مع الموضات والعقائد،والإتجاهات الفكرية وعادات اجتماعية.
إذن؛أصبح التواصل الاجتماعي والثقافي،طريق الثقافات المتقدمة لدمج الشخصيات الاجتماعية ،والسعي لأن تكون شريكة في تكوين اتجاهات وقيّم وأخلاق وميولات هذه الشخصيات،وأن تدفعها،للقيام بأنشطة لا إرادية وعفوية.
القول المفصل بشأن الكيفية والآليات التي تقوم بها الثقافات المتقدمة،وأذرعها الإعلامية والفنية والفكرية والدعائية،وقدرتها في توليد الإيحاءات ،وإعادة تكوين نوازع الشخصيات الاجتماعية،ومن ثم التدخل في اتجاهاتها،وصولاً للتدخل في قيمها ومواقفها واختياراها،وحتى ولاءاتها وانتماءاتها،وجعلها
تمارس هذه السلوك وذاك ،والتساكن إلى جانب القابلية،لجعل هذه القابليات تتواءم،مع مايصدر لها من قناعات،لتكون ً في التحليل الأخير مكاسبة،نقول إن الولوج والتوسع فيها تحتاج إلى دراسات ومسوحات لاسبيل لها،لذلك كان المرور على شأن التواصل الثقافي يأتي من قبلنا بمثابة مؤشرات ودلالات ،من أجل أن نملك الشرعية المنهجية للقول في شرعية دعوتنا إلى بناء الأخلاق العربية بناء جديدا،بعد أن تعبت الأنظمة في تدمير هذه القيم وإحلال بدائل عنها،تفضي إلى شخصيات فاقدة. على قدرة الاحتجاج والنقد والمعارضة،والتعايش مع هموم الأمة،تمهيدا للإستسلام لأوامر الإعلام الحكومي الرسمي،وماله من أذرع أعلامية وتربويّة وثقافية.هل ندري على سبيل المثال تاثير استضافة شخصيات صهيونية
في الفضائيات العربية،في تكوين قابلية الشخصيّة العربيةللتطبيع،مع الكيان الصهيوني،ووجود الصهيوني في حياتنا اليومية،أمراً طبيعيا لاغبارعليه؟
وهل ندري أن تبني الأنظمة العربية للفساد آلية في تحطيم قيمنا الأصيلة وقبول الرشوة،وظاهرة الشخص المدعوم،وأن تصبح الدعارة والتعري والمثلية،وعيد الحب،ظواهر تقدميةحضارية،راقية،وأن نقدها والوقوف منها موقفااً سلبيا،يصبح دلالة على الرجعية والتزمت…إلخ
ثم هل ندري أن الحرب الأخلاقية الموجهة للشخصية العربية متعددة الاتجاهات،ومتنوعة الثقافات،،وتلتقي كلها في حضن  الثقافة الصهيونية،التي تجد في الأنظمة ذراعا لها في ألينة الشخصية الشخصية العربية،وسلبها كل قيم الممانعة،حتى يصبح الوطن العربي ثقافبا،على هوى واختيار وتدبير وتوجيه الثقافة الصهيونية،وأذرعها في الأنظمة العربية.
قال لي صديقي بأن ناشط عربي ثقافي شارك في ندوة ثقافية تمت في أحد الأقطار العربية،فخلص من هذه المشاركة ألى أن من شارك معه في هذه الندوة فقدوا أخد أهم معالم شخصيتهم العربية المتمثلة في رجولة المواقف والممانعة والاختيارات،وكأنك أمام شخصية تدرج في عالم النعاج،وزار قطراً عربياً آخر فوجد الفساد والرشوة من القيم المأذونة والمقبولة وتوصف بالشطارة والفهلوة،ورأت أن الواسطة ضاربة في هذا
القطر،حتى النجاح من فصل إلى فصل،والقبول بالوظيفة يتم بالرشوة وقانون الفساد، وتحويل الظالم إلى مظلوم،والجندي حتى يأخذ إجازته،عليه أن يقدم الرشوة إلى مسؤوله.لقد نجحت الأنظمة العربية،في إزاحة القيم العربية الأصيلة من سلّم قيم الشخصية العربية،ما سعت إليه الثقافة الصهيونية .
ترى في في مجتمع عربي هذا حاله من المؤشرات والدلائل سالفة الذكر،يحتاج إلى بناء أخلاقي جديد يستند إلى قيم الرجولة التي قالها رسولنا العربي وهو يمانع الدعوة إلى تنحيته عن رسالته:ما مامعناه:والله لو وضعوا الشمس في يميني والقمر في يساري أن أحيد عن هذا الأمر لما فعلت *
*_أتمنى كل من يتفضل بإسناد قول الرسول لوضع النص في أصوله اللغوية أن لايتأخر.
د- عزالدين حسن الدياب. ء

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى

Thumbnails managed by ThumbPress

جميع الآراء المنشورة تعبر عن رأي كتابها ولا تعبر بالضرورة عن رأي صحيفة منتدى القوميين العرب