الصحافه

لقادة إسرائيل: الحظ الذي حالفكم مع “حزب الله” قد يخونكم مع حماس

لقادة إسرائيل: الحظ الذي حالفكم مع “حزب الله” قد يخونكم مع حماس

أيال زيسر

في الأسبوع الماضي، عاد الجيش الإسرائيلي وهاجم حماس في غزة. هذه المرة، هكذا شرح للجمهور، يدور الحديث عن هجوم قوي لم يشهد له القطاع مثيلاً.

التقارير عن هجمات ناجحة أخرى من الجو وقتلى آخرين من بين كبار رجالات حماس، رافقت إعلان وزير الدفاع بأن بوابات الجحيم فتحت على غزة.

غير أن الحديث يدور عن ضربات مقنونة غايتها ممارسة الضغط على حماس كي ترضى وتتوصل معنا، وفي واقع الأمر مع إدارة ترامب، إلى صفقة محسنة تؤدي إلى تحرير مزيد من المخطوفين.

بعد الضربة الجوية التي يمكن تفسير نجاحها بعنصر المفاجأة وكذا بالمعلومات الاستخبارية التي جمعت على طول أشهر وقف النار، جاءت أيام قتالية تذكر بما سبق أن رأيناه في جولات القتال السابقة

وبالفعل، بعد الضربة الجوية التي يمكن تفسير نجاحها بعنصر المفاجأة وكذا بالمعلومات الاستخبارية التي جمعت على طول أشهر وقف النار، جاءت أيام قتالية تذكر بما سبق أن رأيناه في جولات القتال السابقة على مدى الـ 15 شهراً الأخيرة.

أمامنا إذن جولة قتال قوية ستؤدي على ما يبدو إلى صفقة جزئية ومحدودة أخرى، تنتهي بطريق مسدود يؤدي إلى استئناف القتال وهلمجرا. الورقة الوحيدة لدى حماس هي المخطوفون، وهذه تفصل بين تصفيتها وبين استمرار حكمها في غزة. وبالتالي، من يعتقد أن حماس ستوافق على تحرير المخطوفين حتى تحت ضغط عسكري مكثف فلا يعرف ما يقول. من ناحية حماس، من الأفضل الموت كشهداء في الحرب على الموافقة على صفقة تؤدي إلى تصفيتها كقوة عسكرية وسياسية.

غير أن إسرائيل منشغلة بالتكتيك العسكري والسياسي لكنها ترفض، بل وتهرب -بسبب ألعاب الكراسي السياسية الداخلية- من كل محاولة لبلورة استراتيجية شاملة حول مستقبل غزة وإنهاء الحرب فيها.

واضح أن سلوك إسرائيل على مدى الـ 15 شهراً الأخيرة لم يؤد إلى النتائج المرجوة. صحيح أنها حققت إنجازات مهمة مثل تحرير جزء من المخطوفين وتصفية جزء من قدرات حماس العسكرية، لكن بغياب الرؤية أو النظرة الاستراتيجية، لم تجلب هذه الإنجازات تغييراً حقيقياً للواقع في غزة.

على إسرائيل أن تقرر إذا كانت مستعدة لقبول غزة مجردة من السلاح بإدارة عربية أو فلسطينية ليست حماس، أو السلطة، أم أنها تريد أن تحكم القطاع وتديره بنفسها.

استمرار الخوف يؤدي إلى أن يقرر الآخرون، وأساساً إدارة ترامب، نيابة عنا، كما حصل عشية الصفقة السابقة حين فقد المبعوث ويتكوف صبره وفرض على نتنياهو وعلى حماس الصفقة التي أعدها.

تحت إدارة ودية مستعدة لمساندة كل خطوة لنا، كان ممكناً التوقع بأن إسرائيل ستفكر بشكل إبداعي بل وجريء، وأساساً من خارج الصندوق.

فها هي إسرائيل مثلاً تعمل في سوريا على سياسة بعيدة الأثر، موضوعها احتلال أراض واسعة وتحويلها إلى حزام أمني على طول حدودنا – وإن كنا في لبنان نمتنع عن العمل، حتى في ضوء فشل الجيش اللبناني القيام بواجبه في اتفاق الهدنة ونزع سلاح حزب الله.

لكننا في غزة نواصل طريق بلا مخرج منذ بداية الحرب. كان يمكن التفكير باقتراح يتحدى العالم العربي، وموضوعه سيطرة عربية على القطاع في ظل طرد حماس منه. لكن ولأننا لا نعتمد إلا على أنفسنا، فهاكم فكرة: الأرض والشرف يأتيان متكاتفان إلى العالم العربي. فلماذا لا نقرر ثمناً ونسيطر على أراض في القطاع، أو حتى عليه كله، بدلاً من مناورات عديمة الجدوى ينسحب الجيش الإسرائيلي في أعقابها من غزة وتعود حماس وتثبت فيها قوتها؟

من يعول على أننا لن نقرر وأننا سنواصل القصور الذاتي فيما نفعله اليوم، ينبغي أن يتذكر بأنه وإن كان هذا ينجح أحياناً مثلما في لبنان حيث السلوك المتردد والمتلعثم على طول أشهر أدى إلى هزيمة حزب الله بالصدفة وبالحظ، لكن ليس مؤكداً أن يعمل الحظ ساعات إضافية في غزة أيضاً.

إسرائيل اليوم 23/3/2025

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى

Thumbnails managed by ThumbPress

جميع الآراء المنشورة تعبر عن رأي كتابها ولا تعبر بالضرورة عن رأي صحيفة منتدى القوميين العرب