لكسر حماس: إصرار على خطة ويتكوف ومصر تراهن على الوقت.. وإسرائيل: هكذا قال ترامب

لكسر حماس: إصرار على خطة ويتكوف ومصر تراهن على الوقت.. وإسرائيل: هكذا قال ترامب
مر شهر منذ الدفعة الأخيرة لإعادة المخطوفين، وما زالت المفاوضات بين إسرائيل وحماس عالقة. قبل أسبوعين، كانت جميع الأطراف متفائلة بدفعة أخرى ومعها وقف لإطلاق النار إلى ما بعد عيد الفصح، لكنه تفاؤل تلاشى. من ناحية الأمريكيين، على الطاولة صفقة واحدة لا يمكن مناقشتها: خطة ويتكوف لإطلاق سراح نصف المخطوفين الآن، وإجراء المفاوضات على المرحلة الثانية أثناء وقف إطلاق النار واستئناف إدخال المساعدات الإنسانية. إذا أرادت حماس فليكن، وإذا لم ترغب فلتفعل إسرائيل ما تريد.
في صفقة التبادل تعهد الطرفان بالبدء في المفاوضات في اليوم الـ 16، لكنه اتفاق من أيام بايدن. عندما عاد ترامب، حرر نتنياهو -لأسباب سياسية- نفسه من الاتفاق. ولأن ديرمر التقى مع ويتكوف وقال له بأن شرط إسرائيل لإنهاء الحرب هو مغادرة قادة حماس لغزة، فقد لبت شرط بدء المفاوضات حول المرحلة الثانية.
لقد توقعت قطر وحماس عقد جلسات طويلة وجدية، ورغبة في جسر الفجوات بين الطرفين. ولكن الدوحة اكتشفت أنه خلافاً لدادي برنياع، لا مصلحة لديرمر في ذلك. هو لا يتحدث أبداً مع القطريين، ولا اهتمام له بالمفاوضات. في هذه المرحلة، علقت الصفقة. جذر الخلاف مع حماس هو في مطالبتها “ضمانات” مع إعادة آخر المخطوفين بألا تخرق إسرائيل تعهداتها وتحتل قطاع غزة وتشتت سكانه في كل الأرجاء. وتطالب حماس بأن تقترن المرحلة الثانية بقرار لمجلس الأمن يفيد بإيقاع عقوبة على من من يخرقها، وهو قرار لا يمكن إلغاؤه بسبب فيتو روسي وصيني. وهو طلب لا تقبله إسرائيل ولا الولايات المتحدة.
لتحريك المفاوضات وإنقاذ أكبر عدد من الأحياء، عرض ويتكوف أن تطلق حماس سراح 11 مخطوفاً – بالطبع مقابل إطلاق سراح سجناء – ثم يرى الأمريكيون سلوكها برضى وسينخرطون في مفاوضات جدية، لها معنى وبدون ضمانات، وهذه المرة بشكل حقيقي. لمحت حماس بنيتها الموافقة، لكنها فاجأت برد سلبي في نهاية المطاف، وعرضت الإفراج فقط عن المواطن الأمريكي عيدان ألكسندر وجثامين أربعة مواطنين أمريكيين مقابل تعهد الأمريكيون بالانخراط في مفاوضات جدية.
لم تنجح المناورة. ولم تنجح حماس في دق إسفين بين إسرائيل والولايات المتحدة. أمريكا وإسرائيل كل منهما تدعم موقف الأخرى. المخطوفون أولاً والمحادثات لاحقاً. قطر يئست من القدرة على التأثير على حماس. ودخلت مصر إلى هذا الفراغ، وتضغط بشدة على حماس كي تلين موقفها وتعود إلى مسار الصفقة. ستكون مصر مسرورة لوضع إصبع في عين قطر، وتقديم إنجاز للأمريكيين، ولكن بدون فائدة حتى الآن. مصدر عربي مطلع على تفاصيل المفاوضات، قال للصحيفة بأن حماس مصممة على الحصول على “ضمانات” لإنهاء الحرب. وتعرض عليهم مصر صياغات قد ترضيهم، لكن حسب المصريين، فإن الأمريكيين لا يظهرون أي مرونة، ويركزون على خطة ويتكوف. وأشار المصدر نفسه إلى أن “ويتكوف وطاقمه استنتجوا بأنه يجب إعطاء ذلك القليل من الوقت لكسر تصميم حماس، وبهذه الطريقة يمكن التقدم”.
ربما يكون نتنياهو راضياً. الميزانية تمت المصادقة عليها، وصفقة المخطوفين التي هزت حكومته في كانون الثاني باتت الآن ذكرى بعيدة. وبن غفير عاد، وسموتريتش راض، وجدعون ساعر أصبح في الداخل. لذا يمكن مواصلة الإبحار بهذه الطريقة لأسابيع أخرى، حتى موجة الضغوط القادمة من واشنطن.
حاييم لفنسون
هآرتس 27/3/2025