الصين تؤكد التزامها مواصلة المسار «الصحيح» للعَولمة وتدعو دول العالم إلى فتح أسواقها وتجنب اندلاع حروب تجارية

الصين تؤكد التزامها مواصلة المسار «الصحيح» للعَولمة وتدعو دول العالم إلى فتح أسواقها وتجنب اندلاع حروب تجارية
بكين – وكالات: أكد رئيس الوزراء الصيني لي تشيانغ أمام منتدى لرجال الأعمال في بكين أمس الأحد أن بلاده «ستلتزم الاتجاه الصحيح للعَولَمة الاقتصادية» في مواجهة «التشرذم»، في إشارة ضمنية إلى الاضطرابات التجارية التي أثارها الرئيس الأمريكي دونالد ترامب.
وحث الدول على فتح أسواقها لمكافحة «تزايد عدم الاستقرار وحالة الضبابية من خلال فتح أسواقها وشركاتها…لمقاومة المخاطر والتحديات».
وينعقد منتدى التنمية الصيني السنوي يومي الأحد والإثنين في ظل تجدد الحرب التجارية مع واشنطن، حيث تشكل عودة ترامب إلى البيت الأبيض تهديدا للصادرات الصينية التي تشكل محركاً رئيسياً للنمو الاقتصادي.
وتحرص بكين على جذب الاستثمارات الأجنبية في ظل تصاعد التوتر الجيوسياسي، إذ يسعى صانعو السياسات إلى تعزيز الاستهلاك المحلي لتعويض التداعيات السلبية الجديدة للرسوم الجمركية الأمريكية علي الصادرات الصينية
ويشارك في المنتدى رؤساء تنفيذيون أجانب، منهم تيم كوك من شركة «أبل» وكريستيانو آمون من «كوالكوم» وباسكال سوريو من «أسترازينيكا» وأمين الناصر من «أرامكو السعودية»، ومن المتوقع أن يلتقي بعضهم بالرئيس شي جين بينغ يوم الجمعة المقبل.
ونقلت وكالة أنباء الصين الجديدة «شينخوا» عن لي القول «سنركز على الجمع بين تكثيف السياسات وتحفيز قوى السوق» دون الخوض في تفاصيل إجراءات تحفيز محددة.
وأضاف لي أنه يأمل أن يكون رواد الأعمال «مدافعين شرسين عن العَولَمة ومروجين لها…وأن يقاوموا النهج الأحادي والحمائي».
ومنذ انتهاء جائحة كوفيد، تسعى بكين إلى توجيه اقتصادها نحو مسار أكثر استقراراً، خصوصا من خلال تعزيز الاستهلاك المحلي.
كما تسعى الآن إلى تأكيد دور البلاد كمدافع قوي عن النظام الاقتصادي المتعدد الأطراف، فيما يفتح ترامب مواجهات مع شركاء تجاريين رئيسيين للولايات المتحدة مثل الصين وكندا والمكسيك، على خلفية زيادة التعرفات الجمركية على صادراتها.
وقال لي تشيانغ للمسؤولين الصينيين ورجال الأعمال الدوليين «ستقف الصين بثبات على الجانب الصحيح من التاريخ، جانب الإنصاف والعدالة، وستتصرف بطريقة محقة في ظل اضطرابات الزمن».
وأعربت بكين في الأسابيع الأخيرة عن موقف منفتح تجاه الدخول في محادثات تجارية مع ترامب.
والتقى السيناتور الأمريكي ستيف داينز بعد ظهر الأحد لي خلال زيارة لبكين اعتبرت أنها محاولة لتخفيف التوتر في العلاقات بين البلدين.
وانضم إلى النائب الجمهوري عن مونتانا في المحادثات التي جرت في قاعة الشعب الكبرى في بكين رؤساء تنفيذيون لشركات كبرى منها «فيديكس» و»فايزر» و»كوالكوم».
وتضمن لقاء داينز مع القادة الصينيين أيضاً اجتماعا السبت مع نائب رئيس الوزراء الصيني المكلف الشؤون الاقتصادية هي ليفينغ.
وركزت المحادثات الأحد على العديد من المواضيع الخلافية مثل تدفق الفنتانيل والمواد الكيميائية المستخدمة في تصنيع هذه المادة المخدرة من الصين إلى الولايات المتحدة حيث تتسبب في قتل الآلاف. ويقول ترامب إنه قرر فرض رسوم جمركية جديدة على الصين لأن بكين فشلت في وقف شحنات تلك المواد الكيميائية التي تشكّل جزءا رئيسيا من أزمة المخدرات المدمرة.
لكنّ بكين تصر على أنها تتّخذ إجراءات صارمة ضد الإنتاج والتجارة غير المشروعين للمخدرات، ووصفت هذه القضية بأنها قضية تخص واشنطن وعليها حلّها بنفسها.
وخلال اجتماعه مع داينز، قال هي إن الصين «تعارض بشدة تسييس القضايا الاقتصادية والتجارية واستغلالها».
وأضاف هي أن الصين مستعدة «للدخول في حوار صريح» مع الولايات المتحدة لحل القضايا الخلافية، مشيراً إلى أن البلدين لديهما «العديد من المصالح المشتركة ومساحة واسعة للتعاون».
وتصل الرسوم الجمركية التي فرضها ترامب منذ توليه منصبه في كانون الثاني/يناير إلى زيادة شاملة بنسبة 20% على الصادرات الصينية الموجهة إلى الولايات المتحدة.
وبلغت صادرات البلاد مستويات قياسية العام الماضي، لكنّ المراقبين يحذرون من أن الاضطرابات في النظام التجاري العالمي قد تجبر بكين على إيجاد طرق أخرى لتعزيز نشاطها الاقتصادي.
وكان ترامب قد أعلن عن موجة من الرسوم الجمركية «المضادة» الجديدة اعتباراً من الثاني من أبريل/نيسان، تستهدف الدول التي تفرض حواجز تجارية على المنتجات الأمريكية، والتي قد تشمل الصين.
وفرض ترامب رسوما جمركية بنسبة 20 في المئة على الصادرات الصينية هذا الشهر، مما دفع الصين للرد بفرض رسوم إضافية على منتجات زراعية أمريكية.