مقالات

الوحدة …. ببساطة بقلم الدكتور ضرغام الدباغ

بقلم الدكتور ضرغام الدباغ

الوحدة …. ببساطة
بقلم الدكتور ضرغام الدباغ/ برلين
يروي ضابط سوري أشترك متحمساً في حركة الانفصال المشؤومة (28 / أيلول / 1961) محتجاً على الوحدة وأنها كانت تنطوي على أخطاء … لماذا ينقل فلان ويأتي فلان، لماذا يعين فلان ولا يعين علان …! وما إلى ذلك من الأسباب التافهة … تبريراً لخيانة كبيرة. ويقول أنني لم أكتشف أننا أرتكبنا الجريمة والخيانة العظمى بحق الوطن السوري، والأمة العربية … إلا بعد ذلك … حين قصدت إحدى الدول الأوربية الغربية المهمة في زيارة رسمية، وكان يقود منظمة استخبارية مهمة في سوريا، ويزور ذلك البلد بهذه الصفة.
حين أجتمع إلى نظيره رئيس جهاز المخابرات، في ذلك البلد، ويقول أن المضيف كان يرحب بي فوق العادة، ولم أدرك سر هذه المحبة والتقدير الزائد إلا حين قال لي بصراحة تامة :
” أحسنتم فعلاً بالانفصال عن مصر، ما لكم ولهذه الدعاوي التي يطلقها عبد الناصر، إياكم وأن تعودوا للوحدة ولهذه المشاريع …..الخ . “
يقول هذا الضابط، أنني أدركت آنذاك أننا أجرمنا بحق الوطن، وأننا كنا ضحية حماقة وجهل وسوء تقدير، وأردت أن أقول لمدير مخابرات ذلك البلد، ولماذا تتحدون انتم في السوق الأوربية المشتركة، وأنتم من دول وقوميات وأعراق وأديان وثقافات شتى ..؟
وهذا الضابط ربما لم يعش ليرى السوق الأوربية قد تحولت إلى دولة لها حكومة وبرلمان … وفي زيارة للبرلمان الأوربي شاهدنا كل شيئ مكتوب بثمان لغات … حتى على باب المرافق الصحية …! والعملة الهندية مكتوب عليها ب 6 لغات 1 روبية …!ولكن في اقطارنا يجري تحريض الأخ على أخيه، ولأتفه المبررات .
قبل فترة عقب أحد الأصدقاء معجبا بما كتبت قائلاً ” العيب عند الدكتور أنه ضرغام عروبي “. فأحبته ” تدلل من اليوم سأصبح كوري ….! “.

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى

Thumbnails managed by ThumbPress

جميع الآراء المنشورة تعبر عن رأي كتابها ولا تعبر بالضرورة عن رأي صحيفة منتدى القوميين العرب