منتج “لا أرض أخرى” في مكان مجهول وعائلة تفطر خارج بيتها وتعود و”الغرباء” يستحلونه.. وإسرائيل: “قيد الفحص”

منتج “لا أرض أخرى” في مكان مجهول وعائلة تفطر خارج بيتها وتعود و”الغرباء” يستحلونه.. وإسرائيل: “قيد الفحص”
نير حسون
هاجم عشرات المستوطنين أمس فلسطينيين في قرية سوسيا جنوبي جبل الخليل، هذا حسب شهادات فلسطينيين ونشطاء دوليين كانوا في المكان. الفلسطيني بلال حمدان، الناشط المعروف ومن منتجي فيلم “لا أرض أخرى” الذي حصل على جائزة الأوسكار، أصيب، وأثناء نقله إلى المستشفى أوقف الجنود سيارة الإسعاف واعتقلوه. حسب السكان، فإن الجنود الذين اعتقلوه كانوا من فرقة الطوارئ التي تتشكل من سكان المستوطنات القريبة، وهؤلاء سلموه لجنود آخرين. وقال الجيش الإسرائيلي رداً على ذلك، بأن بلال مشتبه فيه برشق الحجارة على القوات، لذلك تم اعتقاله. وقالوا إنه خلافاً للادعاءات، لم يبلغ عن اعتقال فلسطيني وهو في سيارة إسعاف.
حسب أقوال الشهود، بدأت الحادثة عند السادسة مساء قرب مدرسة القرية. اقترب مستوطن مع قطيعه إلى مسافة بضعة أمتار من البيوت، وعندما طلبوا منه الابتعاد، وصل عشرات المستوطنين، الذين كان بعضهم ملثمين، وهاجموا الفلسطينيين بالحجارة والضرب. حسب الشهادات في المكان، فإن المشاغبين [المستوطنون] دمروا خزانات المياه وسرقوا الكاميرات وحطموا زجاج سيارة، وأصابوا بلال في رأسه. وحين وصل الجنود هرب المستوطنون. نشطاء أمريكيون كانوا في المكان، استعانوا بالشرطة. ولكن رجال الشرطة لم يتدخلوا، حسب قولهم.
بدأت الحادثة عند السادسة مساء قرب مدرسة القرية. اقترب مستوطن مع قطيعه إلى مسافة بضعة أمتار من البيوت، وعندما طلبوا منه الابتعاد، وصل عشرات المستوطنين، الذين كان بعضهم ملثمين، وهاجموا الفلسطينيين بالحجارة والضرب
جاء الرد من الجيش: “عدد من المخربين رشقوا الحجارة على إسرائيليين وأصابوا السيارة التي كانوا فيها قرب سوسيا. ثم تطور احتكاك عنيف شمل رشق الحجارة المتبادل بين الفلسطينيين والإسرائيليين. وعندما وصلت قوات الجيش والشرطة إلى مكان الحدث لتفريق الاحتكاك، بدأ عدد من المخربين برشق الحجارة على قوات الأمن. ورداً على ذلك، اعتقلت القوات ثلاثة فلسطينيين مشتبهاً فيهم برشق الحجارة على القوة، وكان مواطن إسرائيلي مشاركاً في الاحتكاك العنيف. نُقل المعتقلون للتحقيق معهم في الشرطة. نقل الإسرائيلي المصاب للعلاج”.
بلال أحد منتجي فيلم “لا أرض أخرى”، الذي حصل على جائزة الأوسكار لأفضل فيلم وثائقي. والفيلم يوثق الحياة اليومية لسكان مسافر يطا جنوبي جبل الخليل أمام تنمر السلطات الإسرائيلية وعنف المستوطنين في المنطقة. إلى جانب بلال، شارك في إخراج الفيلم يوفال أبراهام وباسل العدَرَا ورحيل شور. كتب أبراهام في منشور في شبكة “ايكس” بأن “عدداً من المستوطنين هاجموا بيت حمدان بلال وضربوه على رأسه وباقي جسمه. في الوقت الذي كان فيه مصاباً وينزف، دخل الجنود إلى سيارة الإسعاف التي استدعاها، واعتقلوه. واختفى منذ ذلك الحين، ومن غير الواضح إذا كان يتلقى العلاج وماذا يحدث معه”.
عائلة فلسطينية من الخليل خرجت أمس لتناول وجبة الإفطار، واكتشفت أن مستوطنين سيطروا على بيتها. قوة للجيش الإسرائيلي منعت أبناء العائلة من دخول البيت، في الوقت الذي كان فيه المستوطنون يخلون منه الأثاث بذريعة أنهم اشتروا المبنى. توجهت العائلة للشرطة ثم إلى قيادة التنسيق والارتباط. في المساء، سمح المستوطنون للسكان الفلسطينيين بدخول الغرفة في قبو البيت، في حين ظلوا هم في القسم الأعلى من المبنى.
بيت أبناء عائلة عبد الباسط السبعة واقع في تل الرميدة قرب المستوطنة اليهودية في الخليل. خرجوا لتناول وجبة طعام عند أقارب، وحسب قول الناشط الفلسطيني عيسى عمر، فإنه بعد عشر دقائق اتصل معهم الجيران وقالوا لهم بأن المستوطنين دخلوا إلى بيتهم. عاد أبناء العائلة إلى البيت بسرعة، ولكن الجنود قطعوا طريقهم. وقد دخلت إلى البيت مجموعة من المستوطنين، وبدأت في إفراغ ممتلكات العائلة الفلسطينية بذريعة أنها اشترت البيت. أبناء عائلة عبد الباسط التي تعيش في المكان منذ خمسين سنة، قالوا إنه لا أحد منهم باع البيت، وإنهم كانوا في عملية توسيع للمبنى. تعيش في البيت الأم (75 سنة)، والولدان والكنة والأحفاد. يتكون البيت من ثلاث غرف في الطابق العلوي، وغرفة في القبو، وكان البيت يمر بعملية توسيع، في الأشهر الأخيرة.
توجه أبناء العائلة إلى الشرطة، وهناك حولوهم إلى قيادة التنسيق والارتباط. في حالات مشابهة في السابق، توجه الفلسطينيون إلى المحاكم الإسرائيلية، التي أجبرت الشرطة على إخلاء المستوطنين إلى حين فحص مسألة الملكية. تبين في بعض الحالات أن وثيقة البيع تم تزويرها أو أن أحد أبناء العائلة باع العقار للمستوطنين بدون معرفة أبناء العائلة الآخرين. في هذه الحالة، يقول أبناء العائلة، إن البيت بملكية الأب الذي توفي قبل بضع سنوات، وأورثه لزوجته وأولاده الـ 12. وأنه لا أحد منهم باع. في الأصل، لم يكن بالإمكان بيعه بدون الحصول على موافقة الآخرين. وقالت جهات في الجيش إن المستوطنين يدعون شراء جزء من المبنى وليس كله.
بعد تدخل الإدارة المدنية، سمح المستوطنون للفلسطينيين بالعودة إلى قبو البيت، في حين احتلوا هم الطابق العلوي. في موازاة ذلك، بدأ المستوطنون بفتح فتحة جديدة للمبنى للفصل بين الدخول إلى القبو والدخول إلى الجزء الأعلى. حسب ادعاء الفلسطينيين، لم يسمح لهم المستوطنون بأخذ أغراضهم وملابسهم التي بقيت في القسم العلوي في البيت. يبدو أن من يقف من وراء عملية شراء بيت عائلة عبد الباسط في الخليل هي منظمة اسمها “وسع مكان خيمتك”، التي أقيمت على يد سكان الاستيطان اليهودي في الخليل. من بين أعضاء المنظمة عوزياها شارباف، العضو في التنظيم اليهودي السري السابق، الذي أدين بالقتل في إطار نشاطه في التنظيم الإرهابي. تفاخر التنظيم بإنقاذ المبنى، وأعلن بأنه سيطلق عليه اسم غاؤون يهودا، على اسم الرقيب يهودا درور يهلوم الذي قتل في لبنان قبل خمسة أشهر.
المبنى الذي دخل إليه المستوطنون واقع على قمة تل الرميدة، وهو غير قريب من بيوت المستوطنة في تل الرميدة، بل هو قرب المكان الذي قام فيه الجيش بحفريات أثرية قبل بضع سنوات. الآن، يخشى الفلسطينيون من أن يتم تطويقه المبنى بدوائر حماية وجنود، وستفرض عليهم قيود مثلما حدث في أجزاء أخرى في المنطقة التي دخل إليها المستوطنون.
في منظمة “يوجد حكم” قالوا: “عائلة تخرج من البيت، وعند عودتها تكتشف أن رجال الشرطة والجنود يمنعون دخولها إليه، ثم تُرمى أغراضها في الشارع. والآن يعيش فيه مستوطنون. لن تسمح لهم الشرطة حتى بتقديم شكوى. يظهر هذا كسياسة أبرتهايد بقيادة حكومة التفوق اليهودي”. ومن حركة “السلام الآن” جاء الرد: “حان الوقت لوقف هذه السخافة، التي بحسبها تقوم حفنة من المستوطنين المسيحانيين وتقرر لدولة كاملة سياستها الخارجية والأمنية. يقول المستوطنون إنهم اشتروا البيت، وكل المنظومة الآن تتساوق معهم، ويسمح لهم الجيش بالدخول، ويمنع العائلة الفلسطينية من العودة إلى بيتها”.
يقول الجيش الإسرائيلي إن الموضوع قيد الفحص.
هآرتس 25/3/2025