الصحافه

إسرائيل تعد خطة لاحتلال قطاع غزة: سيطرة طويلة الأمد بعد حساب السعرّات التي يحتاجها كل فلسطيني

إسرائيل تعد خطة لاحتلال قطاع غزة: سيطرة طويلة الأمد بعد حساب السعرّات التي يحتاجها كل فلسطيني

إبراهيم درويش

نشرت صحيفة “فايننشال تايمز” تقريرا أعده ميهول سريفاستافا ونيري زيلبر قالا فيه إن القيادة العسكرية الجديدة للجيش الإسرائيلي تقوم وبدعم من اليمين المتطرف برسم خطة قاسية لتدمير حماس.

وتقوم الخطة على إعادة غزو غزة في محاولة للقضاء على حماس، وفتح المجال أمام احتلال طويل للقطاع المحاصر. ولم تحصل الخطة على موافقة من الحكومة الأمنية ولكنها أعدت من قبل هيئة الأركان وبدعم غير رسمي من اليمين المتطرف الذي يطالب دائما باستخدام أساليب قاسية لمحاربة حماس.

الخطة أصبحت ممكنة بعد عودة دونالد ترامب إلى البيت الأبيض الذي حرر إسرائيل من القيود التي وضعتها إدارة بايدن وتمنع إسرائيل من احتلال غزة أو ضم الأراضي

ونقلت الصحيفة عن مسؤولين قولهما إن الخطة أصبحت ممكنة بعد عودة دونالد ترامب إلى البيت الأبيض الذي حرر إسرائيل من القيود التي وضعتها إدارة بايدن وتمنع إسرائيل من احتلال غزة أو ضم الأراضي. ونقلت عن مسؤول إسرائيلي ثالث قوله: “أرادت الإدارة السابقة إنهاء الحرب، أما ترامب فيريد أن ننتصر فيها، وهناك مصلحة أمريكية عليا في هزيمة حماس أيضا”.

وتقضي خطة إعادة احتلال غزة بدعوة الجيش الإسرائيلي عدة فرق قتالية في محاولة للقضاء على حماس والسيطرة على مساحات واسعة من القطاع وإجبار سكانه البالغ عددهم 2.2 مليون نسمة على العيش في ما يسمى بمنطقة إنسانية صغيرة على طول ساحل البحر الأبيض المتوسط.

وقال هؤلاء المسؤولون إن الجيش الإسرائيلي سيتولى بعد ذلك إدارة غزة، أي إعادة احتلال القطاع المضطرب بعد 20 عاما من انسحابه عام 2005. وستؤدي هذه الخطة إلى اقتلاع ملايين المدنيين الفلسطينيين وحصرهم في مساحة صغيرة من الأراضي القاحلة، يعتمدون فيها على المساعدات الغذائية للبقاء على قيد الحياة. كما أنها تهدد بإشعال فتيل تمرد طويل الأمد ضد القوات الإسرائيلية.

ولم يجب الجيش الإسرائيلي فورا على طلب التعليق. وبحسب أحد الأشخاص المطلعين على المداولات، فستتولى إسرائيل توزيع جميع المساعدات الإنسانية، وقد قيّمت مؤخرا عدد السعرات الحرارية التي يحتاجها كل فلسطيني.

وقال آخر إن الجيش يدرس خيارات تشمل توزيع المساعدات بشكل مباشر، أو من خلال متعاقدين من القطاع الخاص، لضمان عدم استفادة حماس.

ويأتي هذا في ظل إعلان الأمم المتحدة يوم الإثنين أنها ستسحب ثلث موظفيها الدوليين من غزة بعد التأكد من أن دبابة إسرائيلية أطلقت قذيفة على مجمع للأمم المتحدة الأسبوع الماضي، مما أسفر عن مقتل عامل إغاثة أوروبي وإصابة خمسة آخرين، وفقا للمتحدث باسمها ستيفان دوجاريك.

بحسب أحد الأشخاص المطلعين على المداولات، فستتولى إسرائيل توزيع جميع المساعدات الإنسانية، وقد قيّمت مؤخرا عدد السعرات الحرارية التي يحتاجها كل فلسطيني

وستكون خطط الغزو المتجدد، التي أوردتها صحيفة “هآرتس” لأول مرة، تغييرا في الطريقة التي تعاملت بها إسرائيل مع الحرب في ظل مسؤولي الأمن السابقين، بمن فيهم وزير الدفاع السابق يوآف غالانت ورئيس الأركان المتقاعد مؤخرا هيرتسي هاليفي. وحتى الآن، ركز نهج إسرائيل على نوبات من القتال عالي الكثافة، وبعدها تقوم قواتها بشكل متكرر بمداهمة مناطق مختلفة من القطاع لاقتلاع ما تبقى من حماس، ثم تغادر. وقال جندي احتياط عسكري كبير، أُمر بالاستعداد لعدة أشهر من العمليات القتالية التي تتضمن “القتال والنصر والإدارة”، “إنه نوع مختلف تمامًا من القتال”.

وكان رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو قد تعهد بتدمير حماس بعد هجومها على إسرائيل في 7 تشرين الأول/أكتوبر 2023، واستمر الجيش الإسرائيلي في تدمير معظم أنحاء القطاع، مما أدى إلى أزمة إنسانية ومقتل أكثر من 50,000 شخص حسب أرقام وزارة الصحة في غزة. وتشير الصحيفة إلى أن حماس بعد وقف إطلاق النار في كانون الثاني/يناير استطاعت إعادة تأكيد نفسها في القطاع.

ورغم مطالبة الإسرائيليين بعودة الأسرى لدى حماس واستمرار وقف إطلاق النار، إلا أن وزير المالية المتطرف بتسلئيل سموتريتش قال في تصريحات إذاعية إن “غزة لن تكون كما كانت وكما عرفناها خلال العقود القليلة الماضية”. ويقول محللون دفاعيون إنه من غير الواضح فيما إن كان الجيش الإسرائيلي قادرا على تحقيق هذه الأهداف في غضون بضعة أشهر، نظرا لاستنزاف قواته الحالية والحاجة إلى نشر -حسب ما يقولون- أربع فرق قتالية على الأقل. اتخذت إسرائيل خطوتها الأولى الأسبوع الماضي، منتهكة بذلك وقف إطلاق النار بحملة غارات جوية مدمرة على غزة، واستأنفت العمليات البرية.

 – “القدس العربي”:

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى

Thumbnails managed by ThumbPress

جميع الآراء المنشورة تعبر عن رأي كتابها ولا تعبر بالضرورة عن رأي صحيفة منتدى القوميين العرب