تحقيقات وتقارير

المساعد الخاص لرئيس الوزراء الباكستاني لـ”القدس العربي”: قضيتا فلسطين وكشمير لا تحلان عبر غطرسة القوة

المساعد الخاص لرئيس الوزراء الباكستاني لـ”القدس العربي”: قضيتا فلسطين وكشمير لا تحلان عبر غطرسة القوة

عبد الحميد صيام

الأمم المتحدة- في حفل إفطار رمضاني في مقر البعثة الباكستانية الدائمة لدى الأمم المتحدة، لعدد محدود من الصحافيين المعتمدين وبحضور المستشار الخاص لرئيس الوزراء الباكستاني، سيد طارق فاطمي، والسفير الجديد لباكستان لدى الأمم المتحدة، عاصم افتخار أحمد، تحدث السيد فاطمي عن لقاءاته مع المسؤولين الأمريكيين في واشنطن وعن العلاقات الثنائية بين البلدين في ظل إدارة دونالد ترامب الجديدة.

وأكد المستشار أن بلاده لن تساوم على مواقفها المبدئية وخاصة في دعم الشعوب المقهورة والمظلومة. وقال “هذا أمر ليس جديدا علينا بل إننا اعترفنا بالمؤتمر الوطني الأفريقي وقائده نيلسون مانديلا وهو في السجن”، مشيرا إلى أن بلاده دعمت حركات الاستقلال المناهضة للاستعمار في كل مكان من بينها المغرب والجزائر وتونس وجنوب أفريقيا، وأضاف “لقد منحنا جوازات سفر دبلوماسية لثوار الجزائر ليتمكنوا من عرض وجهة نظرهم في الجمعية العامة وهم يكافحون من أجل إنهاء الاستعمار الفرنسي”.

وأكد أن علاقات بلاده بالصين ممتازة وهي ليست على حساب علاقاته بأي بلد آخر. “لقد وقفت باكستان مع الولايات المتحدة في فترات عصيبة خاصة بعد احتلال الاتحاد السوفييتي لأفغانستان عام 1979، وبعد أحداث 11 سبتمبر/ أيلول 2001، حيث فتحت باكستان أجواءها للقوات الأمريكية أثناء الحرب”.

وأوضح أن العمليات الإرهابية التي تنطلق من أفغانستان باتجاه الأراضي الباكستانية عبر الحدود تتلقى دعما إقليميا. “وقد تمكنا مؤخرا من تجنب مجزرة كبرى عندما سيطر الإرهابيون على قطار ركاب. لكن قوات الأمن استطاعت تحرير الركاب بأقل عدد من الخسائر”.

وردا على سؤال “القدس العربي” حول الجرحين النازفين منذ تأسيس الأمم المتحدة وهما قضيتا فلسطين وكشمير، حيث تنكر إسرائيل حقوق الشعب الفلسطيني وتحاول إخضاعه بالقوة المسلحة وتقوم الهند بنفس الممارسات في كشمير. “فما هي قراءتك للأحداث في فلسطين وكشمير؟”، قال فاطمي: “فلسطين: لا مثيل للفظائع التي يتعرض لها الأطفال والنساء في فلسطين منذ 5000 سنة”.

وأكد أن الإخفاق في حل القضيتين يشير إلى إخفاق الأمم المتحدة التي أنشئت أصلا لحل مثل هذه الأزمات.

وحول قضية فلسطين قال مستشار رئيس الوزراء الباكستاني: “بالنسبة لفلسطين هذا موضوع مؤلم جدا. وما يحدث الآن في فلسطين بعد السابع من أكتوبر/ تشرين الأول 2023 شيء مذهل ولم يمرّ مثله في تاريخ الإنسانية. لا أجد مثيلا لمثل هذه العملية العسكرية الفظيعة ضد النساء والأطفال. أنا تلميذ في التاريخ. لم أجد مثلها فظاعة ربما منذ 5000 سنة. والمأساة الكبرى أن هؤلاء الذين يرتكبون هذه الفظائع، هم من تعرض لفظائع تفوق الخيال في أوروبا. لقد تم تعويضهم بخطيئة أكبر وهي تجميعهم وإعطاؤهم أرض شعب آخر”.

وقال مساعد رئيس الوزراء “إننا في باكستان، حكومة وشعبا، ملتزمون دائما بدعم حق الشعب الفلسطيني وسنبقى نطالب بحل المسألة الفلسطينية حسب قراري 242 (1967) و 338 (1973). إنه حل الدولتين الذي أقره مجلس الأمن. لسنا نحن من أقرّ هذا الحل بل مجلس الأمن الدولي”.

وأضاف أن من يقترح رمي الفلسطينيين في البحر أو تهجيرهم من أرضهم سيؤدي إلى تعقيد الوضع أكثر، وستكون جريمة أكبر من الجرائم التي ارتكبت بحق الشعب الفلسطيني في الماضي. “مرة أخرى أقول إن الهدف الأساسي لإنشاء الأمم المتحدة بالضبط هو مثل هذه الحالات. نجلس معا، نتفاوض معا نتفق على ما هو الحل الأمثل، ثم ننفذ ما اتفقنا عليه”.

كشمير: نصف مليون جندي يعني أنها أرض محتلة

وحول قضية كشمير، قال السيد فاطمي إن “العالم يعرف الأوضاع التي نتج عنها قيام دولتين مستقلتين هما الهند وباكستان. لكن من المعروف أن عددا من القضايا بقيت عالقة دون حل. ومع مرور الزمن حلت معظم القضايا. كشمير هي المسألة المهمة التي لم تحل. الهند أخذت القضية إلى مجلس الأمن. وقلنا من يومها إن هناك مبدأ عالميا وهو التحقق من رغبات الناس طريقة أسهل لحل مثل هذه المسائل”.

وأضاف “لا أريد أن أتحدث الآن عن الفظائع التي ارتكبت في كشمير ونحن على وشك الإفطار، ولكن إذا كان هناك أكثر من نصف مليون جندي تم نشرهم في منطقة تدعي أنها جزء من أراضيها فهذا يؤدي إلى نتيجة واحدة وهي أن هذه أراض محتلة. وأن هذا جيش احتلال”.

وتابع السيد فاطمي قائلا “إذا كانت القيادات المحلية في كشمير في السجون، والاتصالات مع المنطقة مقطوعة وسمح للناس من خارج المنطقة أن يستقروا فيها، إذن هناك اضطهاد وضمّ للمنطقة. أرشيفات الأمم المتحدة تضم آلاف الخطابات التي ألقاها رؤساء وزراء الهند وسفراؤها والتي يعدون فيها بالعمل على حل مسألة كشمير عبر عملية حوار بين الهند وباكستان”.

وأشار إلى أن “هناك عديدا من الاتفاقات بين البلدين يلتزمان فيها لحل القضية عبر الحوار”. وقال: “بقيت المشكلة هكذا حتى أغسطس/ آب 2019، عندما قام رئيس وزراء الهند بتقديم مشروع قرار في البرلمان الهندي لإلغاء الوضع الخاص لكشمير، وقد مرّ القرار رغم اعتراض العديد من أعضاء البرلمان، وذلك لدمج كشمير في الأرض الهندية. لم يحترموا وعودهم التي أطلقوها بأنفسهم. واتهموا باكستان بخلق المتاعب والمشاكل في كشمير”.

وأكد فاطمي “نحن ما زلنا ندعو إلى حل المشكلة ثنائيا أو عبر آليات الأمم المتحدة للتأكد من رغبات المواطنين هناك. نحن لا رغبة لدينا أن نحتل كشمير أو ننكر حقهم في اختيار ما يريدون. إنها حالة محزنة. كل يوم يتم قتل الثوار من أجل الحرية في كشمير. الصحافة ممنوعة من دخول كشمير. البعثات الدبلوماسية ممنوعة من دخول كشمير. هذا هو الوضع الآن”.

“القدس العربي”:

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى

Thumbnails managed by ThumbPress

جميع الآراء المنشورة تعبر عن رأي كتابها ولا تعبر بالضرورة عن رأي صحيفة منتدى القوميين العرب