كتب

لنتنياهو وعصبته اليمينية: من قال إن ويتكوف سيشتري له منزلا في “أرئيل”؟

لنتنياهو وعصبته اليمينية: من قال إن ويتكوف سيشتري له منزلا في “أرئيل”؟

مرّ شهران على ترسيم ترامب رئيسا للقوة العظمى الأهم في العالم، ومن اعتقد أنه أخذ الوظيفة على عاتقه كي ينفذ تعليمات نتنياهو، رفع هذا الأسبوع حاجباً أو اثنين. مبعوث ترامب الخاص إلى الشرق الأوسط، ستيف ويتكوف، منح مقابلة صحافية مذهلة، كمسيحٍ بريء لبودكاست تاكر كارلسون، صحافي جمهوري، يشعر في صحبته أنه في بيته تماماً. قال ويتكوف ما في قلبه. نقده لنتنياهو كان أكثر من دبلوماسي حين قال إن سياسته بالنسبة لغزة لا تنسجم وتطلعات أغلبية الجمهور في إسرائيل ليروا المخطوفين عائدين إلى الديار. “أحياناً نتفق، ومرات لا”، قال وهو يأخذ جانب الحذر من أن يمس بكرامة بيبي، ويضيف بأن دوافعه “طيبة”. قل من الآن فصاعداً: الخلافات التي تنشب بينه وبين رئيس الوزراء لا تنبع من النوايا الشريرة للأخير.

لم يستبعد حل الدولتين، وأعرب عن رأي بأن إبعاد حماس عن الحكم في القطاع سيكون ممكناً عمله ربما “من خلال الحوار”. وهو لا يضن بالثناء على قطر، ويشدد على أنها حليف لأمريكا، ويعتقد أن الحديث يدور عن أناس “طيبين وشرفاء”. لعل هذا يشرح لماذا يقلل من زياراته عندنا بعد أن اعتقدنا عقب الانتخابات في أمريكا بأنه سيشتري شقة في “أرئيل”.

الإجماع

التصويت بالإجماع في جلسات الحكومة على إقالة رئيس “الشاباك” والمستشارة القانونية للحكومة جعلني أغرق هذا الأسبوع باكتئاب. بعض من المصوتين أعرفهم جيداً. لو سألتموني، قبل سنتين – ثلاث سنوات، كيف سيصوتون في مثل هذه الظروف، ما كنت لأتردد، ولقلت إنهم سيعارضون مشاريع القرارات هذه، حتى لو كانوا الوحيدين الذين يفعلون ذلك. فكرت، أساساً عما يقولونه لأنفسهم عندما يرفعون أيديهم لتأييد توجيه ضربات قاضية لديمقراطيتنا. هذه الوحيدة في الشرق الأوسط التي لا نزال نعتز بها.

أعرف أنه من السهل مطالبتهم بالاستقالة، لكن هذا ليس الخيار الوحيد: يمكن التعبير عن مواقف أقلية، والتصويت ضد مشاريع قرارات، والامتناع عن التصويت على الأقل، وكبديل للبديل – الخروج من الغرفة عند التصويت. ولكن ألا يفعلوا شيئاً من كل هذه الإمكانيات، ويسيرون كالقطيع؟ عندها أقول لنفسي إنهم يواسون أنفسهم بأن التصويت، بخلاف تام لرأيهم، يمكنهم أن يشرحوه في كتب السيرة الذاتية التي سيكتبونها. وسيوضحون كل شيء. بل إنهم سيعبرون عن اعتزازهم بأنهم صوتوا ضد ما هو متوقع منهم، وخاطروا بفقدان عطف الجمهور. سيشرحون بأن شيئاً سيئاً حصل لبيبي، ربما منذ بدأت محاكمته وبات أعمى بالألوان الوسطى، ويرى كل شيء أسود – أبيض، وإذا كنت لا تؤيده فتصبح عدوه بين ليلة وضحاها. ولو كانوا صوتوا بخلاف توقعات الزعيم ما كان بوسعهم أن يغيروا القرار، ولكنهم سيصبحون هامشيين. فمن الأفضل لأناس مثلهم أن يجلسوا على طاولة الحكومة أمام البن غفيريين، فلا تبقى الساحة بدون شخصيتهم سوية العقل.

لن تحظوا بتنزيلات، حتى لو أصبح تاريخ حياتكم كتباً شائعة، فإن هذه الجلسات التي أدليتم بأصواتكم فيها كلكم بالإجماع، وبعضكم حتى بخلاف تام مع مصالحكم الأساسية، ستبقى دوماً وصمة عار على جبينكم.

يوسي بيلين

إسرائيل اليوم 28/3/2025

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى

Thumbnails managed by ThumbPress

جميع الآراء المنشورة تعبر عن رأي كتابها ولا تعبر بالضرورة عن رأي صحيفة منتدى القوميين العرب