مقالات

أيام غزة الثقال بقلم ، أ . خضير بشارات

بقلم ، أ . خضير بشارات -طمون -فلسطين

أيام غزة الثقال
بقلم ، أ . خضير بشارات
تواصل العصابة الصهيونية محرقتها في غزة على مرأى من العالم ، حرب مسعورة ضد الأبرياء تشنها طائرات العدو في كل وقت على الخيام في كل جغرافية القطاع،لا أماكن آمنة ، النار تسقط من كل سماء ، صباح مساء ، و في النهار و في السحور ، و الناس يتناولون وجبات رمضان وقت المغرب ، أحزمة نارية تلقيها على الأطفال و هم نيام ، النساء يبكين، يذرفن دما على من ففدن من من أهل ، أزواج و أخوة و أبناء ، رجال يبكون، يصرخون
في وجه النازي ، الأشجار حرقتها قذائف الدبابات ، الحجارة تئن من وقع أصوات الغرباء ، كل شيء في غزة
يبكي ، يتألم ، يداوي جراحه ، و يدعو الله أن ينتقم ممن تآمر عليهم ، كل شيء في غزة حطمته الآليات العسكرية لا تريد أن يبقى أي أثر من الطبيعة ، لا تعرف إلا الحرق ، تحرق و تقتل و تدمر ما تبقى من أنفاس داخل هذا المكان الذي ضاق ذرعا من تقاعس العرب و نذالتهم و رجعتهم، عمليات اغتيال جبانة تقوم بها لأعضاء المكتب السياسي لحماس و هم يسكنون في خيمهم و يلتفون مع شعبهم و يقاسمون أبناءه المحن و ما يتوفر من مؤن ، صواريخ تهوي على أجساد الأطفال لتنال من عزيمة هذا الشعب و من مقاومته الباسلة ، تمكنت الوحشية من الوصول إلى أبي حمزة الناطق العسكري لسرايا القدس لتقتل صوت الحقيقة ، لا تريد لأحد أن يبقى على قيد الحياة حتى لا يكشف زيفها و يظهر ضعف أمنها و جبن جيشها الذي أصبح دمى امام إرادة الشعب الفلسطيني و مقاومته المشروعة ، أيو حمزة الشاب الذي لا يعرفه أحد إلا من خلال لثامه و كنيته و عناده ، فهو لا يظهر إلا و يشير بيده متحديا عصبة الكيان كاشفا وهن قوتهم ، ويقدم عرضا لمسرح الأحداث التي شهدتها غزة في فترة ما ، فهو يطل باستمرار ، ليقدم كل جديد ، و يضع الجمهور أمام كل المستجدات في طبيعة الصراع مع العدو ، رحل أبو حمزة تاركا خلفه هموم شعبه و أمانيه في نيل حريته من بين أنياب المؤامرة الاستعمارية التي أحاطت بالقضية الفلسطينية ، فهو لا يتواتى في تقديم إنجازات المقاومة عبر مسيرتها الطويلة فهو إذاعتها و صوتها الشجاع الذي لا يغيب و لن يرتحل ، فإذا ناء الجسد فستبقى صورته ماثلة في عقول و ضمائر أجيال من أحرار العالم، استخدم الاحتلال ضغطه العسكري و صب جام غضبه على القطاع ليكسر شوكة المقاومة متسلحا بقرارات دول الاستعمار و خاصة الإدارة الأمريكية ، فراح يضرب كل غزة شمالها و جنوبها، شرقها و غربها و و سطها ، ينزل حمم بركانية على دير البلح و خان يونس و المواصي و عبسان و حمد و النصيرات و حي الزيتون و بيت حانون لا تسلم منطقة جغرافية من صهيونيته الوحشية و طائراته المقاتلة ، هكذا يصرح ما يدعى رئيس وزراء الكيان الغاصب سيكون الحل من خلال العمل العسكري ، به نتمكن من القضاء على أرهاب حماس و به سنعيد المخطوفين ، أما وزير الدفاع فقد أعطى الأوامر بشن الهجوم و بتكثيف الضربات ، نفوس وحشية لا تعرف إلى الإنسانية أي مسلك ، يقتلون الأطفال و هم في خيمهم ، قصفوا الخيم أحرقوها و من فيها ، النار تبتلع البشر ، يستغيثون دون أن يجدوا من يلبي النداء ، أمة رضيت بأذناب البقر ، فقدت الأخلاق و القيم النبيلة و لا تعرف أيا من معاتي النخوة العربية و لا الانتماء لمبادئ الدين الإسلامي الذي جعل الأمة كالجسد الواحد ، يا عار الغرب نساء تُذبح و رجال يجرون على الأرض مهشمين الأبدان ، أطفال لا حول لهم و لا قوة ، خارت قواهم ، و ناء صوتهم لا أحد يسمعهم مقطعو الأشلاء ارتوى بدمهم التراب ، و انجبلت لحومهم مع دمار المنازل و بلاستك الخيم ، فتاة في أول عمرها ، يحيط بها الموتى و تبكي تندب عيشها ترثي حالها و تقول: لمين ظليت ، و تربت على جثث الشهداء من حولها، أكلت صبرها القذائف هناك من يحاول أن يواسيها لكن من الصعوبة أن يصل إلى تهدئتها أو أن يخفف من غور جرحها فهو لا يستطيع أن يقدم ما هو بحاجة إليه ، إلا أنها مسايرة حديثي الفقد ، أيام ثقال تعيشها غزة في وسط الصمت العربي المذل ، حتى الشعوب استكانت إلى الراحة ، لم تعد قادرة على رفع صوتها في ظل النظام المحكِم قبضته على رقاب العباد 
يستبد قادة الكيان في تصريحاتهم التي تسبق أعمالهم الإجرامية أو تتساوق معها ، فوزير المالية يتباهى بالقتل اليومي بل اللحظي المستمر كما و يدعو إلى التهجير القسري لمن تبقى في القطاع و لازالت عصابة الصهيونية تناور مع واشنطن حول الدول الممكن أن يسكن فيها الشعب الفلسطيني ، إنهم الأغبياء لا يدركون حقيقة العلاقة ما بين الفلسطيني و أرضه ، فهي جزء منه تموت إذا تركها أصحابها ، تشتاق إليهم و تحنو على ما يتدفق من عرق و تعب على صخورها ، فهي هواء رئتيه و ما في القلب من نبضات حية، تأتي هذه الهجمة
الصهيو أمريكية و لازال العرب يبحثون في قممهم عن حقوق الإنسان في دهاليز هيئات الأمم المتحدة ، كيف نطلب الحرية من دول لا ترى فينا إلا قطيعا تابعا غير قادر على إدارة شؤونه الخاصة؟ كان الأجدر في جامعة الدول العربية خلال اجتماعها المنصرم أن تتخذ الإجراء العملي الأكثر فعالية لمساعدة القضية الفلسطينية و لجم العدو الصهيوني الذي لا يعرف إلا لغة القوة ، ألا ترى في نفسها المهانة و الضعف و هي غير قادرة على إدخال حبة دواء لأطفال فلسطين في حين كل دول الاستعمار تدخل أحدث الأسلحة الفتاكة للكيان الغاصب لضرب غزة و الضفة و كل الأرض العربية دفاعا عن نفسها و حفظا لحدودها التي سرقتها تحت وطأة السلاح منذ عقود .ما يحدث في غزة الآن هو تطهير عرقي و حرق ما تبقى من حياة ، يغتالون الأطفال و النساء و كبار السن هذا عمل جبان ترفضه كل القيم الإنسانية ، يغتالون الهواء و التراب ، يقتلون الشجر و الحجر و يرمون صواريخهم على الطرقات و الأزقة و الأحياء و الحارات ، يفجرون التجمعات السكنية فتسقط بمن فيها فيرتقي الشهداء و يزيد الجرحى معاناة و ألما ، تتحول سماء غزة إلى قطع من اللهب ، حمم بركانية تخرج من الأرض تقذف الاشلاء
في فيافي الزمن ، و عار يجلل قمم العرب ،رجل يحمل طفلين شهيدين و يصرخ بملء صوته ما ذنب هؤلاء ، أطفال بريئون تقتلهم الحرب المسعورة ، و جثث ملقاة على الأرض، و قصف يتجدد على من نزحوا ، يضربون الحناطير و هي محملة بالمصابين و الجرحى ، تسيل الدماء من أجسادهم حرا فتلهب الأرض و يورق عشب الزناد ثمارا ثورية، القوا القذائف على مشفى ناصر الطبي في خان يونس يحملون وحشيتهم و يرمونها في
كل المواقع ، فصفوا المدارس ، هدموا المساجد ، دمروا أماكن الأونروا و قتلوا من فيها، حطموا الجامعات في غزة و استشهد كل من يعمل فيها ، لا يريدون للحياة أن تبقى هناك ، نسفوا كل مقوماتها ،
عملية اغتيال جبانة تنفذها طائرات الأباتشي في خيم النازحين لتعلن حماس عن استشهاد عضوها السياسي صلاح بردويل ، ليضاف إلى قائمة طويلة من الشهداء الذين نالت منهم عصابة الاحتلال عبر التاريخ النضالي
الطويل و لتكشف حجم الحقد الصهيوني ضد الشعب الفلسطيني و قيادته في كل أماكن تواجده ، في الوقت نفسه يضرب الكيان االغاصب مواقع حيوية في المنطقة العربية يتوغل في سوريا الجديد و يضرب المطارات و مواقع عسكرية هامة للنظام السابق ، عمليات اغتيال في لبنان لقائد في حزب الله ، حيث وصلت عصابة الاحتلال إلى مناطق مختلفة و سيطرت عليهآ و أقامت نقاط عسكرية في جبل الشيخ و في مناطق مختلفة في دول الجوار و ترنو عينها إلى ضرب إيران هكذا يصرح كبار زمرة الاحتلال ، يريدون تفسيخ الأرض العربية يعتقدون بذلك بإمكانهم حماية كيانهم المزعوم ،تستمر إسرائيل في حربها الوحشبة ضد الفلسطيني في كل أماكن تواجده في غزة و مناطق الضفة الغربية التي هي جزء من ساحة الحرب ، إذ تلقي عليها كامل ثقلها الصهيوني لازالت تحاصر المخيمات الفلسطينية انهت كل مقومات الحياة في مخيم جنين لا مياه و لا منازل و لا غذاء أخرجت الناس من منازلهم بقوة السلاح و هدموها يريدون فرض واقع جديد داخل المخيمات مثل توسع الشوارع، و القضاء على المقاومة، و تخفيف الأزمة السكانية ، و محو قضية اللاجئين التي هي جزء من تاريخ النضال الفلسطيني، ليتسنى لهم دخولها وقت يشاؤون، شهداء في قلقيلية و نابلس و اقتحام لبلاطة  و اعتقالات لأسرى سابقين و أطفال صغار و ترويع الناس وقت السحور و منعهم من أداء مناسك رمضان المبارك، لا يخلو يوم من مداهمات كل مناطق الضفة، رام الله و قراها و مخيماتها ، الخليل و مخيمي الفوار و العروب، طولكرم و مخيمها و نور شمس، أما بيت لحم فكانت مسرحا لعسكريتهم في الآونة الأخيرة حيث اقتحموا المحافظة و مخيم عايدة و مخيم العزة ، و دار صلاح و بيت جالا و غير ذلك من قرى المحافظة أما العاصمة فالعصابات الصهيونية، تنهش من أحيائها ليل نهار و في وضح النهار و أمام العالم المتخاذل ، تعمل على تهويدها و تغيير ملامحها العربية و الإسلامية تحاصر مداخلها، تمنع الفلسطينيين من دخولها للصلاة ، و تضيق الخناق على من يدخل، تعتقل و تضرب و ترش الغاز و الرصاص الحي على المصلين تفرق جموعهم، تمنع إحياء ليالي شهر رمضان إلا لإعداد قليلة بحجة الحفاظ على أمن دولتهم المزعومة، ترفض كل من يتقدم إلى عمل تصريح لدخول المدينة المقدسة ، تعمل تحت إجراءات أمنية مشددة ، ترحل سكانها أو تفرض عليهم الإقامة الجبرية، مسحت أسماء الشوارع العربية لتحولها باللغة العبرية و تحمل أسماء لقادة الكيان، ترفع اعلامها فوق المنازل و على مفارق الشوارع و بين الأحياء السكنية، غيروا ألوان السماء لتناسب زيف إدعائهم ، حطموا حجارة كنعان ، ليضعوا مكانها ما سرقوه من الحضارات عبر تشردهم الطويل، إنهم لصوص العصور المختلفة ، و جبناء الأمم، لا مكان لهم في صفحات الحياة و إنما هم يعيشون على هوامشها الهشة، اقتحامات متتالية في مخيم شعفاط و الغيزرية و ما قرية الشيخ جراح و الخان الأحمر إلا دليل على وحشية الاحتلال و نازيته ،يحدث ذلك كله أمام صمت معيب من دول العالم التي تدعي الإنسانية و حامية الديمقراطية و لا ترى الشعوب منها إلا كتب الشجب و الإدانة و خطابات قادتها التي لا تملك سوى الاستنكار و رفض ما تقوم به عصابة العصر بحق المدنيين و الأبرياء و بحق الأرض التي سُرقت بقوة السلاح و بقوة القرارات و الكتب الصادرة من تلك الدول الاستعمارية من مشرق الأرض و مغربها ،
27_3_2025م ، الخميس ، 41 : 02 ، مساء ،

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى

Thumbnails managed by ThumbPress

جميع الآراء المنشورة تعبر عن رأي كتابها ولا تعبر بالضرورة عن رأي صحيفة منتدى القوميين العرب