مقالات
ميلاد حزب الأمة العربية بقلم الاستاذ الدكتور عزالدين الدياب -استاذ جامعي -دمشق -سوريا –
بقلم الاستاذ الدكتور عزالدين الدياب -استاذ جامعي -دمشق -سوريا -

ميلاد حزب الأمة العربية
بقلم الاستاذ الدكتور عزالدين الدياب -استاذ جامعي -دمشق -سوريا –
أيام معدودة تعد على أصابع اليد الواحدة ،ويأتي عيد ميلاد حزب البعث العربي الاشتراكي،إنّه يوم السابع من نيسان،وتأتي العقود متتالية،لتقول للعروبة،يوم ولد البعث،ولد الجيل العربي الجديد،الذي سيكون من تاريخ
الولادة،مروراً بهذه العقود،بأنّه سيكون كلمة السر في معركة المصير العربي،التي ستبلغها الأمة العربية،كما بلغتها في كل مراحلها،من معركة الخندق،إلى معركة مكة،فمعركة خيبر،وصولاً لفتح بلاد الشام،ثم بقية الأقطار العربية،وكانت واحدة من تجليات معركة المصير العربي،حضور أمية العرب في الأندلس ،لتكون قاعدة لها في تبليغ رسالتها الخالدة،وإنارة أور,با المظلمة بعلومها وجامعاتها،لأنها لم تكن احتلالاً على الطريقة الأوربية،يوم امتلكت القوة،فامتلكت معها إرادة الاستعمار والإفناء والعنصرية،واستغلال خيرات الشعوب
ولقمة عيشهم.
وتخبرنا صيرورة معركة المصير العربي،عن مدافعتها ضد حروب الفرنجة،التي سموها بقوة عنصريتهم وعقليتهم
الاستعمارية بالحروب الصليبية،فجاء صلاح الدين الأيوبي من القطر العراقي،فبلغ النصر على الجيوش الأوروبية في بطاح فلسطين.ولماذا اختارت معركة المصير العربي فلسطين أرضا وتراباً وسماءً وشعباً .فلسطين كما قال عنها حزب الأمة العربية ستكون أرض المعارك الكبرى التي هي معركة النصر المتعلقة بوحدة الأمة العربية،وفلسطين موعودة في تاريخ الفتح العربي بأنها ستكون المنطلق في هذه المهمة القومية،من قدسها،
هذه المدينة الموعودة أيضا بأنها عاصمة للوطن العربي،وهذا الوعد في حقائقه التاريخية،آت من عروبة الجغرافيا.والبعث عندما يقول ماقاله عن فلسطين،فإن فلسطين طوال تاريخها تعلن عن نفسها بأنها جوهر ومركز القضايا العربية الساكنة في جوانية معركة المصير العربي.
وبرهان البعث في قوله،وفي فكره،وفي معاركه،ذهاب قادته:أكرم الحوراني وميشيل عفلق،للمحاربة مع جيش الإنقاذ،وبحق بهم كثرة من أبناء البعث،الجيل العربي الجديد،ممثّلا بصورة ومشهد،كتبه الأستاذ في مقال له في فكر البدايات،عن شاب بعثي كان يعد العدة للذهاب فرنسا ليكمل اختصاصه في الطب،فترك البعثة،وذهب إلى فلسطين مقاتلا في مهنته في جيش الإنقاذ،إنه فيصل الركبي ابن حماه مدينة الفداء.
وتتجدد معركة المصير العربي في مقاومة الأخلاف،مثل حلف بغداد،إلى القواعد العسكرية في دول”الجب”في جزيرة العرب وخليجها العربي،وتمر المعركة الخلاقة في وحدة سوريا ومصر وثورة رمضان،في العراق،ومن قبل نعم ومن قبل في الجزائر يوم اتجه أبناء البعث لثورة الحزائر العربية،قتالاً في أراضيها،وجمع التبرعات،والقول الفكري في معاني قيمة هذه الثورة في النضال العربي.
ويلتقي البعث مع نفسه حزبا للأمة العربية،يوم أعاد العراق إلى حضنه سنة 1968،مبتدئا بتأميم النفط العراقي،لتكون ثروته،في بناء تجربته المميزة بخروج العراق من منظومة العالم الثالث،والقضاء على الأمية،وبناء جامعات عنوانها الظفر في التقدم والمعرفة والوعي التاريخي،ولتكون سكنا لأبناء الوطن
العربي،لتكون الأجيال المتخرجة منها رسل البعث والمعرفة و الوعي القومي بخقائق عروبة الحغرافيا،وما تسنده من مهام للأجيال العربية،في بلوغ الرسالة الخالدة،ويأتي العدوان الصهيوني حاملاً رسالة الشعب المختار وأساطير التلمودية والتوراتية،بأن الصهيونية دورها في مغالبة الأمة العربية،على دورها الحضاري،ويقدم البعث من أبتائه،ومن شاركة في معركة من معركة المصير العربي 170،000 شهيد.
وكان لقاء البعث هذه المرة متوجاً بالخلاص من حكم استهدف البعث فكرا وقيماً ونضالاً وأخلاقاً وسمعة،بدأ في المؤامرة الشباطية عام 1966،لتقف هذه المؤامرة في وصول الأسد إلى الحكم تحت تسمية تكمل المؤامرة على البعث،الحركة التصحيحية،وتستمر المؤامرة على أسم البعث،في حلف أسدي فارسي،وفي جرائم ،وحشية لم تعرفها ساحات النضال.بتصفياتها ومؤامراتها الخبيثة،وبتشويهها لسمعة البعث،حتى أصبحت هذه الكلمة شتيمة في ذهنية من عاشوا فساد نظام الأسد وابنه،ومن تعرضوا للتعذيب والاختفاء والمحاربة بلقمة العيش.نعم معركة المصير العربي،قالت على لسان الوقائع،أن هناك مسافة كبيرة بين البعث الذي أرسل الصواريخ إلى تل أبيب،وبين نظام حمل كل رذائله وموبقاته وتآمره وتحالفاته المشبوهة،وأراد لصقها عنوة وتكملة للمؤامرة الشباطيةًً باسم البعث.
ومن يوم التغيير الذي بدإ في ربوع سوريا العربية،بدأ البعث نضاله ليستعيد مجده،يوم نذر نفسه حزبا للأمة العربية،وليزيل كل الشبهات التي ألحقها الحكم الشباطي وتوابعه الأسدية،وليقول كلمته للشعب العربي،إن ماقام به التغيير من حظر لحزب الأسد،ليس له علاقة بالبعث،فالبعث لايحظر والمناضل صدام حسين يعدم بأمر من الصهيونية العالمية،وينفذه ذراعها الصهيوني بوش الابن.
تحية للبعث في عيد ميلاده الجديد،حزباً للأمة العربية،يقود معركة المصير العربي،على دروب الدور الحضاري،المكلفة به الأمة العربية،لانجاز رسالتها الخالدة.
د-عزالدين حسن الدياب