مقالات

في يوم الطفل الفلسطيني.. الاحتلال ينتهك حقوق  الأطفال

في يوم الطفل الفلسطيني.. الاحتلال ينتهك حقوق  الأطفال

المحامي علي ابوحبله

في الخامس من نيسان من كل عام، وعلى الرغم من كل المعيقات والظروف ، كان يحيي الفلسطينيون يوم الطفل، إلا أنه في هذا العام -وبالطبع الذي قبله- يحلّ هذا اليوم في ظل استمرار حرب الإبادة  على قطاع غزة والضفة الغربية ، لتتصدّر مأساة الطفولة  والقتل اليومي الذي يتعرضون له الواجهة مجددًا.

أطفال فلسطين ، الذين يُفترض أن يحتفلوا بطفولتهم، يعيشون اليوم في واقع يفترس براءتهم؛ حيث تُحاصرهم النيران في غزه  من كل جانب، وتُسلب منهم أبسط حقوق الحياة وسط مشاهد الدمار والقصف والتجويع والعطش والقتل ” أكثر من 15 ألف طفل استشهدوا، منهم نحو 5 آلاف طفل من ذوي الإعاقة، هذا غير أكثر من 20 ألف طفل جريح، ونحو 700 شهيد من الكوادر التعليمية” وقد تسببت الحرب في حرمان 630 ألف طالب من التعليم، إضافة إلى 60 ألف طالب كان من المفترض أن يلتحقوا بالمدارس في العام الثاني من عمر الحرب المتواصل”، وأدت إلى “حرمان الأطفال في أوائل العمر، من التعليم في مرحلة رياض الأطفال التي لا يواليها الكثير الأهمية، والتي لا تذكر في التقارير التي تتحدث عن الأضرار التي ارتبطت بالحرب “.

ويأتي يوم الطفل الفلسطيني هذا العام وسط استمرار وتصاعد معاناة الأطفال الفلسطينيين نتيجة القتل والقصف العشوائي ، واستمرار انتهاكات قوات الاحتلال الإسرائيلي المتواصلة، حيث تنتهك حقهم في الحياة والسلامة الجسدية فتقتلهم وتسبب لهم الأذى الجسدي والنفسي، كما تعتقلهم وتحرمهم من الحرية، وتمارس التعذيب النفسي والجسدي بحقهم.

وحسب بيان صادر عن مؤسسات هيئة الأسرى ونادي الأسير ومؤسسة الضمير لرعاية الأسير وحقوق الإنسان، لمناسبة يوم الطفل الفلسطيني، الذي يوافق الخامس من نيسان كل عام، أن حملات الاعتقال الممنهجة للأطفال، في تصاعد كبير، وتهدف إلى اقتلاع الأطفال من بين عائلاتهم وسلبهم طفولتهم، في مرحلة هي الأكثر دموية ضدهم مع استمرار الإبادة الجماعية وعمليات المحو الممنهجة، والتي أدت إلى استشهاد الآلاف منهم، إلى جانب آلاف الجرحى، والآلاف ممن فقدوا أفرادا من عائلاتهم أو عائلاتهم بشكل كامل.

وشهدت قضية الأطفال الأسرى تحولات منذ بدء الإبادة وذلك في ضوء تصاعد حملات الاعتقال بحقّهم، سواء في الضّفة بما فيها القدس التي سُجل فيها ما لا يقل 1200 حالة اعتقال بين الأطفال، إضافة إلى أطفال من غزة لم تتمكن المؤسسات من معرفة أعدادهم في ضوء استمرار جريمة الإخفاء ألقسري، والتحديات التي تواجه المؤسسات في متابعة قضية معتقلي غزة، ومنهم قضية الأطفال المعتقلين.

وتحتل جريمة التّجويع التي تُمارس بحق الأسرى ومنهم الأطفال، البند  الأول في شهاداتهم بعد الحرب، فالجوع يخيم على أقسام الأطفال بشكل –غير مسبوق- حتى أنّ العديد منهم اضطر للصوم لأيام جراء ذلك، وما تسميه إدارة السّجون بالوجبات، هي فعليا مجرد لقيمات، ففي الوقت الذي عمل الأسرى فيه وعلى مدار عقود طويلة من ترسيخ قواعد معينة داخل أقسام الأسرى، من خلال وجود مشرفين عليهم من الأسرى البالغين إلا أنّ ذلك فعليا لم يعد قائما واستفردت إدارة السّجون بالأطفال دون وجود أي رقابة على ما يجري معهم، وفعليا الرعاية التي حاول الأسرى فرضها بالتضحية، انقضت عليها إدارة السّجون كما كافة ظروف الحياة الاعتقالية التي كانت قائمة قبل الحرب.

وتشكل جريمة اعتقال الأطفال إدارياً تحت ذريعة وجود (ملف سري) تحولا كبيراً فلم نشهد أن سجل هذا العدد لأطفال معتقلين إدارياً في سجون الاحتلال، ويبلغ عددهم أكثر من 100، بينهم أطفال لم يتجاوزا الـ15 عاماً، لتضاف هذه الجريمة إلى مجمل الجرائم الكثيفة التي ينفذها الاحتلال بحقهم، فجريمة الاعتقال الإداريّ، تشهد منذ بدء الإبادة تصاعد غير مسبوق، حيث يبلغ عدد إجمالي الأسرى المعتقلين إدارياً 3498 معتقلا حتى بداية شهر نيسان 2025. وهذا المعطى فعليا لم يسجل حتى في أوج حالة المواجهة في الانتفاضتين الأبرز في تاريخ شعبنا.

وتفضح الصور التي يم تداولها عبر القنوات الاعلاميه والاخباريه و على مواقع التواصل الاجتماعي مدى الفظائع و الشراسة التي يتعرض لها أطفال غزة الذين لم يسلم منهم حتى الرضع و الخدج, حيث باتوا في دائرة الاستهداف المباشر من قبل قوات الاحتلال.

على منظمات المجتمع الدولي في يوم الطفل الفلسطيني أن تعمل جل جهدها لحماية أطفال فلسطين وهم الأكثر فئة مستهدفه بالقتل ،ولا شك أن الاحتلال الإسرائيلي هو مصدر المعاناة الدائمة التي يعيشها أطفال فلسطين ، فكثير منهم يعانون آثار نفسية سلبية ونخص بالذكر أطفال قطاع غزة بعد الحرب الشرسة التي تشن ضدهم وتستهدفهم ، ورغم القتل والألم والمعاناة وسياسة الحرمان إلا أن أطفال فلسطين يتسمون بالشجاعة والقوة وقد قل نظيرها ومن تحت الأنقاض يصارعون لأجل الحياة ورغم الجوع والحرمان ما زالوا يتطلعون للحرية ولمستقبل أفضل يعيد لهم طفولتهم وحقهم أن ينعموا بحياة أسوة بأطفال العالم ،

 

 

 

 

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى

Thumbnails managed by ThumbPress

جميع الآراء المنشورة تعبر عن رأي كتابها ولا تعبر بالضرورة عن رأي صحيفة منتدى القوميين العرب