1000 من طواقم سلاح الجو الإسرائيلي: أوقفوا الحرب.. فاستمرارها يقتل المخطوفين والمدنيين في غزة

1000 من طواقم سلاح الجو الإسرائيلي: أوقفوا الحرب.. فاستمرارها يقتل المخطوفين والمدنيين في غزة
الناصرة- في خطوة لافتة، يؤكّد 1000 من طواقم طياري سلاح الجو الإسرائيلي في الاحتياط، ضمن عريضة مشتركة، أن استمرار الحرب لا يساهم في تحقيق أيّ من أهدافها المعلنة، ويسبّب مقتل مخطوفين وجنود ومدنيين أبرياء في قطاع غزة، منبّهين إلى أن كل لحظة تردّد هي “عار”.
وقد نُشرت هذه العريضة، الموقّعة من قبل طواقم سلاح الجو، بمن فيهم طيّارون، صباح اليوم الخميس، كإعلان مدفوع الأجر في وسائل الإعلام العبرية، رغم الضغوط والتهديدات من قبل قادة الجيش للموقّعين المحتجّين، وعلى رأسهم قائد جيش الاحتلال أيال زمير.
وجاء في نص العريضة: “نحن، مقاتلي الطواقم الجوية في الاحتياط وفي الماضي، نطالب بإعادة المخطوفين إلى بيوتهم دون تأجيل، حتى بثمن وقف القتال فورًا. في هذه المرحلة، تخدم الحرب في الأساس مصالح سياسية وشخصية، لا مصالح أمنية. إن مواصلة القتال لا تساهم في تحقيق غايات الحرب المعلنة، بل تؤدي إلى موت المخطوفين، والجنود، والمدنيين الأبرياء، وتآكل قوة جنود الاحتياط”.
وأكدت العريضة أيضًا أن اتفاقًا فقط هو الذي يستطيع استعادة المخطوفين بسلامة، بينما يقود الضغط العسكري أساسًا إلى قتلهم وتهديد حياة الجنود.
وتضيف: “نحن ندعو كل المواطنين في إسرائيل إلى التجنّد والعمل والمطالبة بكل طريقة: أوقفوا الحرب، وأعيدوا كل المخطوفين الآن. كل يوم يمضي يهدد حياتهم. كل لحظة تردّد هي عيب وعار”.
ونقلت صحيفة “يديعوت أحرونوت” على موقعها الإلكتروني عن أحد الطيارين الإسرائيليين الموقّعين على المذكرة قوله إنها ليست دعوة لرفض الخدمة، بل دعوة صريحة للحكومة: “أعيدوا المخطوفين حتى بثمن وقف الحرب”.
وكانت هذه المذكرة، التي كُشف عن نية الموقّعين عليها نشرها قبل أيام، قد أثارت قلق قادة الجيش بسبب طابعها السياسي، ولكونها تأتي على خلفية تحذيرات من عدم الانصياع لأوامر الخدمة التي يرسلها الجيش لجنود الاحتياط، بعد عام ونصف من بدء هذه الحرب الطويلة، والمتزامنة مع الاحتجاجات على تجدد مساعي “الانقلاب على النظام”.
كما تكشف الصحيفة أن قادة سلاح الجو في جيش الاحتلال، وعلى رأسهم قائد سلاح الجو تومر بار، قد استدعوا الطيارين المبادرين للمذكرة، لكن محاولات إقناعهم بالعدول عنها باءت بالفشل.
الولايات المتحدة تعمل على صفقة شاملة
في السياق، كشفت “يديعوت أحرونوت” عن رسالة أمريكية لعائلات المخطوفين، مفادها أن الرئيس الأمريكي ترامب يعمل على صفقة تنهي الحرب، وتكون جزءًا من خطته للشرق الأوسط (السعودية وإيران).
وقالت الصحيفة إن مصادر في إسرائيل تحدثت مع نظرائهم الأمريكيين، وسمعوا منهم أن ترامب منح نتنياهو مهلة لمواصلة الحرب، لكن ليس أكثر من أسبوعين إلى ثلاثة، بعدما فاض به وملّ منها، وبدأ صبره ينفد.
كما توضح الصحيفة العبرية، اليوم الخميس، أن نتنياهو، غداة اللقاء المتلفز والمربك مع ترامب، بادر إلى إبراز مديح ترامب له في موضوع مساعيه لاستعادة الأسرى… لكن من خلف الكواليس، يبدو أن ترامب فقد صبره ويعمل على صفقة شاملة.
في هذا السياق أيضًا، توضح الصحيفة أن مسؤولين أمريكيين قالوا لعائلات المخطوفين، ليلة أمس، بعد لقائهم بترامب، إن موضوع المخطوفين كان في رأس سلّم أولويات اللقاء المغلق بين ترامب ونتنياهو.
كما قالت المصادر إن الأمريكيين يضغطون من أجل صفقة كجزء من مسار أكبر في المنطقة تنهي الحرب، وتضم السعودية للتطبيع، وتشمل كذلك اتفاقًا مع إيران.
من جهته، يواصل نتنياهو وكاتس التهديد والوعيد، فيما كشفت صحيفة “هآرتس” عن خطة إسرائيلية للاستيلاء على منطقة رفح، التي تبلغ خُمس مساحة القطاع، وتحويلها إلى جيب أمني ممتد من محور صلاح الدين المجاور لسيناء إلى محور موراغ.
ويبدو أن ذلك جزءٌ من مساعي الضغط على “حماس”، استنادًا إلى الفهم بأن موضوع الجغرافيا مهم للفلسطينيين، ناهيك عن تلبية شهوة وزراء اليمين الصهيوني الغيبيين المتشددين، المطالبين بالمزيد من التدمير والإبادة والحسم النهائي بالحديد والنار.
“القدس العربي”: