مقالات

 رسالة الطياريين الاسرائيلين خطوة في مشوار الالف ميل -بقلم الكاتب مروان سلطان.   فلسطين

بقلم الكاتب مروان سلطان.فلسطين

 رسالة الطياريين الاسرائيلين خطوة في مشوار الالف ميل نحو اعادة التوازن العقلاني بين الفلسطينين والاسرائيليين في حل الصراع وليس ادارة الصراع لاسباب شخصية وسياسية.

 

 

بقلم الكاتب مروان سلطان.   فلسطين 🇵🇸 

10.4.2025

——————————————-

رسالة الطياريين الاسرائيليين التي تدعو الى رفض الامتثال للخدمة العسكرية تعتبر من الاعمال النادرة التي تحصل في الجيش الاسرائيلي، وهذا تطور نوعي في الرؤيا الاسرائيلية جراء ما يحدث ويدور في المشهد الاسرائيلي ، يمكن ان تكون سياسة نتنياهو المثيرة للجدل احد الاسباب الرئيسية لهذ التطور الذي له افرازاته في المجتمع الاسرائيلي.  قلما نشهد توجهات شعبية اسرائيلية بالتوجه نحو وقف الحرب او حتى ابراز مواقف تتعلق بالسياسة العامة ، والعنف الذي طال امده في منطقة الشرق الاوسط وخاصة بين الفلسطينين والاسرائيلين. احد اسباب العداء وحالة الكره التي تسود المنطقة هو التعبئة التي يقودها حكام اسرائيل في التحريض المستمر ، وعلى كافة المستويات التي من الممكن ان يلمسها من يطلع على الثقافة الموجهة باتجاه الجمهور الاسرائيلي. ادب الاطفال ، التعليم والثقافة في المدارس، الثقافة الدينية، الثقافة العسكرية، كل هذه التوجهات وغيرها تشير الى التحريض المباشر على التحريض ضد الفلسطينيين. ومن المهم الاشارة ان القيادة الاسرائيلية تعمل على مثل التحريض، واحداث حالة من الرعب  في اوساط الجمهور من العرب وشيطنتهم  عموما والفلسطينيين بشكل خاص.

 تعمل القيادة الاسرائيلية على استغلال اعمال المقاومة التي تقودها الاجنحة العسكرية الفلسطينية والعربية لنشر ثقافة الرعب التي تنتهجها ضد العرب عموما. وكانت عملية السابع من اكتوبر شماعة لتعزيز  تلك السياسة للتحريض على الفلسطينين ، وشيطنتهم ، وتصوريهم انهم حيوانات بشرية . مما حدى باستمرار على التحريض وتوحيد المواقف الشعبية الاسرائيلية لتبرير شن العمليات العسكرية باستعمال القوة المفرطة، حيث ان القيادة الاسرائيلة توهم الجمهور الاسرائيلي انها هي التي تحمي مصالحهم ، وان مبدء القوة والعنف هو من يحمي المصالح الاسرائيلية. رائحة الكراهية والشر تنشرها تلك السياسات العدوانية الصادرة عن الصف السياسي والاجتماعي العالي في الكيان الصهيوني.

ولعل هذا ما يفسر توجه الشعب الاسرائيلي الى التطرف ، والتوجه نحو المزيد من اليمين الاسرائيلي، وانحسار اليسار الاسرائيلي الى الصفر . وهذا هو ما يحقق اهداف اليمين الاسرائيلي لتنفيذ سياسات واهداف الاحتلال على الاراضي الفلسطينية.  ولهذا الفلسطينيون يتلمسون هذا التغيير في السياسات التي تطورت مع مرور الزمن، والانقلاب الذي احدثه التغيير في السياسات مع الاحتلال الاسرائيلي . وبحجة الدفاع عن النفس ارتكبت اسرائيل وما زالت كل محظور، من اعمال الابادة والتطهير العرقي والتجويع ، والتعطيش ومنع الدواء ، ووقف المساعدات الانسانية …الخ ، علما ان حق الدفاع عن النفس للاخرين محظور ويدخل في ما يسمى بوتقة الارهاب والارهابيين.

الرسالة التي نشرها الضباط الاسرائيليين ، سبق ان نشرت بعض النخب الاسرائيلية او بعض من خدموا في الجيش الاسرائيلي امورا مماثلة ولكن بقيت على نطاق ضيق ، لم تحظى بالانتشار، بالرغم من دعم المنظمات الحقوقية الدولية لها ومحاولة ايجاد شراكات فلسطينية للعمل معها.

يمكن  لهذه المبادرة من الضباط الاسرائيلين ان تحدث فرقا، ليس في العلاقات الفلسطينية الاسرائيلية ، ولكن لانها تصدرت المشهد الاسرائيلي بناء على فهم توجهات الحكومة الاسرائيلية التي تبني سياساتها في العلاقة مع العرب والحرب مبنية على مصالح شخصية وسياسية في ادارة الصراع وليس حل الصراع .  وهذا هو مربط الفارس الذي يمكن ان يتسع في هذا الفهم وهذا الادراك لضحض الرواية التي عادة ما تسعى القيادة الاسرائيلية لتسويقها الى الجمهور الاسرائيلي لنفس الاسباب، وليس لاسباب وطنية.

من المؤكد ان هذا الموضوع من الاهمية بمكان للعمل من اجل تغيير المواقف وضحض المواقف المهترئة التي تحرض على القتل والعنف، واظهار الدم اليهودي انه افضل دماء الشعوب، وان الاخرين وجدوا لرفاهية اليهود واسرائيل.

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى

Thumbnails managed by ThumbPress

جميع الآراء المنشورة تعبر عن رأي كتابها ولا تعبر بالضرورة عن رأي صحيفة منتدى القوميين العرب