رياضة

من سيلحق بأرنولد خارج ليفربول؟ ولماذا ريال مدريد دائما؟

من سيلحق بأرنولد خارج ليفربول؟ ولماذا ريال مدريد دائما؟

عادل منصور

بعد انتهاء العطلة الدولية لشهر مارس/آذار الماضي، عاد ليفربول للدفاع عن مكانه في صدارة الدوري الإنكليزي، بتجاوز عقبة غريم المدينة إيفرتون بهدف نظيف حمل توقيع البرتغالي ديوغو جوتا، في مباراة دربي الميرسيسايد التي احتضنها ملعب «الآنفيلد» منتصف الأسبوع الماضي، كخطوة أخرى عملاقة نحو استعادة اللقب الغائب عن خزائن النادي منذ عام جائحة كورونا، ومع ذلك هناك حالة من الغضب الجماعي «العارم» بين مشجعي أحمر الميرسيسايد، وكلمة السر تكمن في الأنباء الواردة من العاصمة الإسبانية والتي تُفيد بأن وسطاء رئيس نادي ريال مدريد فلورينتينو بيريز، توصلوا إلى اتفاق نهائي مع وكلاء ابن الأكاديمية ترينت ألكسندر أرنولد، ولا يتبقى سوى الإعلان الرسمي عن كافة تفاصيل الصفقة المجانية المدريدية الكبرى الرابعة على التوالي، بعد القائد النمساوي ديفيد آلابا، وشريكه في قلب الدفاع أنطونيو روديغر والغالاكتيكو كيليان مبابي، ما يعني بشكل أو آخر، أن البطل المحتمل للبريميرليغ هذا الموسم، سيخسر عشرات الملايين من الجنيهات بمجرد انتهاء عقد صاحب الـ26 عاما مع النادي في أول ساعات يوليو/تموز المقبل، أو بلغة المال والأرقام نحو 75 مليون يورو من أصول ليفربول ستكون ملكا للنادي الملكي بداية من الموسم المقبل، وهي القيمة التسويقية للاعب، وفقا للمنصة المفضلة للوكلاء والمسؤولين في الأندية «ترانسفير ماركت»، وهو نفس التهديد أو المصير المجهول الذي يطارد كبير الهدافين في العصر الحديث محمد صلاح، وقائد الفريق والخط الخلفي فيرجيل فان دايك، حيث ستنتهي عقودهم بعد أشهر تعد على أصابع اليد الواحدة، وإلى وقت كتابة هذه الكلمات لم يجد أي جديد في هذا الملف، باستثناء الإشاعات التي أثيرت في وسائل الإعلام أثناء وجود المو مع منتخب بلاده في التصفيات الأفريقية المؤهلة لكأس العالم، بشأن اقتراب وكيل أعماله رامي عباس من التوصل إلى اتفاق مع مجموعة «فينواي» المالكة للكيان، لتجديد عقده قبل فوات الأوان، ما يعني أن الإدارة بالتنسيق مع المدرب الهولندي آرني سلوت، قد تبدأ في تنفيذ خطة الاحلال والتجديد الحقيقية، وفي رواية أخرى «إعادة هيكلة» الفريق بشكل جذري هذا الصيف، شريطة أن تكون هناك رغبة ملموسة لتدعيم المدرب بصفقات من الوزن الثقيل، على الأقل في المراكز التي كشفت افتقار الفريق للقوة والعمق اللازمين للقتال على كل الجبهات حتى الأمتار الأخيرة في الموسم، وهذا في الغالب سيحدث على حساب فئة «المخيبين للآمال» والفائضين عن حاجة مدرب فينورد السابق. السؤال الآن: من سيرافق أرنولد طوعا خارج ليفربول هذا الصيف؟ ومن الأحق بالبقاء في المشروع بأي ثمن؟ هذا ما سنجيب عليه وأكثر في موضوعنا الأسبوعي.

الملاذ الآمن

مع جنون أسعار الذهب عالميا في هذه الأثناء، وما نسمع عن تجاوز سعر الأونصة حاجز الـ3150 دولارا، بدأنا نلاحظ الانتشار الهائل للمصطلح الموروث من الآباء والأجداد «الملاذ الآمن» في تحليلات خبراء المال والاقتصاد عبر شاشات التلفاز وفي الصفحات الاقتصادية للصحف والمواقع الإلكترونية، وكما أشرنا أعلاه في المقدمة، يبقى «الملاذ الآمن» لمدرب الريدز، هو الاحتفاظ بالعناصر التي ساعدته على تحقيق ما فاق التوقعات في موسمه الأول مع الفريق. صحيح ليفربول تعرض لأكثر من صدمة كانت سببا في خروجه من جُل البطولات في وقت قياسي، والإشارة إلى الخروج المحرج من الدور الرابع لكأس الاتحاد الإنكليزي على يد بليموث المغمور، والإقصاء المحزن من دور الـ16 لدوري الأبطال أمام باريس سان جيرمان، رغم حسم ذهاب «حديقة الأمراء» بهدف هارفي إيليوت، قبل أن ينحني رجال سلوت في إياب «الآنفيلد» بنفس النتيجة، في مباراة امتدت لـ120 دقيقة وفي الأخير حسمها العملاق الباريسي بمساعدة ركلات الترجيح، واكتملت بالليلة الظلماء أمام نيوكاسل، بخسارة المباراة النهائية لكأس كاراباو في آخر مباراة قبل سفر اللاعبين إلى منتخباتهم لتلبية نداء الوطن في التوقف الدولي الأخير، لكن بوجه عام، يمكن القول مجازا إنه كان من «رابع المستحيلات»، أن يأتي في خيال أكثر المتفائلين بنجاح المدرب الجديد في أول موسم بعد خروج الأسطورة يورغن كلوب، أنه مع حلول شهر أبريل/نيسان الحاسم، سيكون الفريق على بعد أمتار قليلة من اللقب رقم 20 في تاريخه، ليتساوى مع عدو الأمس واليوم وغدا مانشستر يونايتد في عدد مرات معانقة لقب الدوري الأكثر شهرة وتنافسية على هذا الكوكب، فقط عزيزي القارئ تخيل أننا في سبتمبر/أيلول 2024، وقد أخبرك صديقك «الكوير» أن سلوت سيقود ليفربول للفوز بواحد من أسهل ألقاب البريميرليغ في التاريخ المعاصر، أو على أقل تقدير سيفوز بلقب الدوري بكل سهولة وأريحية، قولا واحدا ستشكك في سلامة قواه العقلية وقد تنصحه بالذهاب إلى أقرب طبيب متخصص، كيف لا والحديث أو الرهان كان منقسما بين حامل اللقب في آخر أربعة مواسم مانشستر سيتي ومطارده الأول في آخر نسختين آرسنال، وبدرجة أقل الريدز وباقي كبار لندن ثم اليونايتد، وهذا ليس فقط لحداثة عهد سلوت مع كرة القدم الإنكليزية المختلفة تماما عن الكرة في وطن الأراضي المنخفضة، بل أيضا للانطباع الذي حُفر وطُبع في الأذهان بشأن قدرة الريدز على استكمال المنافسة على لقب الدوري، لا سيما بعد اكتفاء الفريق بالحصول على لقب واحد طوال فترة وجود كلوب على رأس جهاز الفني بين أكتوبر/تشرين الأول 2015 وحتى رحيله في يونيو/حزيران الماضي، لكن على أرض الواقع، سرعان ما أثبت المدرب الهولندي، وكأنه ترعرع كلاعب وكمدرب داخل ملاعب المملكة المتحدة، تاركا لغة الأرقام والنتائج تنوب عنه أمام الخصوم والنقاد قبل المؤيدين.
وكما تابعنا على مدار 30 جولة في الدوري الإنكليزي الممتاز، قد تحقق هذا النجاح المبهر بمساعدة بعض الأسماء التي كانت وما زالت تتفانى في تقديم الهدايا الثمينة للفريق في الأوقات الفاصلة، في القلب منهم محمد صلاح، الذي ساهم هذا الموسم في تسجيل ما مجموعه 54 هدفا، بإجمالي 32 هدفا من توقيعه بالإضافة إلى 22 تمريرة حاسمة من مشاركته في 44 مباراة في مختلف المسابقات، منها 27 هدفا و17 تمريرة حاسمة في كل أسابيع البريميرليغ، أو قُل بضمير مستريح أكثر من 60% من الأهداف الـ70 للفريق في سباق الدوري، دليلا على أننا نتحدث عن لاعب بلغة الكرة «لا يعوض»، حتى لو كان على وشك الاحتفال بعيد ميلاده الـ33، لكنه أثبت بما لا يدع أي مجال للشك، بأنه ما زال في مرحلة الذروة في مسيرته، أو في أضعف الإيمان لم يظهر أي تباطؤ في معدلاته البدنية، بل العكس تماما، في ظل هوسه بالاستثمار في بنيانه الجسدي، بالتعامل معه على أنه رأس ماله الذي سيساعده على الصمود في أعلى مستوى تنافسي لأطول فترة في القارة العجوز، وكل ما سبق، يعني بالضرورة أن ليفربول لن يتحمل خسارة ميغا ستار بحجم صلاح الموسم المقبل، والحل الأنسب والأكثر تماشيا مع العقل والمنطق، هو الإبقاء عليه بأي ثمن، أو كما يقول أنصار النادي «أعطوه ما يريد»، لأن البحث عن البديل المجهول سيكبد الخزينة أكثر حتى من الراتب الذي يريده الفرعون ووكيل أعماله على مدار موسمين أو ثلاثة، وتشمل القائمة الذهبية الحارس البرازيلي أليسون بيكر، الذي خلد اسمه في أوراق كاتب تاريخ دوري أبطال أوروبا، بفضل تصدياته الأسطورية في «حديقة الأمراء»، مؤكدا بشكل لا لبس فيه، بأنه ما زال محتفظا بمكانه ضمن صفوة الحراس في أوروبا والعالم، وهذا في حد ذاته ليس السيناريو السيئ للمدرب سلوت، حتى مع وصول الحارس الجورجي مامارداشفيلي بعد انتهاء دوره مع فالنسيا في فصل الصيف. صحيح يُقال عن نطاق واسع أن حامي عرين خفافيش «الميستايا»، لا ينوي القيام بدور البديل على مقاعد البدلاء، لكن هذا الأمر يبدو وكأنه حلما بعيد المنال، على الأقل إذا حافظ أليسون على نسخته المميزة الحالية لفترة أطول، إلا إذا كان جزءاً من خطة «إعادة الهيكلة»، منها للتخلص من معضلة إصاباته المتكررة في أوقات صعبة في كل موسم تقريبا، ومنها أيضا للاستفادة منه بأعلى عائد مادي في الميركاتو الصيفي، خاصة وأنه كان هدفا لكبار دوري روشن السعودي، وبنفس الأهمية، سيكون من الصعب تخيل أو مجرد استيعاب تخلي الإدارة عن القائد فيرجيل فان دايك، بعد نجاحه في استعادة جزء كبير من مستواه المحفور في الأذهان عنه، كلاعب سبق له مزاحمة ليونيل ميسي وكريستيانو رونالدو على جائزتهما المفضلة «الكرة الذهبية» ذات يوم، لذا أقل ما يمكن قوله، إنها ستكون ربما «مقامرة العقد»، إذا لم تسرع الإدارة في تمديد عقد القائد، ولأسباب أخرى، تقتضي الحكمة بأن يبقي المدرب على القلب الشجاع أندي روبرتسون، بهدف الاستفادة من خبراته وتوجيه خليفته نحو الطريق الصحيح، وذلك بعد التراجع الملموس في إنتاجيته، بإخفاقه في صناعة ولو هدف يتيم على مستوى الدوري، بجانب تراجع معدلاته البدنية في الشق الدفاعي، كمؤشر على أن الإدارة قد تتعاقد مع ظهير أيسر في الشتاء، ولنفس السبب سيحتاج سلوت للإبقاء على المخضرم جو غوميز، جنبا إلى جنب مع الركائز الأساسية للمشروع، والحديث عن الشباب اليافع والعشريني كونر برادلي وكودي خاكبو وريان غرافنبيرخ، والمفاجأة السارة كيرتس جونز، وماك أليستر وبالطبع سوبوسلاي.

الراحلون
والضحايا

بإلقاء نظرة سريعة على أبرز الضحايا والأسماء المرشحة لمغادرة «الآنفيلد» بلا رجعة فور إطلاق صافرة نهاية هذا الموسم، سنجد في مقدمتهم منبوذ الجماهير داروين نونييز، الذي لا يكل ولا يمل من إثبات فشله الذريع لعشاق النادي قبل النقاد والشامتين، بإصرار لا يُصدق على إهدار الفرصة السهلة تلو الأخرى، خاصة عندما تتعلق عليه الآمال في المباريات المهمة، والعكس تماما، وهذا يحدث على ومضات نادرة، مثل مساهمته في هدف هارفي إيليوت في باريس، بتفوقه غير المتوقع على ماركينيوس في الحوار الفضائي بينهما، الذي انتهى بالتمريرة الحريرية التي أسفرت عن هدف الفوز قبل ثلاث دقائق من نهاية موقعة «حديقة الأمراء»، والمثير للدهشة والاستغراب، أن أغلب التوقعات كانت ترجح سيناريو تألقه مع الفريق هذا الموسم، خاصة بعد تخلصه من الضغوط التي صاحبت انتقاله من بنفيكا إلى معقل الريدز، أو في أضعف الإيمان يكون شراكة ناجحة مع محمد صلاح وباقي الرفقاء في الثلث الأخير من الملعب، بيد أنه فشل للموسم الثالث على التوالي في تقديم أوراق اعتماده كمهاجم يمكن الاعتماد عليه في التشكيل الأساسي للريدز، مكتفيا بالمساهمة في تسجيل خمسة أهداف في حملة البحث عن لقب البريميرليغ رقم 20، والدليل على ذلك أن المدرب سلوت، لم يعد يثق في مهاجمه الأوروغواني في الأسابيع القليلة الماضية، والحل الأفضل، أن يتلقى عرضا مقنعا من أحد أندية الدوري السعودي، أو يذهب إلى فريق آخر في أوروبا على سبيل الإعارة بنية البيع النهائي، ومعه الإيطالي فيديريكو كييزا، الذي يتصدر قائمة ضحايا سلوت هذا الموسم، بتلك الطريقة التي يتعامل بها القادم من يوفنتوس في «الآنفيلد»، كلاعب خارج خطط المدرب على طول الخط، استكمالا لموسمه المأساوي، الذي استهله في صيف 2024، بالطرد من جولة السيدة العجوز التحضيرية، بقرار أحادي من مدرب اليوفي السابق تياغو موتا، ليحط الرحال في الجزء الأحمر من مدينة نهر الميرسيسايد، على أمل أن ينجح في إحياء مسيرته اللامعة في بلاد مهد كرة القدم، لتتحول الأحلام والطموحات الكبيرة إلى كابوس على أرض الواقع، بحصوله على دقائق لعب خجولة للغاية، أو 387 دقيقة في مختلف المسابقات حتى الآن، منها 25 دقيقة فقط في 3 مباريات على مستوى البريميرليغ، و107 في دوري الأبطال، و120 دقيقة في كأس الرابطة، بما في ذلك مشاركته المؤثرة في المباراة النهائية أمام نيوكاسل، التي أحرج خلالها مدربه الهولندي، بتلك الفاعلية والإيجابية على المرمى، والتي أسفرت في النهاية عن توقيعه على هدف تقليص الفارق في الدقائق الأخيرة، فيما كان أشبه بالاختبار الذي أثبت أن الدولي الإيطالي لم ينته، كلاعب بالمواصفات المطلوبة للعب في أعلى مستوى تنافسي في القارة العجوز، لكن إذا لم يحصل على ما يكفي من ضمانات لتحسين وضعه مع بطل البريميرليغ المحتمل الموسم المقبل، سيكون من الصعب الإبقاء عليه لموسم آخر، وكما أشرنا أعلاه بشأن ضعف الجودة في مركز الظهير الأيسر، يمكن أن يبدأ الإغريقي كوستاس تسيميكاس، في البحث عن مستقبله في مكان آخر، بعد سنوات من الكفاح والمنافسة مع منافسه الاسكتلندي في الفريق، أولا ليعوض ما فاته على مقاعد بدلاء الريدز في المواسم الماضية، بالذهاب إلى ناد آخر يؤمن له ميزة اللعب كل أسبوع وهو في سن الثامنة والعشرين، ثانيا لرفع الحرج عنه نفسه، حال تعاقدت الإدارة مع مشروع ظهير أيسر من الطراز العالمي في الميركاتو الصيفي، ولنفس السبب تقريبا، سيضطر الحارس كاومين كيليهير لرفع الراية البيضاء في فترة «إعادة الهيكلة»، وهذا لا يرجع إلى ضعف جودته أو لتراجع مستواه، بل لأسباب فنية واقتصادية معقدة، ستتوقف في النهاية على مستقبل أليسون مع الفريق مع وصول الاخطبوط الجورجي الموسم المقبل، وبعبارة أخرى، أنه في حال قرر حامي عرين السيليساو البقاء في النادي حتى إشعار، سيكون الخاسر الأكبر الشاب الأيرلندي، الذي لم يبخل بقطرة عرق منذ ظهوره على الساحة، لإثبات جدارته في منافسة بيكر، آخرها تألقه اللافت في نهائي كأس كاراباو. وعلى سيرة الاقتصاد والحاجة إلى المال لتمويل الصفقات الجديدة، قد يتحول الكولومبي لويس دياز إلى منافس لأرنولد في الدوري الإسباني الموسم المقبل، وهذا في حال وافقت إدارة ليفربول على بيعه إلى برشلونة، استنادا إلى التقارير التي تتحدث عن رغبة الكاتالان في الحصول على توقيعه، وبالمثل هناك أنباء وأخبار تضع اسم الوحش الفرنسي ابراهيم كوناتي في جمل مفيدة مع باريس سان جيرمان، ويُقال إن الإدارة الباريسية عازمة على إغراء نظيرها في ليفربول بعرض لا يقاوم، لنقل الشاب العشريني إلى «حديقة الأمراء» بداية من الموسم الجديد، وهي الأموال التي قد تستثمرها الإدارة الأمريكية المستحوذة على النادي، في صفقات رنانة أو قابلة للانفجار الكروي، لبناء المشروع الجديد بنفس المواصفات التي دشن بها كلوب فريقه المدمر بداية من العام 2018، بالتقاط أسماء من نوعية فيرجيل فان دايك ومحمد صلاح وأليسون وأسماء أخرى بعد جمع الملايين من عائد بيع المتمردين والفائضين عن الحاجة في الوقت المناسب، مثل إرسال البلجيكي بينتيكي إلى كريستال بالاس بأكثر من 30 مليون يورو، وبيع فيليب كوتينيو لبرشلونة بأكثر من 130 مليون من نفس العملة، فهل يا ترى ستعيد إدارة ليفربول نفس التجربة بداية من الموسم المقبل؟

الجبروت المدريدي

بعيدا عن خطط ليفربول في فترة ما بعد خروج أرنولد ومن سيلحق به خارج أسوار النادي الموسم ومن سيستكمل المشوار مع سلوت، يبقى السؤال الذي جعل البعض يضع الكثير من علامات الاستفهام حول الأسباب التي دفعت ابن أكاديمية الريدز للموافقة على عرض ريال مدريد بهذه السهولة، لدرجة أنه لم يمانع الحصول على راتب سنوي لا يزيد بأي حال من الأحوال عن 15 مليون يورو، مقارنة مثلا بالغالاكتيكو الفرنسي كيليان مبابي، الذي يتقاضى ضعفي هذا الراتب بخلاف الحوافز، وأيضا السهم البرازيلي فينيسيوس جونيور، الذي يتحصل على قرابة الـ25 مليونا، وبالمثل الإنكليزي جود بيلينغهام الذي يتقاضى أكثر من 20 مليونا، والأمر لا يتعلق فقط بتضحية صاحب الـ26 عاما، بأرقام كان من الممكن أن يتحصل عليها من أحد أثرياء البريميرليغ، بل أيضا في التحول المثير للجدل في موقف اللاعب، الذي سبق له الاعتراف في مقابلة موثقة بالفيديو مع الإعلامي أليستر كامبل لمجلة «GQ» البريطانية، بأنه من عشاق نادي برشلونة، قائلا: «أعتقد أن برشلونة هو فريقي المفضل بعد ليفربول، أشعر أنهم يمتلكون نفس قيم ومبادئ ليفربول، فهم يحبون الاعتماد على أبناء الأكاديمية، وأنا ترعرعت على مشاهدة ميسي وفريق برشلونة العظيم في وجود إنييستا وتشافي وهنري وإيتو»، وبالنظر إلى سبب التحول الجوهري في عقلية أرنولد، من مشجع برشلوني في المنزل وفتى مدلل لجماهير ليفربول داخل الملعب، إلى القطعة النادرة المنتظرة في جيل «الغالاكتيكوس» المدريدي الجديد، سنجد أنه نفس الأسباب الذي جعلت الكثير من الأساطير والنجوم اللامعة للتمرد على أنديتها، منها استغلال فرصة اللعب مع ألمع نجوم ومواهب العالم في «سانتياغو بيرنابيو»، والأهم بحثا عن المجد الكروي من خلال معانقة أغلى وأهم كؤوس كرة القدم على مستوى الأندية، وفي القلب منها الأميرة الأوروبية البيضاء دوري أبطال أوروبا، بخلاف الطامحين في إخضاع «البالون دور»، حيث تتضاعف فرص النجوم في المنافسة على الجائزة الفردية الأكثر أهمية عالميا، كلما زاد بريقهم بالقميص الأبيض، ولعل أشهر نموذج على ذلك، هو المدمر مبابي، الذي كان بإمكانه الحصول على مكاسب مادية أكبر، بجانب الاحتفاظ بوضعه كملك لأصحاب «حديقة الأمراء»، لكنه فَضل السير على خطى أبطال طفولته زين الدين زيدان وكريستيانو رونالدو وباقي أساطير الميرينغي، الذين تحولت مسيرتهم الكروية 180 درجة بعد الحصول على شرف اللعب لنادي القرن الماضي، وقبله قائمة عريضة منها على سبيل المثال لا الحصر، مايسترو وسط ليفربول في النصف الثاني من العقد الأول لهذه الألفية تشابي ألونسو، الذي أعطى ظهره لناديه الإنكليزي، فور تلقيه أول اتصال من الرئيس فلورينتينو بيريز، مع عودته لوضع حجر أساس ما عُرف بعد ذلك بـ«جيل العاشرة» في 2009، وبعد مفاوضات طويلة بين الناديين وضغوط كبيرة من اللاعب على إدارة ناديه، تمكن الريال من حسم الصفقة مقابل 30 مليون يورو، وبعدها بسنوات قليلة، وتحديدا في 2012، رفع أسطورة الملكي حاليا لوكا مودريتش، شعار «التمرد والعصيان» في وجه رئيس ناديه السابق توتنهام دانييل ليفي، لدرجة أنه رفض السفر مع الفريق في جولته الصيفية في الولايات المتحدة، ولم يتوقف عن التصعيد، حتى بعد تغريمه بأكثر من 100 ألف جنيه إسترليني من مجلس إدارة السبيرز، لينتهي الصراع بذهابه إلى «البيرنابيو» قبل 3 أيام من غلق الميركاتو، ولولا هذه الصفقة، لما تأخر انتقال الويلزي غاريث بيل إلى الريال، إذ كان هو الآخر على رادار اللوس بلانكوس، كواحد من أبرز مواهب أوروبا والبريميرليغ المطلوبة لتعزيز القوة الضاربة لهجوم الريال برفقة الهداف التاريخي كريستيانو رونالدو ومساعده الفرنسي كريم بنزيمة، لكن في الأخير، اضطر ليفي لرفع الراية البيضاء أمام اللاعب في صيف 2013، بعد مبالغته في تمرده، بنفس طريقة انقلاب زميله مودريتش، وقبل هذا وذاك، كان رونالدو الظاهرة، سباقا في قصص التمرد على الأندية، بعد قراره الصادم لناديه الإيطالي الأسبق إنتر، في فترة ما بعد الانتهاء من احتفال تتويجه بكأس العالم مع منتخب بلاده في كوريا الجنوبية واليابان عام 2002، وآنذاك قيل إنه أبلغ المدرب الأرجنتيني هيكتور كوبر في اتصال تليفوني، بأنه لن يعود مرة أخرى إلى مقر تدريبات النادي، ورغم تهديدات إدارة الأفاعي وقتها، إلا أن الريال أعلن عن إتمام الصفقة في يوم «الديد لاين» في ميركاتو نفس العام. ومؤخرا سار ديفيد آلابا وأنطونيو روديغر على نفس الخط، باتباع سياسية «التسويف» على بايرن ميونخ وتشلسي، تمهيدا لخطوة الانتقال المجاني إلى قلعة «سانتياغو بيرنابيو»، فمن يا ترى سيكون المتمرد الجديد بعد ابن أكاديمية ليفربول؟

 – «القدس العربي»:

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى
جميع الآراء المنشورة تعبر عن رأي كتابها ولا تعبر بالضرورة عن رأي صحيفة منتدى القوميين العرب