أندية صغيرة ومغمورة على وشك التأهل الى دوري أبطال أوروبا!

أندية صغيرة ومغمورة على وشك التأهل الى دوري أبطال أوروبا!
في الوقت الذي تكافح فيه أندية بحجم وعراقة مانشستر يونايتد وتوتنهام فقط من أجل التواجد في المراكز العشرة الأولى في الدوري الإنكليزي الممتاز، وبدرجة أقل ميلان في الدوري الإيطالي، وفالنسيا في الدوري الإسباني ونماذج أخرى مشابهة في باقي الدوريات الأوروبية الكبرى، هناك أندية أخرى تصنف في عالم الساحرة المستديرة كـ«أندية متوسطة وصغيرة ومغمورة»، تتقدم الآن بخطى ثابتة نحو انتزاع بطاقة أو مشاركة تاريخية في دوري أبطال أوروبا في الموسم المقبل، وهذا الأمر لا يقتصر فقط على الصراع المشتعل الآن في البريميرليغ على المقاعد المؤهلة للكأس ذات الأذنين، بل أيضا في العديد من الدوريات الأوروبية، التي تشهد في هذه الأثناء المفاجآت المدوية التي تُحضر على نار هادئة في الربع الأخير لهذا الموسم، وفي هذا التقرير دعونا نستعرض أبرز الفرق المغمورة والمتوسطة المرشحة لمقارعة كبار القارة في دوري الأبطال في نسخة 2025-2026.
معمعة
البريميرليغ
بعد الانتصار المظفر الذي تحقق على حساب مانشستر يونايتد بهدف نظيف في أول مباراة بعد عودة اللاعبين من العطلة الدولية، قطع الحصان الأسود للدوري الإنكليزي الممتاز هذا الموسم نوتنغهام فورست، خطوة أخرى كبيرة نحو العودة للمشاركة في أمجد وأعرق القارة العجوز للمرة الأولى منذ بداية ثمانينات القرن الماضي، حين أخفق الفريق في الدفاع عن لقب الأبطال للمرة الثالثة على التوالي في نسخة 1980-1981، وآنذاك خرج الفريق من الدور الأول على يد سيسكا صوفيا البلغاري في الدور الأول، وذلك بعد حصوله على اللقب عامي 1979 و1980 على حساب مالمو السويدي وهامبورغ الألماني على التوالي. ويرى الكثير من النقاد والمتابعين، أن المدرب البرتغالي نونو اسبيريتو سانتو، هو المسؤول الأول عن صحوة الفريق الخامل من حقبة الثمانينات، باعتباره عراّب هذا المشروع، الذي حّول نوتنغهام من فريق يعيش على أطلال الماضي البعيد، إلى بعبع لعمالقة وكبار البريميرليغ، والمرشح الأول ليكون ثالث الفرق الإنكليزية المتأهلة إلى الأبطال بشكل رسمي، مع احتفاظه بمكانه في المركز الثالث برصيد 57 نقطة، على بعد أربع نقاط من صاحب المركز الثاني آرسنال، ومتقدما بخمس نقاط كاملة على أقرب مطارديه في المركز الرابع تشلسي، وذلك قبل ثماني جولات من نهاية البريميرليغ، ومع تأكد مشاركة خمسة أندية من الدوري الإنكليزي الممتاز في الأبطال الموسم المقبل، تحول الصراع على المركز الخامس إلى حرب طاحنة بين خمسة أو ستة أندية الفارق بينها لا يزيد على 6 نقاط، بداية من حامل لقب الدوري في آخر 4 مواسم والمتعثر بطريقة مثيرة للريبة هذا الموسم مانشستر سيتي، الذي يقبع في المرتبة الخامسة برصيد 51 نقطة، بفارق 6 نقاط فقط عن فولهام صاحب المركز التاسع برصيد 45 نقطة، وبينهما كل من نيوكاسل يونايتد وأستون فيلا وبرايتون من المركز السادس وحتى الثامن بفارق نتيجة مباراة واحدة، ما يعني أن البريميرليغ قد يشارك في النسخة القادمة للأبطال بأكثر من مفاجأة سارة من خارج الكبار التقليديين في السنوات الماضية، بعد عودة طيور الماغبايز للمشاركة في الأبطال الموسم الماضي والفيلانز هذا الموسم.
صحوة
الفقراء
في الدوري الألماني، لا حديث يعلو فوق عروض ومفاجآت ماينز هذا الموسم، صحيح الفريق تعرض لهزيمة مؤلمة بعد العودة من العطلة الدولية، بالسقوط أمام بوروسيا دورتموند بنتيجة 1-3، لكن هذا لم ولن يقلل من بصمة المدرب الاسكندينافي بو هنريكسن، الذي اكتسب جُل خبراته في دوري الهواة الانكليزي مع كيدرمينستر هاريرز، مع ذلك، قاد الفريق بميزانية متواضعة للغاية، قُدرت بنحو 6.5 مليون يورو في سوق الانتقالات الصيفية الأخيرة، للتواجد في المركز الرابع في جدول ترتيب أندية البوندسليغا، وذلك بعد نجاحه في انتشال الفريق من براثن الهبوط إلى دوري «البوندسليغا بي» في نهاية الموسم الماضي، ليتحول إلى بطل أو مشروع يورغن كلوب أو توماس توخيل جديد مع النادي، فقط يحتاج الفريق الحفاظ على فارق النقطتين مع مطارده الأول على المركز الرابع الذهبي بوروسيا مونشنغلادباخ، وخلفهما لايبزيغ بثلاث نقاط أقل، في المقابل يستريح آينتراخت فرانكفورت في المرتبة الثالثة بفارق ثلاث نقاط عن ماينز، الطامح للحصول على أول مشاركة في تاريخه في دوري الأبطال. وبالمثل هناك في جنة كرة القدم في ثمانينات وتسعينات القرن الماضي الدوري الإيطالي، يسير فريق بولونيا بخطى ثابتة نحو التأهل الثاني على التوالي للأبطال والثالث في تاريخيه، بعد نجاح المدرب فينشينزو ايتاليانو، في تجاوز تبعات الخروج المبكر من دوري الأبطال، وقبلها خسارة عناصر مؤثرة بحجم جوشوا زيركزي وريكاردو كالافيوري، بعد انتقال الأول لمانشستر يونايتد والثاني إلى آرسنال في سوق الانتقالات الصيفية الأخيرة، وحدثت هذه الصحوة بفضل سلسلة الانتصارات الأخيرة، التي وصلت لحد الفوز في آخر 7 مباريات في مختلف المسابقات، منها 6 انتصارات متتالية على مستوى الكالتشيو، على إثرها قفز الفريق إلى المركز الرابع، على حساب عملاق الأمس القريب يوفنتوس، الذي تدهورت نتائجه بطريقة غير مسبوقة في العقد الأخير تحت قيادة مدرب بولونيا السابق تياغو موتا، انتهت بطرده من منصبه وتعيين إيغور تيدور بشكل مؤقت، لكن هذا لا يعني بالضرورة أن الحصان الأسود للسيريا آه الموسم الماضي، قد ضمن تذكرة اللعب في الكأس ذات الأذنين الموسم المقبل، بل سيتعين عليه الحفاظ على هذه الصحوة، لتجنب حدوث أي مفاجأة غير متوقعة، خاصة في ظل التقارب الواضح في عدد النقاط بين صاحب المركز الرابع وحتى صاحب المركز الثامن، متمثلة في تواجد بولونيا في المركز الذهبي برصيد 56 نقطة، على بعد 5 نقاط فقط من فيورنتينا صاحب المركز الثامن، وبينهما كل من اليوفي وثنائي العاصمة روما ولاتسيو في المراكز من الخامس وحتى السابع، دليلا على إمكانية حدوث أي شيء في ما تبقى من الموسم.
الاستثمارات والمفاجآت
تثار الكثير من التساؤلات حول كيفية إدارة السير جيم راتكليف وتود بويلي لأنديتهما في البريميرليغ، مانشستر يونايتد وتشلسي، وذلك مقارنة بالنجاح الملموس لاستثمارات الاثنين في الدوري الفرنسي، باقتراب فريق نيس بقيادة راتكليف وستراسبورغ مع بويلي إلى دوري الأبطال، حيث يتواجد نيس في هذه الأثناء في المركز الرابع برصيد 47 نقطة، بأفضلية الأهداف عن ليل، وكلاهما خلف مارسيليا صاحب المركز الثالث بنقطتين فقط، وثلاث نقاط عن الوصيف موناكو، بينما ستراسبورغ، فيتواجد في المرتبة السادس على بعد نقطة واحدة فقط عن رابع وخامس جدول ترتيب أندية الليغ1، وفي إسبانيا، يملك فريق ريال بيتيس الأندلسي، فرصة كبيرة لإنهاء الموسم ضمن الأربعة الكبار في الدوري الإسباني، بفضل التوليفة السحرية التي توصل إليها مدرب مانشستر سيتي وريال مدريد الأسبق مانويل بيليغريني مع الفريق، من خلال إعادة إيسكو إلى النسخة الهوليوودية المحفورة في الأذهان عنه في ريال مدريد، كلاعب ساحر وخلاق في الثلث الأخير من الملعب، ومعه العائد من الموت أنتوني، الذي هرب من جحيم مانشستر يونايتد في سوق الانتقالات الشتوية الأخيرة، ليفاجأ عالم كرة القدم، بالنسخة المبهرة التي يبدو عليها في الوقت الحالي مع بيتيس، كواحد من أبرز المساهمين في تواجد الفريق في المركز السادس بالتساوي في عدد النقاط مع خامس الترتيب العام فياريال، وكلاهما خلف أتلتيك بلباو صاحب المركز الرابع بست نقاط فقط، وذلك قبل تسع جولات من انتهاء موسم الليغا، وهذا ما كان يحدث أو يتحقق، لولا سلسلة الانتصارات الرائعة الأخيرة، بعدم التوقف عن الفوز في آخر ست مباريات، منها انتصارات لن تمحى من الذاكرة على حساب ريال مدريد وإشبيلية، وبعيدا عن الدوريات الكبرى، هناك قصة خيالية تكتب الآن في مدينة أوتريخت العريقة، يقوم ببطولتها العائد من مرض السرطان سيباستيان هالر، الذي جاء في يناير / كانون الثاني الماضي، ليقدم يد العون لزملائه الجدد، مع انتعاش فرصه في اللعب في دوري الأبطال الموسم المقبل، باحتلاله المركز الرابع بفارق نقطة واحدة عن فينورد المتواجد في المركز الثالث للدوري الهولندي، ولو أنه في أسوأ الأحوال، سيكون لدى فريق أوتريخت فرصة كبيرة للمشاركة في اليوروبا ليغ، كأول حضور قاري منذ العام 2019، وكذلك في النمسا، يقاتل أوستريا فيينا، لاستغلال فرصة تعثر غول آخر عقدين ريدل بول سالزبورغ، إلى جانب تأثر المنافس المباشر شتورم غراتس، بصدمة انتقال مهاجم آرسنال السابق ميكا بيريث إلى موناكو، فيما ستكون أول مشاركة لممثل العاصمة النمساوية في الأبطال منذ خروجه من دوري المجموعات نسخة 2013-2014.
– «القدس العربي»:




