بين الضياع والتضييع بقلم الاستاذ الدكتور عبدالخالق الختاتنة -استاذ جامعي
بقلم الاستاذ الدكتور عبدالخالق الختاتنة -استاذ جامعي

بين الضياع والتضييع
بقلم الاستاذ الدكتور عبدالخالق الختاتنة -استاذ جامعي
فلسطين محور الانطلاقات والاتهامات ، في قلب الخبايا، الأبيض و الاسود تحولا إلى اللون الرمادي ، الصهاينة من عصابات بائسة هائمة جائعة ، تحولوا إلى قوات هزمت جيوش ، لا الفعل الصهيوني كان قادراً على تحقيق انجازات ، و لا كان قادر حتى ان يصل فلسطين على ظهر البواخر والسفن ، مهدت الطرق ، و حضرت الفواجع قبل ان تقع ، و حققت الانتصارات قبل بدء توزيع و تسخين السلاح ، في تاريخ تطور القضية الفلسطينية مع الاحتلال البريطاني والهجرة الصهيونية، مقابل الشكل العربي في فلسطين ، فواصل الاحداث ، استلمناها كذب بكذب ، تماماً مثل ما شهدناه و نشهده في حرب الابادة في غزة و عموم فلسطين ، لا القوة قوة صهيونية في تكنولوجيا الحرب ، ولا في شجاعة جنود لواء جولاني ، كل الأمور مهدت و اعدت للصهاينة، لمنحهم نصراً مزوراً ، و منحهم ما تبقى من فلسطين على طبق من ذهب ، في ماضينا كما هو حاضرنا المرير كل المؤامرات تمر امام أعيننا و أسماعنا و إدراكنا ، من يراجع مذكرات عبدالله التل قائد عمليات القدس سنة ١٩٤٨ ، ويطلع على الوثائق المصورة و حسرة الرجل ، من يقف على قصة ( محمد حمد الحنيطي ) مع المقاومة الفلسطينة و ( كلوب ) قائد الجيش انذاك ، و صولاً إلى حديثه الجازي في الكرامة ، يدرك عمق خطورة الترتيب للمشروع الصهيوني ، فلا قديماً ولا حديثاً كان الصهاينة هم عائق الامة لتحرير فلسطين ، العصابات الصهيونية ليست هي من احتلت فلسطين ، والعصابات الصهيونية ليست هي من أسس ( إسرائيل )، المعادلة في هجرة العصابات الصهيونية و انتصاراتها و تاسيس الكيان ، كانت معادلة من طرف واحد في وجهين متحدين جوهرياً ، مختلفين ظاهرياً، مرر من خلالهم المشروع الصهيوني ، الاتحاد الجوهري من اجل الكيان و اليهود ، و الاختلاف الظاهري من اجلنا ومن اجل سذاجتنا و ذبحنا ، تماماً المشروع ، و تنفيذ المشروع ، في قديمه و جديده ، متحد جوهرياً ، و مختلف ظاهرياً ، و لا زال الهدف هو الهدف ، و لا زالت الأدوات هي الأدوات ، لاستكمال تحقيق الحلم اليهودي في كامل فلسطين ، و وصولاً إلى ( من الفرات إلى النيل ) ، السيطرة والاستحواذ الصهيونية على المنطقة ، تستلزم باستمرار ضخ انكسارات عربية ، و تحقيق انتصارات صهيونية ، و باستمرار تحتاج ضخ تقوية الكيان و اضعاف العرب ، كما يقول قادة الكيان ، الصهيونية ليست حكراً على اليهود ، بل يكاد العنصر العربي المتصهين من حيث العدد ياتي بعد عدد اليهود، و المال العربي المتصهين ، ياتي بعد المال اليهودي ، اما سياسياً فلا بواكي للعرب ، سيناريوهات الاحداث و اختلاق الاحداث و المشاهد ، و اعتباط المشاهد ، تساق على ألعرب سوقاً ، اجزم ان الغالبية الساحقة من الشعب العربي، تدرك تماماً ، معادلتنا التي لا دخل لنا فيها ، في الضياع و التضييع ، و يدرك العرب معادلة المشروع الصهيوني في الإمكان و التمكين .