السيناتور الأمريكي بيرني ساندرز في مرمى الانتقادات بسبب مواقفه “المزدوجة” من الحرب الإسرائيلية على غزة

السيناتور الأمريكي بيرني ساندرز في مرمى الانتقادات بسبب مواقفه “المزدوجة” من الحرب الإسرائيلية على غزة
رائد صالحة
واشنطن- : أثار السيناتور الأمريكي بيرني ساندرز جدلًا واسعًا خلال جولته السياسية “محاربة الأوليغارشية”، التي رافقته فيها البرلمانية التقدمية ألكسندريا أوكاسيو كورتيز، وذلك بسبب تكراره عبارة “لإسرائيل الحق في الدفاع عن نفسها”، في ظل استمرار العدوان الإسرائيلي على قطاع غزة.
ويأتي هذا التصريح في وقت يُنظر فيه إلى الهجوم الإسرائيلي المستمر منذ أشهر على غزة على نطاق واسع بوصفه حرب إبادة جماعية، وفق توصيف منظمات حقوقية دولية وشخصيات سياسية وأكاديمية. وعليه، يرى مراقبون أن تصريحات ساندرز تمثل تبريرًا ضمنيًا لهذه العمليات العسكرية.
صمت في مواجهة المتظاهرين
في إحدى المحطات البارزة من جولته، شهد أحد التجمعات احتجاجات من نشطاء رفعوا علم فلسطين إلى جانب العلم الأمريكي، قبل أن تتدخل الشرطة وتقوم بمصادرة الأعلام وإبعاد المحتجين بالقوة. وقد لزم ساندرز الصمت أثناء الحادثة، واستمر في إلقاء خطابه رغم صيحات الاستهجان التي أطلقها بعض الحضور، وهتافهم لاحقًا “فلسطين حرة”، حسبما لاحظت الكاتبة الأسترالية كايتلين جونستون في مقال نشرته العديد من المنصات التقدمية الأمريكية.
انتقادات انتقائية
طوال السنوات الماضية، دأب ساندرز على انتقاد حكومة بنيامين نتنياهو وسياساتها، خاصة ما يتعلق بالهجمات على المدنيين في غزة، إلا أن انتقاداته ظلت تركز على القيادة السياسية الحالية دون التطرق إلى طبيعة النظام الإسرائيلي نفسه، والذي تصفه منظمات دولية بأنه نظام فصل عنصري.
ويرى معارضو هذا الموقف أن ساندرز يحاول الموازنة بين تيارين داخل الحزب الديمقراطي: أولئك الذين يطالبون بالعدالة لفلسطين، وأولئك الذين يدعمون الاحتلال الإسرائيلي، بمن فيهم مَن يتغاضون عن الانتهاكات الجسيمة لحقوق الإنسان في فلسطين.
رؤية خيالية لإسرائيل
ويصف منتقدون ساندرز بأنه ليبرالي صهيوني، يتمسك برؤية مثالية لدولة إسرائيل كدولة يهودية ديمقراطية تتصرف بعدالة، وهي رؤية يعتبرها منتقدوه وهمية وغير واقعية، مؤكدين أن الوقائع على الأرض، من تهجير واستيطان وقتل ممنهج، تنسف إمكانية تحقيق هذه الرؤية.
كما يتهمه البعض بتبني خطاب مزدوج، إذ يُضفي الشرعية على الدولة الإسرائيلية حين يتعلق الأمر بـ”حق الدفاع عن النفس”، بينما يُلقي باللوم على حكومة نتنياهو فقط عندما يتعلق الأمر بالانتهاكات، وهو ما يرونه تمييعًا للمسؤولية الجماعية للنظام الإسرائيلي.
أجندة ديمقراطية تقليدية؟
يرى مراقبون، ومن بينهم الكاتبة كايتلين جونستون، أن موقف السيناتور بيرني ساندرز لا يخرج عن إطار السياسة التقليدية للحزب الديمقراطي، التي تتبنى في العلن خطابًا تقدميًا، بينما تستمر فعليًا في دعم السياسات العسكرية الأمريكية وحلفائها، وفي مقدمتها إسرائيل. وفي ظل العدوان المستمر على غزة، تتعالى الأصوات داخل الأوساط التقدمية الأمريكية للمطالبة بمراجعة شاملة للسياسة الخارجية، ووقف الدعم غير المشروط لإسرائيل، خاصة مع تزايد التقارير الموثقة عن جرائم حرب وانتهاكات جسيمة للقانون الدولي الإنساني.
“القدس العربي”