
الاحتلال الاسرائيلي يبيع الوهم لان تضخيم التهديدات وخلق الفزاعات يحقق لها المكاسب ويبرر عدوانها.
بقلم مروان سلطان. فلسطين 🇵🇸
22.4.2025
————————————-
شئ ليس بالجديد، لطالما استخدمت اسرائيل اكاذيبها وتضخم ما يمكن ان يسمى تهديدات لامنها ، او وجودها، او جنودها لتبرر ردة فعلها الجنوني بدون اي مبرر. كثير من الشبان الفلسطينين الصغار الذين يعتبروا وفق القوانين انهم اطفال استشهدوا ، بحجة انهم كانوا يهددون حياة الجنود. وكان بامكان الجنود تحيدهم دون استعمال السلاح وحتى ان اطلقت النار عليهم بالامكان اصابتهم في اماكن لا تؤدي لقتلهم. وهذا ما يفسر الاعداد الكبيرة للشهداء والاصابات في قطاع غزة والضفة الغربية . الدافع الذي يحفز على الكتابة هو ما تناقلته مؤخرا وسائل الاعلام على لسان وزير الدفاع السابق غالنت الذي نفى وجود ما يسمى ” نفق فيلدلفيا” الذي تم تسويقه بانه حدث هام تم اكتشافه على الحدود المصرية وقطاع غزة. وكانت وسائل الاعلام الاسرائيليةً قد سوقت تلك الفتحة بعمق متر واحر بانه نفق هجومي بعمق مئات الامتار بهدف اعاقة تحقيق الصفقة لتبادل الرهائن في قطاع غزة، وتبرير احتلال محور فيلادلفيا، وفي الواقع لا يعدو ذلك الا جزءا من نظام الصرف الصحي في قطاع غزة.
هذا الحدث يعتبر احد الامثلة الحية والواقعية التي تكشف سياسة الاحتلال الاسرائيلي في استمرار عدوانها على الشعب الفلسطيني، ويحقق لها دعما اقليميا ودوليا تحت حجة ان اسرائيل تحارب الارهاب والارهابيين.
خلق الفزاعات وتضخيم التهديدات هي سياسة اسرائيلية ذات اهداف تريد ان تحقق العديد من الاهداف، اهمها استخدام القوة المفرطة في الهجوم على تلك الاهداف، كما حدث في العدوان الاسرائيلي على قطاع غزة بعد السابع من اكتوبر 2023، واعتبرت فيه اسرائيل ان ذلك الهجوم الذي مدته ثلاث ساعات هو تهديد وجود ، ولذلك افرطت اسرائيل باستعمال القوة لتحقيق مارب لها واهداف لا يمكن لها ان تحققها دون ذلك الذي اقدمت عليه حركة حماس في الهجوم على غلاف غزة. منذ اللحظة الاولى في الرد على السابع من اكتوبر اعلنت اسرائيل عن شيطنة الفلسطينين، وداعشيتهم، وانهم حيوانات بشرية واظهرت النحيب والبكاء لتعزز عدوانها المفرط على غزة، وحصلت على تاييد كافة الدول التي كان لها دور فاعل في نشاة دول اسرائيل على ارض فلسطين.
في كل مرة ، تريد اسرائيل ان تحقق اهدافا امنية وعسكرية ، تعمل على خلق تلك الفزاعات التي تدعي انها تهدد الوجود لدولة اسرائيل ، ومنها المشروع النووي الايراني ، ناسية ان لديها مخزون نووي عسكري يقدر بما لا يقل على مائتي راس نووي . وهناك اهداف اخرى خلق منها الاحتلال منها فزاعات من اجل تحقيق اهدافها الامنية والعسكرية، ويبرر حربها وسياستها في التجويع، والتعطيش ومنع الدواء عن قطاع غزة.
في مثل عربي بقول ” شوك الخس بإذيهم” بمعنى طالما ان تلك الفزاعات واطلاق التهديدات والتوتر ستبقى سيد الموقف لدى الاحتلال ، اذا لم يعجب الاحتلال المواقف التي لا تروق لهم، وعلى اي صعيد يواجه الاحتلال، لان ذلك يخدم المصالح الاسرائيلية، حتى لو كان مواسير للصرف الصحي التي اعتبرته انفاق عسكرية استراتيجية.