لماذا بوتشيتينو هو الخيار المثالي لتدريب تشلسي؟

لماذا بوتشيتينو هو الخيار المثالي لتدريب تشلسي؟
لندن ـ : اتفقت العديد من المصادر الصحافية البريطانية التي تحظى بمصداقية لا بأس بها، أن مديري تشلسي الكرويين بول وينستانلي ولورنس ستيوارت، عثرا على الرجل المُخلّص، وفي رواية أخرى «العراّب»، الذي يبحث عنه ملاك النادي تود بويلي وبهداد إقبالي، لإنقاذ المشروع الضخم وانتشاله من براثن الضياع بداية من الموسم المقبل، والحديث عن حاكم عدو شمال العاصمة السابق ماوريسيو بوتشيتينو، بعد توقفه عن العمل لمدة عام، تحديدا منذ إقالته من تدريب باريس سان جيرمان عقب نهاية الموسم الماضي، وفي تقريرنا هذا سنستعرض معا الأسباب الجوهرية التي جعلت أصحاب القرار في «ستامفورد بريدج»، يفضلون البوش على باقي المرشحين لخلافة المدرب المؤقت الحالي فرانك لامبارد.
مشروع مفكك
لا يُخفى على أحد، أن الملاك الجدد، جاؤوا إلى معقل الأسود اللندنية، بطموحات وتوقعات تلامس عنان السماء، بإحداث صدمة في عالم كرة القدم، تجلت في الإنفاق الفلكي على الصفقات الجديدة هذا الموسم، لكن بدلا من تحقيق ولو ربع توقعات الإدارة والمشجعين، بتأمين بطولة محلية والقتال على كل الجبهات حتى اللحظات الأخيرة، تفنن الفريق في تحطيم معنويات الجماهير في الحي الغربي، بخروجه المبكر من كل البطولات، والأسوأ من هذا وذاك، التقهقر في جدول ترتيب أندية البريميرليغ، بالتواجد في المرتبة الحادية عشرة، بفارق 20 نقطة عن دائرة المنافسة على المراكز المؤهلة لدوري أبطال أوروبا الموسم المقبل الى ما قبل النهاية بخمس جولات، في ما يعتبره الكثير من النقاد والمتابعين، بمثابة الضريبة المؤلمة، للقرارات المتخبطة التي اتخذت على مدار الموسم، والتي وصلت لحد استبدال منصب المدرب في مناسبتين، بدأت بالإطاحة بعراّب كأس دوري أبطال أوروبا الثانية توماس توخيل بعد شهر من ضربة بداية حملة الموسم الجديد، ثم ببديله غير الموفق غراهام بوتر وتعيين سوبر فرانك، أملا في إنقاذ ما يُمكن إنقاذه في الربع الأخير للموسم، ومع ذلك لم تتحسن الأوضاع، بل بدون مبالغة، لم يتقدم البلوز قيد أنملة إلى الأمام، آخرها السقوط أمام برينتفورد بثنائية نظيفة في قلب «ستامفورد بريدج» منتصف الأسبوع الماضي، في ما كانت الهزيمة الخامسة على التوالي تحت قيادة المدرب المؤقت والاسطورة لامبارد، أو المدرب الثالث هذا الموسم.
خبرة وتوافق رؤى
نتيجة كل ما سبق، يُقال إن أعين النادي اللندني توجهت نحو البوش، باعتباره الشخص المناسب القادر على إعادة ترميم المشروع، بناء على السمعة أو الصورة التي رسمها لنفسه المدرب الارجنتيني في وطن كرة القدم، كمدرب معروف عنه قدرته على تحسين الفرق المتعثرة ومساعدتها على النهوض والعودة أقوى من أي وقت مضى، على غرار ما فعله مع ساوثهامبتون، الذي أخذه إلى آفاق جديدة في حملة 2013-2014، وتبعه باعادة توتنهام إلى الواجهة، بضمان مقعد شبه دائم في دوري أبطال أوروبا، وبشكل تدريجي إلى أن وصل إلى القمة حين قاد الفريق للترشح الى المباراة النهائية للكأس ذات الأذنين في تاريخه عام 2019. وقبل هذا وذاك، نقل فريقه الأسبق إسبانيول من منطقة الهبوط إلى المناطق الدافئة في جدول ترتيب أندية الليغا، غير أنه يتمتع بالشروط أو المعايير التي يبحث عنها بويلي، كمدرب يمكن الاعتماد عليه لسنوات قادمة، تلك الرؤية التي كان يراها في غراهام بوتر، قبل أن يستيقظ على كابوس فشله في تحمل ضغط العمل لناد بحجم تشلسي، وذلك بطبيعة الحال، بحكم تجربة المدرب الأرجنتيني السابقة مع توتنهام، التي أثبت خلالها قدرته على بناء شيء مميز وبطريقة لا تصدق، شريطة الصبر عليه ومنحه الوقت الكافي، لوضع حجر أساس المشروع بالطريقة التي يريدها، ناهيك عن ارتياح صاحب الشأن ورغبته الصادقة في العيش في عاصمة الضباب، بأكثر من اعتراف سابق، بسعادته هو والعائلة بالحياة في لندن، وتطلعه للعمل مرة أخرى هناك.
مهضوم وأرشيفه مضيء
يقول موقع «Goal» في تحقيق خاص عن مزايا البوش ومدى توافقه مع طموحات إدارة البلوز الجديدة، أن أفكاره الحديثة وإستراتيجيته التي ترتكز على كرة القدم الهجومية، تتوافق إلى حد كبير مع أحلام وخطط ملاك النادي، مع وجود نية مسبقة للصبر عليه لمدة موسم أو اثنين، شريطة ظهور بصمته، من خلال إعادة الفريق للمنافسة على الألقاب المحلية بشكل حقيقي، وأيضا محاكاة ما فعله مع توتنهام، بضمان البطاقة المؤهلة لدوري أبطال أوروبا، بعد خيبة أمل الموسم الجاري، بتأكد غياب الفريق عن المشاركة مع كبار القارة العجوز بشكل رسمي، بعد الهزيمة الأخيرة أمام برينتفورد بهدفين نظيفين. وبالإضافة إلى ما سبق، تقول صحيفة «تيلغراف»، إن جماهير النادي تُرحب بوصوله إلى «ستامفورد بريدج»، أملا في إحياء العلاقة بين النادي والمشجعين، كما أبدع من قبل في خلق حالة خاصة مع جماهير السبيرز في تجربته التي امتدت لأكثر من 5 سنوات، والمفاجأة ما تردد عن الترحيب المثير من قبل اللاعبين في غرفة خلع الملابس، لسمعته الطيبة في تحفيز اللاعبين وتطوير مهاراتهم، كمدرب ذاع صيته عن شخصيته التي تجمع بين الحزم والاحترام المتبادل بينه وبين لاعبيه، أو بالأحرى يعرف متى يكون رجلا لطيفا في غرفة خلع الملابس، ومتى يفرض احترامه على الكبير قبل الصغير خارج الخطوط، وهذه جزئية كانت يفتقدها بوتر، الذي كان واضحا، أنه من النوع اللطيف الذي لا يتماشى مع عقلية جيل الآيفون والألفية الجديدة.
كشاف ومضمون
واحدة من أكثر السمات المميزة لنجاح المدرب الخمسيني مع السبيرز، كانت تكمن في تطوير المواهب الشابة والجواهر الخام، حتى عشاق توتنهام يتذكرون ما فعله مع القائد الهداف هاري كاين، بتحويله من لاعب متمرس على الإعارة، إلى ذاك السفاح الذي تحول إلى الأسطورة في العقد المنقضي، حتى شريكه الكوري الجنوبي هيونغ مين سون، أتى به، كلاعب شاب قابل للانفجار بعمر 23 عاما، قبل أن يشق طريقه ويحقق ما فاق توقعات وأحلام الرئيس دانيال ليفي، بخلاف استفادته من ديلي آلي في بدايته الواعدة، وآخرين من الشباب تحولوا إلى عناصر أساسية مع الوقت أمثال داني روز وهاري وينكس ورايان مايسون، وهذا ما يتمناه البلوز ويريده من البوش في تجربته مع الفريق، بإعادة اكتشاف أو إحياء نجوم المستقبل أمثال مايسون ماونت وكونور غالاغر والبقية، ولو أن هذا الأمر سيتطلب تضحيات كبيرة، بالتخلي عن عدد لا بأس به من الصفقات الجديدة، لتجنب ما حدث مع بوتشيتينو في تجربته الأخيرة مع باريس سان جيرمان، حيث واجه صعوبات بالغة في التعامل مع هذا الكم الهائل من النجوم واللاعبين المدللين، وقبل أي شيء، يظل الاختيار الأنسب في قائمة المدربين المتاحين في الوقت الراهن، بعد تردد أنباء انهيار المفاوضات مع الخبير الإسباني لويس إنريكي، بجانب علامات الاستفهام التي وضعها أصحاب القرار على المدرب الألماني يوليان ناغلسمان، بسبب إقالته المفاجئة من تدريب بايرن ميونيخ، وما تبعها من أنباء عن توتر علاقته باللاعبين، الأمر الذي تعاملت معه إدارة النادي على أنه علامة تحذير لاحتمال أن يكون المدرب الثلاثيني أكثر تقلبا في «ستامفورد بريدج»، في الوقت الذي يبحث فيه النادي عن الاستقرار الفني لسنوات قادمة، فهل تصدق التوقعات ونشاهد البوش مدربا لأسود غرب لندن في الموسم الجديد؟ وهل باعتقادك عزيزي القارئ أنه الخيار المثالي لفخر لندن؟
«القدس العربي»