عربي دولي

الوصاية السعودية في زواريب بعلبك أيضاً: التحالف مع حزب الله ممنوع!

الوصاية السعودية في زواريب بعلبك أيضاً: التحالف مع حزب الله ممنوع!

لم تنجح كل المحاولات لضم القوى الحزبيّة السنيّة في بعلبك إلى تحالفٍ مع حزب الله وحركة أمل وحلفائهما، في ظل تدخل سعودي في زواريب بعلبك رفع الفيتو على المشاركة السنية في هذا الائتلاف، ما أربك المعنيين في المدينة الذين كان معظمهم يُريدون الدّخول في اللائحة قبل أن يعلنوا الانسحاب واحداً تلو آخر.

خروج القوى السياسية السنيّة من عملية التشكيل، دفع حزب الله إلى التأنّي في تسمية سبعة مرشحين غير محسوبين عليه، ويُعتبرون «صقوراً» في بيئتهم.

وأكّد مسؤولوه للمرشحين السبعة «أننا لا نريد مرشحين بل نريد شركاء، ولا نريدكم ضعفاء في بيئتكم، ولا سلخكم عن طائفتكم، بل افعلوا ما يفيدكم حتّى ولو كان يضرّنا».

هذا الحديث المتناقل في بعلبك يُظهر حماسة الحزب للتوافق، وهو الذي فتح خطوط التواصل مع تيار المستقبل وكاد أن يتفق معه على لائحة ائتلافية قبل أن يعزف الرئيس سعد الحريري عن خوض المعركة.

كما عرض على حسين صلح الملقب بـ«أبو نضال»، والذي يُعرف عنه معارضته السياسية لحزب الله ويُعد «عراب» اللائحة المواجهة، التحالف والمشاركة في تسمية المرشحين السنة والشيعة والمسيحي، إلا أنّ الأخير رفض الأمر مفضلاً الذهاب إلى «تنافس ديموقراطي».

دخول المفتي وانسحابه

وعلى قاعدة الوفاق أيضاً، زار مسؤول منطقة البقاع في حزب الله حسين النمر أخيراً مفتي بعلبك – الهرمل الشيخ بكر الرفاعي، في حضور النائب ينال صلح ورئيس بلدية بعلبك مصطفى الشل، وشدّد أمامه على أن «يدنا ممدودة للجميع للوصول إلى لائحة وفاقيّة».

وخرج الوفد بأجواء إيجابية بعد الاتفاق مع الرفاعي على تسمية 3 مرشحين سنة، من بينهم الشل نائباً للرئيس (علماً أن مسؤولي الحزب كانوا يفضّلون تسمية مرشح جديد)، واعداً باستكمال التسميات خلال أيام.

تبنّى ثنائي حزب الله وأمل ترشيحات سنية لا تدور في فلكه

غير أنه تراجع عن الاتفاق أثناء سفره إلى السعودية لأداء العمرة، وأبلغ المفاوضين أنّه يقف على الحياد بالتوازي مع موقف تيار «المستقبل»، مزكياً ترشيح محمود بيان. إلا أنه بعد عودته من الخارج، عاد الرفاعي إلى طاولة التفاوض، واعترض على تسمية الشل باعتباره من حصة «حزب البعث العربي الاشتراكي»، وكذلك على ترشيح أحد المجنّسين (إبراهيم عجم) الذي رافقه في زيارة العُمرة باعتباره محسوباً على الأمين العام لـ«البعث» علي حجازي.

ومرة أخرى، عاد الرفاعي وأسقط اعتراضه على ترشيح الشل وتبنى مرشحاً من المجنسين (من عائلة زين الدين) ليصطدم بعائلات العرب المجنسين الذين أصرّوا على عجم. علماً أن المجنسين الذين يُشارك أكثر من 800 ناخب منهم من أصل 1200، منخرطون في النسيج الاجتماعي البعلبكي ويقيم قسم كبير منهم في المدينة، وتحديداً في عدوس والنعنعية.

وبالتالي، انتهى التواصل مع الرفاعي من دون تفاهم بين الطرفين، بعدما وصلت الأمور إلى تسمية الرفاعي للمرشحين السنة السبعة وحضور حفل إعلان اللائحة. إذ تنقل مصادر أن المفتي غير قادر على هذا «الحِمل».

… «المشاريع» أيضاً

في الخلاصة، انسحب الرفاعي مبلغاً المفاوضين بانسحاب «جمعية المشاريع الخيريّة الإسلامية» أيضاً. إلا أن الأخيرة أشارت إلى أنّ المفتي غير مفوّض بالحديث باسمها، ووعدت بالعودة إلى المفاوضات.

علماً أن الجمعية التي تعد قاعدتها الشعبية الأساسيّة في المدينة من «الرفاعيين»، عارضت منذ البداية وجود مرشحها يونس الرفاعي في لائحة واحدة إلى جانب مرشح حركة «أمل» مالك جعفر، بسبب إشكالات دمويّة سابقة بين العائلتين. وبالتالي، امتنعت «المشاريع» عن حسم خيارها ورمت الكرة في ملعب رئيس مجلس النواب نبيه بري الذي كلف حزب الله متابعة الموضوع، من دون أن يصل الطرفان إلى نتيجة.

لكن، في المقابل، يلفت متابعون إلى أن تقارب «المشاريع» أخيراً مع السعودية يحتّم عليها الابتعاد عن التحالف من حزب الله، ما يؤكّد أنّ انسحابها من اللائحة كان بدوافع سياسيّة لعدم استفزاز الرياض، متذرعة بالمشكلة العائليّة خصوصاً أنّ الأزمة كانت مع آل جعفر من الهرمل وليس من بعلبك، كما إن آل جعفر في بعلبك سلّموا أحد الجُناة تمهيداً للمصالحة الشاملة التي لم تحصل.

وأمام العوائق التي اعتبر المتابعون أن سببها الأساسي «الفيتو» السعودي ضد التحالف مع حزب الله، أنهى الحزب وحركة أمل وحلفاؤهم تشكيل اللائحة المؤلفة من 21 عضواً (تتوزع الحصص تقليديّاً بين 13 للحزب من بينهم حصّة لحزب البعث، و8 لحركة أمل مع الحزب السوري القومي الاجتماعي)، مركزين على الكفاءة والمستوى التعليمي للمرشحين للرئاسة ومعظم الأعضاء إضافةً إلى الفئة العمرية، مع مراعاة العرف العائلي، لتكون الرئاسة مناصفةً بين عائلة الطفيلي (أحمد الطفيلي) وعائلة مرتضى (علي هاشم مرتضى).

كما وقع الاختيار على المرشح المسيحي رافي بلكيجيان من حصة «الحزب السوري القومي الاجتماعي» – مجموعة أسعد حردان بعد استقالة ممثل التيار الوطني الحر في المجلس، وعدم الاتفاق مع «التيار» على مرشّح جديد. فيما تم تبني ترشيح عن الحصة السنية كل من: ربيع الرفاعي (نائباً للرئيس)، عبد الرحيم شلحة، محمد مهدي الشياح، مصطفى الشل، محمود بيان، إبراهيم عجم، وخالد صلح.

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى

Thumbnails managed by ThumbPress

جميع الآراء المنشورة تعبر عن رأي كتابها ولا تعبر بالضرورة عن رأي صحيفة منتدى القوميين العرب