تحقيقات وتقارير

“الضفة الغربية تحت الضغط المتصاعد”

تقرير: “الضفة الغربية تحت الضغط المتصاعد”

“الأسوشيتدبرس”

“منذ 7 أكتوبر 2023 قتلت إسرائيل نحو 182 طفلاً دون سن 18 عامًا في الضفة الغربية تقول إسرائيل إن بعضهم رشق جنودًا بالحجارة بينما تتهم منظمات حقوقية الجيش باستخدام القوة المفرطة”.

“بعد الهجوم المسلح الذي قادته حركة “حماس” على جنوب إسرائيل في السابع من أكتوبر/تشرين أول عام 2023، والذي أشعل فتيل الحرب المدمرة في قطاع غزة، بات الفلسطينيون في الضفة الغربية المحتلة يعيشون واقعًا مأساويًا جديدًا، وبينما ينصب تركيز العالم الآن على غزة، ازدادت وتيرة العمليات العسكرية الإسرائيلية في الضفة الغربية من حيث الحجم والتواتر والكثافة”، هذا ما يستهل به تقرير لوكالة “الأسوشيتدبرس” نُشر مؤخرًا.

 

الجيش الإسرائيلي، يتابع التقرير، “أطلق حملة عسكرية مكثفة لمواجهة ما يصفه بأنه ‘تهديد مسلح متزايد’، كما ويقدّم “نظرة على الوضع الراهن” في الضفة الغربية استنادًا إلى بيانات جمعها مكتب الأمم المتحدة لتنسيق الشؤون الإنسانية (أوتشا) ومنظمة (السلام الآن) الإسرائيلية المناهضة للاستيطان.

ويوضّح أنه “منذ نشوب الحرب في غزة، قتل عدد كبير من الفلسطينيين برصاص الجيش الإسرائيلي في الضفة خلال مداهمات عسكرية في قرى وبلدات. إسرائيل تزعم أن هذه العمليات العسكرية ضرورية للقضاء على التشدد في المنطقة. بعض القتلى الفلسطينيين كانوا مسلحين قضوا في اشتباكات أو شبانًا رشقوا القوات بالحجارة أو القنابل الحارقة. لكن السلطات الفلسطينية ومنظمات حقوقية تقول إن عشرات المدنيين، غير المنخرطين في المواجهات، سقطوا برصاص الجيش الإسرائيلي”.

وينقل التقرير عن وزارة الصحة الفلسطينية أنه “منذ هجوم السابع من أكتوبر/ تشرين أول 2023، قتل نحو 182 طفلاً دون سن 18 عامًا في الضفة الغربية، تقول إسرائيل إن بعضهم رشق جنودًا بالحجارة، بينما تتهم منظمات حقوقية الجيش باستخدام القوة المفرطة”.

المخيمات تحت النار

“تنفذ إسرائيل هجومًا واسع النطاق على أربعة مخيمات رئيسية للاجئين الفلسطينيين شمالي الضفة الغربية. وهذه المداهمات أدت لنزوح 40 ألف فلسطيني من منازلهم. ويلجأ كثيرون منهم الآن إلى منازل أقاربهم في قرى وبلدات مجاورة، بينما يتراكم على آخرين ديون استئجار شققهم السكنية التي غادروها”.

وفي هذا السياق، ينقل التقرير عن مسؤولين إسرائيليين (بلا تسميتهم) قولهم إنهم “لن يسمحوا للنازحين بالعودة لمدة عام على الأقل”.

هدم وتخريب

“القوات الإسرائيلية جرّفت طرقًا ودمرت بنى تحتية وهدمت مئات المنازل في المنطقة. تقول إسرائيل إنها تفكك بنى تحتية إرهابية، لكنها دمرت منازل مملوكة لمدنيين فلسطينيين كذلك”، يوضّح التقرير.

وفي تصعيد آخر، يتابع، “استأنف الجيش الإسرائيلي تكتيكات كان نادرًا ما يستخدمها بالضفة الغربية في الماضي؛ ومن بينها شن غارات بطائرات مسيرة على مناطق مكتظة بالسكان. كما تصاعدت هجمات المستوطنين التي أسفرت عن سقوط قتلى وجرحى فلسطينيين في أعقاب السابع من أكتوبر/ تشرين أول. كما يشيد المستوطنون – بتشجيع من الحكومة الإسرائيلية المؤيدة للاستيطان – بؤرًا استيطانية جديدة غير مرخصة على قمم تلال مجاورة”.

ويضيف أن “إسرائيل تعلن أنها تعارض عنف المستوطنين، بينما يقول الفلسطينيون إن الجيش الإسرائيلي لا يبذل جهودًا كافية لحمايتهم من الهجمات التي تأتي ضمن محاولة ممنهجة لطردهم من أراضيهم”.

“بؤر استيطانية تتحول إلى مستوطنات”

“لقد شيد مستوطنون نحو 80 بؤرة استيطانية جديدة منذ بدء الحرب على غزة. وتقول منظمات حقوقية إن هذه البؤر الاستيطانية هي المحرك الرئيسي للعنف ضد الفلسطينيين. تتغاضى إسرائيل، بل وتشجع، عن عمليات استيلاء صغيرة غير قانونية على أراض يمتلكها فلسطينيون”.

أدت هذه العملية المستمرة منذ سنوات إلى تحويل العديد من البؤر الاستيطانية إلى “مستوطنات مرخصة”، يوضح التقرير، ويضيف أن ذلك “يأتي في إطار سعي إسرائيل لترسيخ قبضتها على المنطقة والحيلولة دون تأسيس دولة فلسطينية”. وأن الحكومة الإسرائيلية، التي يهيمن عليها قادة استيطانيون وأنصارهم، شيدت 13 مستوطنة جديدة منذ بدء الحرب، خمس منها على الأقل كانت بؤرًا استيطانية في الأصل. وبذلك، يرتفع العدد الإجمالي للمستوطنات في الضفة إلى 140. ولا يعترف معظم المجتمع الدولي بهذه المستوطنات ويعتبرها غير قانونية على الرغم من دعم الرئيس الأميركي، دونالد ترامب، لها”.

“إعاقة حركة الفلسطينيين”

“ووسط هذه المستجدات، ازداد صعوبة التنقل بين البلدات والمدن الفلسطينية، حيث أقام الجيش الإسرائيلي عدة نقاط تفتيش جديدة في الضفة، ما ساهم في زيادة تقسيم المنطقة وباتت إسرائيل قادرة على إغلاقها في أي لحظة”.

ويتابع: “بدأت المعابر، التي كانت مفتوحة على مدار الساعة، تغلق خلال ساعات الذروة الصباحية والمسائية، ما شل حياة مئات الآلاف من الفلسطينيين وجعلهم ينتظرون ساعات طويلة يوميًا للوصول إلى وجهاتهم. ومع استمرار الحرب في غزة وتفاقم الأوضاع الإنسانية في الضفة الغربية، يقول الفلسطينيون إن حياتهم تزداد صعوبة”، تختم “الأسوشيتدبرس” تقريرها المرفق كذلك بمقطع صوتي (بالإنجليزية) لمراسلتها في الضفة الغربية، جوليا فرانكل.

 

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى

Thumbnails managed by ThumbPress

جميع الآراء المنشورة تعبر عن رأي كتابها ولا تعبر بالضرورة عن رأي صحيفة منتدى القوميين العرب