
في ذكرى ميلاد بطل
بقلم الدكتور غالب الفريجات
صدام حسين رمز وطني وقومي يملك مشروعا تحرريا، مشروع معاد للامبربالية والصهيونية وهو يسعى لبناء امة فقدت حقها في الوحدة بحكم التجزئة ، وحقها في التنمية بحكم الإستغلال ، وحقها في النهوض بحكم الاستبداد الداخلي ، ولهذا كانت أهداف الأمة في الوحدة والحرية والإشتراكية ، وشعارها في أمة عربية واحده ذات رسالة خالدة
لو لم يكن صدام حسين صاحب مشروع ورسالة في وطننا العربي لما تكالبت عليه كل هذه القوى المعادية ،العداء كان واضحا لمشروع امة يحمل لواءه صدام حسين .
صدام حسين كان في مشروعه القومي صاحب رسالة تجاوزت الحدود الجغرافية للوطن العراقي إلى حدود الأمة من الماء الى الماء ، ولهذا كان العراق مفتوحا على الأمة ، ولأبناء الامة حصة كبيرة في القدر العراقي .
مشروع صدام حسين اثار عداء الكثيرين من الإمبرياليين، والصهاينة ، والشعوبيين ، والرجعيين، والمتاجرين بالمبادئ من اليمين المغموس بالطائفية المقيتة ، واليسار الطفولي الذي حول كعبته من موسكو الى واشنطن ، واصبح دينه الدولار القادم من السفارات الامريكية،ومؤسسة المخابرات المركزية .
ولان صدام صاحب مشروع فقد وضع يده على الثروة الوطنية ، وكان مهندس عملية التأميم في كل مراحلها ، ولأنه امتلك الثروة ،فقد وضع مشروع تأسيس التنمية المادية في جوانبها الزراعية والصناعية إلى جانب الثروة النفطية ،وفي التنمية البشرية في الاستثمار في الانسان ،فكان اعظم مشروع لمحو الأمية في العالم ،واعظم تاهيل للانسان في المجالات كافة ،والتخصصات العلمية ،حتى اصبح العراق
يتهيأ الخروج من دائرة العالم الثالث ،
المشروع الذي بنى صرحه صدام حسين كان يحتاج لقوة حتى تحميه ،فكان الجيش العراقي والقوى العسكرية وقوى التصنيع العسكري ومؤسساتها ،وعندما اخذت ملامح تكامل المشروع قد لفتت اعداء الامة حركوا الجيب العميل ،وقوى الردة من اليسار الطفولي ، جيء بالخميني تحت شعارات الثورة الديماغوجية الشعوبية المعادية للعروبة والاسلام ، وتلا ذلك تحرك تآمر دويلات الكاز ومحطات البنزين وعدوانية الحصار الجائر ، وبعد فشل كل هذه المحاولات العدوانية ما كان من الامبريالية الامريكيه مدفوعة من الصهيونية العالمية إلا تجييش القوى العالمية للعدوان وغزو العراق واحتلاله ..
صاحب المشروع الوطني ليس من السهل التخلي عنه ،فلم يكن صدام رجلا عاديا ولم يكن رئيس جمهورية ،فقد كان قائدا خاض معارك النضال في شتى خنادقه النضالية ،وقد بز الجميع في كل هذه الخنادق حتى تحول الى رمز لكل رفاقه ومريديه ، ولو لم تكن كل هذه المواقف النضالية التي شاهدها العالم في المحكمة الهزلية ، ولو لم يكن كذلك لسهل على الامريكان مساومته إلا أنه هو صاحب المشروع والرسالة يعي انه يرسم طريقا لرفاقه وابناء شعبه وامته .
نعم صدام كان صاحب مشروع ورساله ،و سيبقى مشروعه مشرعا وخالدا مع خلود هذه الامة ،امة الحق والوعد والرسالة ،وسيبقى مشروع بعث الامة برسالتها وحضارتها ديدن كل ابنائها الشرفاء ،ممن نهلوا من نبع هذه الامة ،وشربوا من حليب صدور امهاتهم الطاهرات من ماجدات العراق وماجدات هذه الامة .
من يظن ان مشروع صدام ورسالته قد اتى عليهما الغزو والاحتلال فهو واهم او غبي ، لان ما اتى عليه الغزو والعدوان الجانب المادي الذي لا يساوي شيئا مع الجانب الروحي والمعنوي والنفسي الذي جاءت به المقاومة بعد العدوان ، والتي اخذت المشروع والرسالة الى فضاء ارحب تجاوزت فضاءات العراق الامة الى الانسانية في مواجهة كل شرور العدوان من امبريالية وصهيونية وشعوبية ، فهي في الخندق الامامي للدفاع عن البشرية جمعاء وتطلعاتها للإنعتاق من شرور هؤلاء الشياطين .
سيسجل التاريخ لصدام حسين شجاعته واقدامه في مواجهة شياطين الارض ،كما سيسجل له شرف الاعداد المسبق مواجهة الغزاة ،لانه كان حريصا على احتضان مشروعه من عبث المجرمين ،ومن حقد المنآمربن ، ومن هنا كانت صوابيته في الاستعداد للمواجهة و المقاومة لانه كان على ايمان راسخ بان النصر لا يصنعه إلا الشجعان ،وقد خلق للشجاعة في كل مراحل حياته ، ومن يدقق في كل مواجهات العراق منذ نهاية ستينيات القرن الماضي فانه يلمح إن الشجاعة كانت هي الفيصل في كل معارك المواجهة ،لان المشروع والرسالة تحتاجان الى رجال يملكون الشجاعة بين ايديهم .
في ذكرى مولد صدام شآبيب الرحمة على روحه الطاهرة ، رمز من رموز هذه الامة العظيمة التي تطمح ان يكون لها موقعا تحت الشمس ، امة حباها الله باعظم رسالاته ،الرسالة الخالدة رسالة البعث العظيم