باسيل يرد على فرنجية: لا يهددنا أحد بمعادلة أنا أو الفوضى والتسوية العرجاء ستسقط

باسيل يرد على فرنجية: لا يهددنا أحد بمعادلة أنا أو الفوضى والتسوية العرجاء ستسقط
سعد الياس
بيروت-
بعد ساعات على انتهاء زيارة وزير الخارجية الإيرانية حسين أمير عبد اللهيان إلى بيروت، لاحظ البعض تغيّر نبرة حزب الله في الحديث عن الاستحقاق الرئاسي. فبعد تخيير نائب أمين عام حزب الله الشيخ نعيم قاسم الفريق الاخر بين سليمان فرنجية أو الفراغ، أعرب رئيس “كتلة الوفاء للمقاومة” النائب محمد رعد عن جهوزية الحزب للتفاهم وتقديم تنازلات، قائلاً “لا سبيل لإنجاز الاستحقاق الرئاسي الا بتفاهم الجميع”، مشيراً إلى “أن الحزب دعم مرشحاً للرئاسة لكنه لم يغلق الأبواب، بل دعا الآخرين وحثهم من أجل أن يطرحوا مرشحهم، وعندها يتم التباحث بين الطرفين”.
وخلص رعد إلى “أن التفكير السليم يقتضي التفاهم، والتفاهم يحتاج إلى تنازلات”.
ماذا قصد رعد بجهوزية حزب الله للتفاهم وتقديم تنازلات؟
وقد سأل البعض إن كانت انعكاسات الاتفاق السعودي الإيراني بدأت بالظهور أو أن حديث رعد لا يمكن البناء عليه للدلالة على أن حزب الله لم يعد متمسكاً بترشيح رئيس “تيار المردة” سليمان فرنجية.
وفي موقف لافت من الانتخابات الرئاسية، أطلّ رئيس التيار الوطني الحر النائب جبران باسيل من مدينة جزين ليطالب “برئيس جمهورية يمثل الشراكة الفعلية بالحكم، رئيس قوي لا ضعيف، قوي بشخصه لكن الأهم قوي بدعم الناس له والكتل النيابية الممثلة للناس”
وقال باسيل “إذا هذا الشخص غير متوفر بتمثيله الذاتي، يمكن الاستعاضة عنه بشرعية نيابية داعمة له. من هنا مسؤوليتنا الاتفاق على شخص. وكمسيحيين علينا مسؤولية تاريخية كبيرة، أن نتفق، حتى لا نبرر لا للداخل ولا للخارج أن يفرض علينا رئيساً، فطالما لم نتفق مع بعضنا على تقديم المرشحين المناسبين لتطلعاتنا، وطالما يعجز أي واحد منا عن الوصول لوحده، مسؤوليتنا هي أن نتفق مع بعضنا، بعيداً عن كل الحجج والأكاذيب والأنانيات”.
وأضاف “نحن كتيار صرنا موافقين على أكثر من شخص، والمتعاطون بالملف يعرفون الأسماء، ولكن لا نعلن أو نتبنى أسماء، لأننا جديون بالوصول لتفاهم، ولسنا داخلين بلعبة حرق الأسماء والتسلية بها. نريد طرح أسماء نتفق عليها مسيحياً بدرجة أولى ووطنياً بدرجة ثانية، لنقول لا تفرضوا علينا خياراً غير خيارنا. ولكن طالما موقفنا هو فقط سلبي برفض أسماء، نبقى مقصّرين وعاجزين ومسؤولين عن جزء من الأزمة، وعلينا أخذ موقف إيجابي بالاتفاق على مرشح ومحاولة اقناع الآخرين به، وإذا لا، فالنزول إلى المجلس النيابي بمرشح يمكنه أن ينجح ويعبر عن خيارنا”.
وتابع باسيل: “نحن نريد رئيس جمهورية يمثل طموح اللبنانيين في بناء الدولة، ونضالنا للشراكة في حكم متوازن ولن نغطي أي كسر لإرادة اللبنانيين ولا أي تهميش لإرادة المسيحيين. ومن يهددنا أن يمر قطار التسوية من دوننا، فنحن لا نخاف من أن نكون خارجها لأنها ستكون عرجاء وستسقط. لا تعيدوا تجارب الماضي الفاشلة بال 1990 وبال 2005”.
وغمز باسيل من قناة رئيس مجلس النواب نبيه بري ورئيس حزب القوات اللبنانية سمير جعجع قائلاً “الأطرف من يهددنا أو يحكينا بالخارج من الجهتين. مختلفون على اسم الرئيس، ولكن نتفق أن الخارج يحدده. واحد يحكي باسم الغرب (فرنسا)، والثاني باسم الشرق (السعودية)، ويتكلمون في الإعلام على المفضوح، ولكن الأدوار معكوسة تاريخياً: الأول يقول في الإعلام سيتفقون على مرشحي، والثاني يجاوبه في الإعلام أنّهم لن يتفقوا على مرشحك، وسيادة”.
وقال في إشارة إلى المرشح فرنجية “لا أحد يهددنا بمعادلة (أنا أو الفوضى)، ويعتقد أنه يقدر أن يفرضها”، وتوجّه إلى الرئيس السابق ميشال عون قائلا: “وقتها كل العالم لم يقدر أن يفرضها عليك جنرال. وأوقفتها باللا ووقوف الناس معك. لا أحد يعظنا عن التعلّم من الماضي، لأن هو من عليه أن يتعلم ولا يتصرف بدونية، ويقبل بأي تسوية فقط لأنها تأتي به ولو على حساب بيئته ومجتمعه ووطنه. لا أحدا يفكّر بحلف ثلاثي جديد طابعه مذهبي طائفي، بل الانطلاق منه للتأكيد على الشراكة ضمن الوحدة، القوة ضمن الوحدة وليس الضعف ضمن الوحدة ولا طبعاً الضعف بالانقسام. ولا أحد يفكّر بتحالف رباعي جديد لأن نهايته متل الذي قبله. ولا أحد يراهن على تسويات خارجية إذ مهما كانت قوتها، لا تستمر فعاليتها إذا لم تكن محصنة ومغطاة بتوافق داخلي، ومن جرّب الإقصاء ويريد أن يرجع ليجربه، نهايته وخيمة”.
القدس العربي