الصحافه

حكومة طوارئ برئاسة غانتس.. ما رأي نتنياهو وائتلافه؟

حكومة طوارئ برئاسة غانتس.. ما رأي نتنياهو وائتلافه؟

إسرائيل اليوم أقوى مما كانت عليه، فالناتج القومي الخام عندنا يفوق الذي في ألمانيا وفرنسا وبريطانيا. لنا اتفاقات سلام مع ست دول عربية – وسلام فعلي مع معظم العالم العربي. التعليم العالي والعلم والتكنولوجيا والغاز الطبيعي تجعلنا قوة إقليمية عظمى، وتضعنا في الصدارة العالمية. في الوقت نفسه، ننجب أطفالاً أكثر من أي دولة أخرى في الـ OECD. ونحن الشعب الرابع الأكثر سعادة في العالم. الحلم الصهيوني تحقق. تحت البركان بنينا وزرعنا وقاتلنا ونجونا وازدهرنا. في صحراء من الطغيان زرعنا واحة صحراء من الحرية. هناك سبب وجيه جداً للشعور بالفخر. انتصرنا. ضد كل الاحتمالات، بنينا وطناً لشعب عديم الوطن.

مع ذلك، إسرائيل هشة أكثر من أي وقت مضى. فسيطرة المتزمتين على الحكومة تؤدي إلى العمل بشكل غير عقلاني، وتمس بمصالح قومية حيوية، وتضعضع الأمن القومي. محاولة إحداث انقلاب نظامي تمزق الشعب إرباً، وتخلق صدعاً إسرائيلياً غير مسبوق. وفي الوقت نفسه، تقف إيران على شفا التحول النووي، ويكتسب “حزب الله” قدرات فتاكة، وحماس تتعاظم. يتعاظم الاحتمال باشتعال معركة متعددة الجبهات تضع إسرائيل أمام خطر رهيب.

ثمة شعاع أمل في ظل هذه الصورة القاتمة: الاحتجاج وبني غانتس. الاحتجاج مشجع كونه يشهد على استيقاظ إسرائيل الديمقراطية وعلى استعداده للتجند والعمل على إنقاذ الوطن. غانتس مشجع كونه يعرض زعامة رسمية وغير فئوية، موحدة وليس مقسمةـ مسؤولة وليست سائبة. قوة الاحتجاج من جهة وصعود غانتس من جهة أخرى هما الآن عمودا الأمل الإسرائيلي.

لكن الأمل المبسط ليس كافياً. فتدمير المنظومات الرسمية يتفاقم من شهر إلى آخر. السم المستشري في شبكة شرايين المجتمع الإسرائيلي يتعاظم من أسبوع إلى أسبوع. وعليه، فمن الواجب الربط بسرعة بين القوتين الحيويتين اللتين رفعتهما إسرائيل من داخلها في الأشهر الأخيرة. ينبغي العمل على أن تكون النتيجة السياسية الفورية للاحتجاج هي حكومة وحدة برئاسة غانتس.

كيف نعمل هذا؟ بسيط جداً؛ يتصرف يئير لبيد بنبل (مثلما فعل في الماضي) ويعلن بأنه سيؤيد إقامة حكومة طوارئ يقف خصمه على رأسها. وهكذا يفعل أيضاً افيغدور ليبرمان، وميراف ميخائيلي، ومنصور عباس. بالمقابل، يعلن غانتس بأنه في إثر وضع الطوارئ الذي علقت فيه إسرائيل، مستعد لإقامة حكومة صهيونية واسعة ومستقرة. حزبا “الصهيونية الدينية” و”قوة يهودية” يبقيان خارج الائتلاف الجديد. ويدعى بنيامين نتنياهو لتحقيق التزامه السابق ليكون رئيس الوزراء البديل. أما “الليكود” و”شاس” فيوعدان بأن يحفظ لهما بنصف المقاعد حول طاولة الحكومة في ضوء انتصارهما في الانتخابات الأخيرة.

هل يبدو هذا خيالياً؟ التفكير في أن يكون إيتمار بن غفير وزيراً كبيراً كان يبدو خيالياً قبل سنة. وعلى سبيل الفرق، فإن التفكير أيضاً في أن مئات الآلاف سيتظاهرون هنا بشكل متواصل ومصمم على مدى أربعة أشهر كان يبدو خيالياً قبل نصف سنة. في الأوضاع المتطرفة، المطلوب حلول متطرفة، ومن المطلوب أيضاً نهج شجاع وإبداعي ومنقذ للحياة في أيام الخطر على الحياة.

إن تبني فكرة حكومة الطوارئ برئاسة غانتس هو بمثابة انتصار للجميع. إذا رفض نتنياهو والليكود الفكرة تماماً، فسيضم الاحتجاج عموم إسرائيل وسيؤدي إلى انهيار سريع لحكومتهما. لكن إذا ما استمعا إلى مطلب الأغلبية الإسرائيلية وأخذا بها، فسينتهي كابوس حكومة المتزمتين من العالم.

آري شافيت

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى

Thumbnails managed by ThumbPress

جميع الآراء المنشورة تعبر عن رأي كتابها ولا تعبر بالضرورة عن رأي صحيفة منتدى القوميين العرب