صُراخ المُتقاعد المغربيّ..
صُراخ المُتقاعد المغربيّ..
علي او عمو.
كاتب من المغرب.
تعقد الحكومة اجتماعات مع النقابات تتدارس فيها قضايا و ملفات العمال حوارات اجتماعيّة مرتونية
دون جدوى ما فائدة مفاوضات غفلت المتقاعدين فئة مهمشة تعاني الويلات في صمت أمام غلاء
الأسعار وصعوبة المعيشة
تَقهْقرَ المتقاعدون إلى طبقة الفقراء
قد جُمِّدت رواتب معاشاتهم طويلا
أصمّت الحكومة آذانها عن القضية
هذه الشريحة المُفقَّرة تريد الزيادة
الزيادة في معاشاتها الجدّ الهزيلة
انتظار أكثر من عشرين سنة كثير
ما بك يا دولة المغرب لا تكادين تبالين
أناس مواطنون مقهورون محرومون
لا يقوَوْن على العيش في خضمّ الغلاء
رجال و نساء أفنوا العمر في العمل
جدّوا و كدّوا من أجل خدمة هذا البلد
في نهاية المطاف وُضعوا في العراء
لا رؤوف و لا رحيم بين المسؤولين
ألا يعترفوا هؤلاء بجميل البواسل
قد نادى البواسل مُطالبين بالحقوق
الحقوق المشروعة يكفلها القانون
لا أحد يسمع الصراخ يا مهمومون
يتبجّحون بإرساء دولة الحق كذباً
دولة الحقّ تقتضي خلق المساواة
طبقة تعيش في أرقى درجة الحياة
و طائفة واسعة تتكبّد عناء العيْشة
يا معشر المتقاعدين هبّوا للنضال
ارفعوا أصواتكم طلباً للحق المهضوم
لا تنتظروا من النقابات إلّا الثرثرة
فهي خاضعة لا شك لأوامر الحكومة
و ما في علمها أن المتقاعد فَطِن واعٍ
يعلم ما يجري في كواليس الحكومة
دهاليز مظلمة تُحاك فيها المسائل
يا أيها المتقاعد قد داسوا كرامتك
ماذا تنتظر ممن لم يعترف بالجميل
يقولون عن بناء الدولة الاجتماعية
قولهم و الله لا أساس له في الواقع
الدولة الاجتماعية توفير الخدمات
إنصاف و عدل و حرية و رخاء عيش
يضحك المسؤولون دوماً على الدُّقون
لا خيرَ في دولة لا ترعى مواطنيها
مسؤولون عُميان البصيرة لا يفقهون
لا يسعوْن سوى لتحقيق المنافع الخاصة
لا تَهمُّهم مصالح من كافح و ناضل
فللمتقاعد أقول إنّك من خيْرة القوم
فالاستهزاء من ذوي السلطة لن يَدومَ
سوف يأتي قريبا يوم فيه ستنتصر
و سينتهي لا ريْبَ كيد العابثين إلى الأبد
