الصحافه

لوبي داعم لإسرائيل في بريطانيا: حصار غزة يسهم في محاربة السمنة

لوبي داعم لإسرائيل في بريطانيا: حصار غزة يسهم في محاربة السمنة

إبراهيم درويش

نشرت صحيفة “الغارديان” تقريرًا أعده مراسل الشؤون القانونية هارون صديقي، قال فيه إن جماعة لوبي مؤيدة لإسرائيل تطلق على نفسها “محامون بريطانيون من أجل إسرائيل”، ومقرّها بريطانيا، اقترحت أن تجويع سكان غزة هو وسيلة للقضاء على السمنة التي كانت منتشرة- على حد زعمها- بين السكان قبل الحرب.

كريس دويل: إسرائيل رحيمة عندما تفرض نظامًا غذائيًا إجباريًا على 2.3 مليون فلسطيني لتقليل مستويات السمنة!

وقد جاءت التعليقات في ظل حصار خانق ومجاعة شديدة تفرضها إسرائيل على السكان في القطاع، وسط حديث عن عملية عسكرية جديدة للقوات الإسرائيلية وحصر السكان في منطقة ضيقة بالجنوب بين البحر الأبيض المتوسط ومصر.

وصدرت التعليقات من المدير التنفيذي للمجموعة جوناثان تيرنر، في رد على طلب ستتم مناقشته في لقاء مجموعة “كوبروتيف” التجارية السنوي، والداعي لوقف بيع المنتجات الإسرائيلية.

وحثّ مجلس المجموعة على حذف الطلب من النقاش، حيث انتقد ما ورد فيه من أن حصيلة الموت في غزة هي 186,000.

وفي رسالة إلى المجموعة، قال تيرنر إن هذا الرقم “خاطئ بالكامل ومضلل”، مشيرًا إلى أن الطلب استند إلى دراسة تقديرية أعدتها المجلة الطبية البريطانية “لانسيت”، والتي توصلت إلى الرقم بناءً على احتساب الضحايا المباشرين للحرب وغير المباشرين، أي بسبب الجوع والمرض وأسباب أخرى.

وقال في رسالته: “تجاهلت رسالة “لانسيت” العوامل التي قد تزيد من معدلات الحياة في غزة، إذا أخذنا بعين الاعتبار أن واحدة من المشاكل الصحية الخطيرة التي كان يعاني منها القطاع قبل الحرب هي السمنة”.

وتُعد منظمة “محامون بريطانيون من أجل إسرائيل” واحدة من الأصوات التي تدافع عن إسرائيل من خلال ملاحقة من ترى أنهم يهاجمونها قانونيًا، وتستهدف من ينشرون مواقف ناقدة للحرب ولرئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو.

ويُعد من رعاة المجموعة زعيم حزب المحافظين السابق مايكل هوارد، والقاضي السابق في المحكمة العليا جون دايسون، والمحامي ديفيد بانيك، الذي مثل رئيس الوزراء السابق بوريس جونسون والملكة الراحلة إليزابيث الثانية.

وقد وصفت حملة التضامن مع فلسطين التعليقات بأنها “مقززة”.

ووفق أرقام وزارة الصحة الفلسطينية، فقد بلغ عدد ضحايا الحرب أكثر من 52,000 شخص، لكن دراسة منفصلة لـ “لانسيت” وجدت أن توقعات الحياة في غزة انخفضت بمعدل 34.9 سنة، خلال الأشهر الـ12 من الحرب، إلى النصف، أي بمعدل -46.3%، مقارنة بما قبل الحرب والذي كان 75.5 سنة.

وقال بن جمال، مدير حملة التضامن مع فلسطين: “الأطفال في غزة يواجهون مخاطر متزايدة من الجوع والمرض والموت، واقتراح مدير “محامون بريطانيون من أجل إسرائيل” أنهم قد يستفيدون من خسارة الوزن أمر مثير للتقزز. وتلخص هذه التعليقات المقرفة تمامًا ما يعنيه أن تكون من أجل إسرائيل، وكيف أن المدافعين عنها مستعدون للنزول إلى الحضيض في محاولاتهم لتبرير إبادة غزة”.

وعلق كريس دويل، رئيس مجلس التفاهم البريطاني-العربي (CAABU)، في تدوينة على منصة “إكس”، بأن تعليقات مسؤول جماعة اللوبي تعكس “آراء فظيعة”، وقال: “إسرائيل رحيمة عندما تفرض نظامًا غذائيًا إجباريًا على 2.3 مليون فلسطيني لتقليل مستويات السمنة”.

وقادت مجموعة تابعة لمنظمة “محامون من أجل إسرائيل” في تشيلسي- لندن حملة لنزع صورة طفل فلسطيني من مستشفى ويستمنستر في لندن، بزعم أن الصورة تجعل المرضى اليهود يشعرون بالخطر والتحرش وأنهم ضحايا.

بن جمال: اقتراح مدير “محامون بريطانيون من أجل إسرائيل” بأن أطفال غزة قد يستفيدون من خسارة الوزن أمر مثير للتقزز

وهددت الحكومة البريطانية بدعوى قضائية بسبب تعليقها 30 رخصة لتصدير السلاح إلى إسرائيل.

ودافع تيرنر عما ورد في الرسالة قائلًا: “أشرنا في البداية إلى أن الرسالة المنشورة في مجلة “لانسيت” بتاريخ 20 تموز/يوليو 2024، والتي يشير إليها الاقتراح بوضوح، لم تدع مقتل 186,000 غزي في الحرب الحالية. مع ذلك، فقد زعمت، دون أساس، أن 186,000 غزي من المرجح أن يموتوا في نهاية المطاف بسبب الحرب. ولذا أشرنا، ثانيًا، إلى أن هذا الادعاء مبني على تكهنات لا أساس لها من الصحة، تجاهلت أيضًا عوامل قد تؤدي إلى إطالة عمر سكان غزة، بالنظر إلى الوضع الصحي العام السائد في غزة قبل الحرب، بما في ذلك انتشار السمنة. وتشمل هذه العوامل الانخفاض المحتمل في توفر الحلويات والسجائر. وفي السياق الذي صدرت فيه، كانت تصريحاتنا دقيقة وموضوعية”.

وتعكس تصريحات مسؤول مجموعة الضغط المؤيدة لإسرائيل تصريحات مماثلة من مسؤولين إسرائيليين، قالوا فيها إن حصارهم على غزة أخذ بعين الاعتبار عدد السعرات الحرارية التي يحتاجها المواطن الغزي يوميًا. وفي المقابل، نفوا وجود نقص في المواد الغذائية في القطاع.

– “القدس العربي”:

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى

Thumbnails managed by ThumbPress

جميع الآراء المنشورة تعبر عن رأي كتابها ولا تعبر بالضرورة عن رأي صحيفة منتدى القوميين العرب