عربي دولي

جولة «إيجابية» رابعة | أميركا – إيران: الأمل لا يزال قائماً

جولة «إيجابية» رابعة | أميركا – إيران: الأمل لا يزال قائماً

محمد خواجوئي

طهران | انعقدت، أمس، في العاصمة العُمانية مسقط، الجولة الرابعة من المحادثات بين إيران والولايات المتحدة، وسط ترقّب واسع لما وُصف بأنه اللقاء الأكثر حساسية حتى الآن بين الجانبين. وقاد الوفد الإيراني وزير الخارجية عباس عراقجي، فيما ترأّس الوفد الأميركي المبعوث الخاص للرئيس دونالد ترامب، ستيف ويتكوف. وأجرى الطرفان مفاوضات استمرّت ثلاث ساعات؛ وبعد انتهائها، وصفها المتحدّث باسم وزارة الخارجية الإيرانية، إسماعيل بقائي، بأنها «صعبة لكن مفيدة»، مشيراً إلى أنها سمحت للطرفين بـ«فهم المواقف بشكل أفضل»، ومؤكداً أن سلطنة عُمان ستُعلن لاحقاً عن موعد الجولة المقبلة ومكانها.

وفي السياق نفسه، قال وزير الخارجية العُماني، بدر البوسعيدي، إن «المحادثات النووية في عُمان تضمّنت أفكاراً مفيدة ومبتكرة تعكس الرغبة في التوصل إلى اتفاق مشرّف»، مضيفاً أن «الجولة القادمة من المحادثات النووية بين واشنطن وطهران ستنعقد فور تشاور الجانبين مع قيادتيهما». كذلك، نقلت وكالة «رويترز» عن مسؤول أميركي أن الطرفين اتفقا على «المضي قدماً» في المحادثات، فيما أشار موقع «أكسيوس» إلى أن ويتكوف عقد مناقشات مباشرة وأخرى غير مباشرة مع عراقجي، وأن الأجواء كانت «إيجابية» بما يكفي للحديث عن لقاء قريب جديد.

وظلّلت هذه الجولةَ من المفاوضات، التصريحاتُ الأميركية الأخيرة، والتي شدّدت على ضرورة الوقف الكامل لبرنامج تخصيب اليورانيوم الإيراني، وتفكيك المنشآت النووية. وفي مقابلة نُشرت الجمعة مع موقع «بريتبارت»، قال ويتكوف: «لا يمكن لبرنامج تخصيب اليورانيوم أن يستمرّ في إيران أبداً، هذا خطّنا الأحمر، لا تخصيب، وهذا يعني التفكيك، ويعني عدم التسلح، ووجوب تفكيك منشآت التخصيب في نطنز وفوردو وأصفهان».

والجدير ذكره، هنا، أن إيران تخصّب حالياً اليورانيوم بنسبة تصل إلى 60%، في حين أن سقف التخصيب المحدّد في الاتفاق النووي عام 2015 هو 3.67%. وتثير هذه النسبة العالية قلقاً غربياً، إذ تقترب من العتبة المطلوبة لصناعة السلاح النووي، في حين تدّعي تقارير غربية بأن كمية اليورانيوم المخزّن لدى إيران تتيح لها تصنيع ما يصل إلى سبع قنابل نووية. ورفضت إيران، مراراً، وقف التخصيب بشكل كامل، وأكّدت أنها مستعدّة لتخفيض النسبة مقابل رفع العقوبات.

أكّد عراقجي أن «برنامج إيران لتخصيب اليورانيوم غير قابل للتفاوض»

وعبّر وزير الخارجية الإيراني، عباس عراقجي، في حديث إلى التلفزيون الإيراني، من مسقط، أمس، عن تمسّك بلاده بهذا الموقف، قائلاً إن «برنامجنا لتخصيب اليورانيوم غير قابل للتفاوض»، مضيفاً: «لن نساوم على مبدأ تخصيب اليورانيوم لكن يمكن البحث بشأن نسبة التخصيب ومستوياته». وأضاف أن «هدفنا من المفاوضات هو رفع العقوبات، وهذا موضوع متّفق عليه بين الطرفين»، داعياً إلى «عدم إصدار تصريحات متناقضة من الطرف الأميركي لا تساعد في مسار المفاوضات».

وعلى الرغم من تمسّك كل طرف بخطوطه الحمر، إلا أن عراقجي وصف المحادثات الأخيرة بأنها «كانت جادّة بدرجة أكبر مقارنة بالجولات السابقة»، مشيراً إلى أن «الجانبين الأميركي والإيراني لديهما الآن فهم أفضل لأحدهما الآخر»، وأن «المفاوضات تمضي قدماً، والطرفان قرّرا استمرارها». كما رجّح أن «تُعقد الجولة الخامسة خلال الأسبوع القادم».

وفي موازاة المحادثات، يستعدّ الرئيس الأميركي، دونالد ترامب، لبدء جولة في المنطقة، من المتوقّع أن تشكل إيران أحد المحاور الرئيسية في محادثاته مع عدد من الزعماء العرب خلالها. ويُرجّح مراقبون أن تكون زيارة عراقجي إلى السعودية، أول أمس، أي قبل الجولة الرابعة بيوم بيوم، جزءاً من مسعى إيراني لتليين الموقف العربي – الأميركي، واستباق زيارة ترامب بمحاولة توظيف التأثير السعودي.

وعلى عكس المناخ الذي ساد قبل توقيع الاتفاق النووي عام 2015، تبدو دول الخليج اليوم أقرب إلى تأييد خيار التسوية السياسية بشأن الملف النووي، والدفع في اتجاه تهدئة إقليمية شاملة. ومع ذلك، أكّد رئيس هيئة أركان القوات المسلحة الإيرانية، اللواء محمد باقري، خلال زيارة ميدانية إلى بندر عباس، أن «القوات المسلحة جاهزة لأي طارئ»، لافتاً إلى أن زيارته تهدف إلى «تقييم الوضع العملياتي، واستعداد القوات البحرية للجيش والحرس الثوري في حماية المياه الإقليمية والدولية».

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى

Thumbnails managed by ThumbPress

جميع الآراء المنشورة تعبر عن رأي كتابها ولا تعبر بالضرورة عن رأي صحيفة منتدى القوميين العرب