مقالات

هل تواطأ المجتمع الدولي والإقليمي لاستمرار الحرب؟ بقلم: د. أحمد بابكر

بقلم: د. أحمد بابكر

هل تواطأ المجتمع الدولي والإقليمي لاستمرار الحرب؟
بقلم: د. أحمد بابكر
المثير للدهشة والاستغراب، عدم تقديم أي مساعدات إنسانية حتى الآن للشعب السوداني المنكوب من المجتمع الدولي والإقليمي رغم مرور أسبوعين على بداية هذه الحرب اللعينة، وحتى التدخل السياسي يتوقف فقط عند المناشدات الخجولة !!!
ولا يمكن تقبل تبرير عدم وجود منافذ لإيصال هذه المساعدات، حيث أنهم استطاعوا إجلاء رعاياهم بكل سهولة، لأن الطرفين استجابا بكل خنوع، ونعلم جيدا أن هذه القوى إذا أرادت إيصال المساعدات، سينصاع طرفي الحرب بكل سهولة أيضا ..
واضح أن هناك رغبة في استمرار الحرب لهندسة الوضع في السودان للدرجة التي تسمح لهم بالتفاهم حول تقسيم ثروات البلاد والسيطرة عليها، كل ذلك بعد الوصول لمعادلة توازن الضعف والانهاك على مستوى طرفي القتال، وكذلك المواطنين الذين سيقبلون بأي معادلة لوقف الحرب وتداعياتها من نزوح وغياب الأمن وانهيار اقتصادي ووو.. الخ.
أتصور لو حدث تفاهم بين الروس والأمريكان والصهاينة حول النفوذ والموارد ستقف الحرب غدا.
ورغم ذلك، هناك من لا يعتقد بوجود حل إلا بالتدخل الدولي في حلحلة جميع مشاكل السودان، ولكن هذا الموقف المتواطئ في عدم إرسال المساعدات أو الضغط على طرفي الصراع، فضح الدور الإقليمي والدولي المزعوم لمناصرة الثورة السودانية.
لن نمل من تكرار أن الاعتماد على الإرادة الشعبية وحشدها، هي الأساس، وإذا كان هناك دور دولي وإقليمي يجب أن يبنى على هذه الإرادة وليس مستقلا عنها، وبالتالي نضمن أن التدخل الدولي والإقليمي لن يتجاوز الأجندة الوطنية.
عدم حشد الإرادة الوطنية في مواجهة الانقلاب والتفرد وتهافت البعض بالاعتماد على الدعم الدولي لحسم الأزمة الوطنية، كان المدخل لشرعنه الانقلاب وتحفيز الجنرالين للتفرغ للصراع على السلطة بعد أن اعتقدا انهما قاما بتحييد أو ابطال فعالية عدوهم المشترك المتمثل في القوى المدنية، وبحكم طبيعة تكوينهما العسكرية واستمرار التحريض من الفلول، كانت الحرب هي آلية حسم خلافاتهما وتطلعاتهما غير المشروعة والمرضية للسلطة، والتي نعاني منها الآن، وهي حرب إذا لم نستطيع كمدنيين أن نتوحد ضدها ونرفض نتائجها، سوف تكون تداعياتها كارثية على مستقبل السودان أرضا وشعبا، ويجب أن نتسلح بالوعي الكافي بالوقوف ضد تمرير أي خطة لإعادة عقارب الساعة للوراء بإحياء ما يعرف بالعملية السياسية، والتي تعتبر إعادة إنتاج للأزمة، وليس تجاوزها.
علينا تحويل هذه الكارثة إلى فرصة بتصحيح أخطاء الماضي وطرح رؤية جديدة تستند على عدم المساومة ورفض تواجد كل قيادات أطراف الحرب في السلطة أو في مناصبهم العسكرية حتى نضمن عملية انتقال وتحول ديمقراطي آمنة.
واضح أن المجتمع الدولي والإقليمي يتمنى من خلال هذه الحرب القضاء التام على الثورة السودانية وقبر أي إمكانية لتغيير ديمقراطي…
علينا الإيمان بأننا سوا بنقدر..

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى

Thumbnails managed by ThumbPress

جميع الآراء المنشورة تعبر عن رأي كتابها ولا تعبر بالضرورة عن رأي صحيفة منتدى القوميين العرب