إسرائيل تكرّر «الشيء نفسه» بنك أهداف خاوٍ في اليمن

إسرائيل تكرّر «الشيء نفسه» بنك أهداف خاوٍ في اليمن
صنعاء | جدّدت إسرائيل، مساء أمس، استهداف الموانئ اليمنية الواقعة على البحر الأحمر غربي البلاد، في عملية مكرَّرة أشرف عليها، وفقاً لوسائل الإعلام العبرية، رئيس حكومة الكيان، بنيامين نتنياهو، ووزير دفاعه، يسرائيل كاتس، ولا يبدو أنها أضافت أي جديد، باعتبار أن تلك الموانئ تعرّضت للقصف الإسرائيلي والأميركي على مدى الأشهر الماضية. وذكر جيش العدو، في بيان، أنه شنّ غارات على ميناءي الحديدة والصليف، زاعماً أنه «استهدف ودمّر بنى تحتية إرهابية يتم استخدامها لنقل وسائل قتالية، بما يشكل دليلاً إضافياً على استخدام واستغلال نظام الحوثي الإرهابي البنى التحتية المدنية في اليمن للقيام بأنشطة إرهابية».
وكان تمّ تدمير ميناء الحديدة في أكثر من عملية نفّذها الكيان بشراكة أميركية؛ وبالتالي، فإن أي هجوم جديد عليه لن يُحدث فارقاً، فيما تعرّض ميناء الصليف، أحد الموانئ المعنية باستقبال سفن القمح والدقيق، لأضرار طفيفة في العدوان الجديد. وعلى الرغم من محاولة الإعلام الإسرائيلي تضخيم الهجوم، بالقول إن عشر طائرات حربية شاركت في تنفيذه، إلا أن تكرار الشيء نفسه يؤكد أن العدو لا يملك أي بنك أهداف في اليمن يستدعي تحريك عشرات الطائرات واستدعاء أخرى للتزوّد بالوقود (بالنظر إلى أن المسافة التي يقطعها الطيران المعادي من الأراضي الفلسطينية المحتلة إلى اليمن ذهاباً وإياباً تبلغ 4000 كيلومتر)، علماً أن طبيعة العدوان تؤكد أن الكيان غير قادر على تنفيذ أي هجمات قوية ضد اليمن من دون الولايات المتحدة.
هدّدت صنعاء باستهداف موانئ تل أبيب وحيفا وأشدود وعكا
وقالت إذاعة جيش الاحتلال إن الهجوم هو الثامن الذي ينفّذه العدو في اليمن منذ دخول صنعاء على خط المواجهة، والثالث منذ استئناف الحرب على قطاع غزة، مشيرة إلى أنه يأتي في إطار توجّه إسرائيلي لتدمير موانئ «الحوثيين»، مقابل ما يتعرّض له ميناء إيلات من حصار يمني. وتوعّد نتنياهو، على إثر ذلك، بمزيد من الضربات في اليمن، وقال في بيان مصوّر: «نجح طيارونا الآن في توجيه ضربات جديدة إلى منفّذين إرهابيين تابعين للحوثيين. هذا استمرار وهناك المزيد»، مضيفاً: «إننا لسنا مستعدين للوقوف مكتوفي الأيدي وترك الحوثيين يهاجموننا. سنضربهم بقوة أكبر بما في ذلك قيادتهم وجميع البنى التحتية التي تسمح لهم بضربنا». كذلك، هدّد وزير الحرب، يسرائيل كاتس، «بملاحقة قادة الحوثيين كما فعلنا مع السنوار في غزة ونصرالله في بيروت وهنية في طهران».
وفي رد على العدوان، أكّد وزير النقل في حكومة صنعاء، محمد عياش قحيم، أن ما جرى «لن يثني الشعب اليمني عن نصرة غزة». وقال في منشور على منصة «إكس»، إن «ميناء الحديدة مستمر منذ عشرة أعوام وهو يُقصف»، في إشارة منه إلى أن القصف الأخير لن يكون له أثر مميت اقتصادي أو معنوي، بل سيقابل برد قوي على الكيان. وقالت مصادر عسكرية مطّلعة في صنعاء، بدورها، لـ»الأخبار»، إن العدوان الإسرائيلي سيُقابل باستهداف موانئ تل أبيب وحيفا وأشدود وعكا.
وفي موازاة تصاعد الإسناد العسكري اليمني لغزة، تكثّفت الفعاليات الشعبية المناصرة للشعب الفلسطيني والمؤيدة لعمليات قوات صنعاء في عمق الكيان الإسرائيلي. وفي أعقاب العملية العسكرية التي نفّذتها تلك القوات ضد مطار «بن غوريون»، أول أمس، والتي تُعد الخامسة منذ منتصف الأسبوع الجاري، شهد ميدان السبعين في العاصمة مسيرة شعبية شارك فيها عشرات الآلاف من اليمنيين، مندّدين بجريمة التجويع والتعطيش التي يرتكبها الاحتلال بحق سكان القطاع، ومجدّدين العهد للشعب الفلسطيني بمواصلة الإسناد والوقوف إلى جانبه حتى النصر.
كما استنكروا، في بيان، التخاذل العربي تجاه ما يحصل لسكان غزة، في حين يعطي حكام الخليج تريليونات الدولارات للرئيس الأميركي، دونالد ترامب، وهو شريك في حرب الإبادة بحق أهالي القطاع المحاصر.
كذلك، خرجت مسيرات مماثلة في أكثر من 150 ساحة وميداناً – في المحافظات الواقعة تحت سيطرة صنعاء -، تحت شعار «مع غزة… لمواجهة جريمة الإبادة والتجويع».