الصحافه

قناة 12 اليمينية: من قال إن الفلسطينيين من البشر؟

قناة 12 اليمينية: من قال إن الفلسطينيين من البشر؟

في الرد على منشور شيرا غيفن، الذي شمل كلمات “إبادة جماعية”، مرفق بصورة لممثلة إسرائيل في مسابقة اليوروفيجن، وكتابة “لن يبزغ فجر جديد”، كتب المراسل ألموغ بوكر أن “هذه التصريحات هي التي أوصلتنا إلى 7 أكتوبر”. “هؤلاء الناس اليساريون يظهرون الشفقة على الغزيين”، أضاف، حتى الفظائع التي ارتكبتها حماس في لم تجعلهم يستوعبون من هم “الأخيار” ومن “الأشرار. أو حقيقة “إما نحن أو هم”.

 في عالم بوكر، الخطيئة النهائية ليساريين مثل غيفن، هي رفضه التعامل مع الفلسطينيين كحفنة غير إنسانية واحدة، وهذا -حسب رأيه- خطأ يزيد من مسؤولية حكومات اليمين التي عززت وقوت حماس، وتخلت عن سكان الغلاف المحسوب عليها، ويزيد من مسؤولية قادة الجيش الذين فشلوا في الدفاع عن البلدات.

عالم بوكر ينقسم إلى أسود وأبيض، أخيار وأشرار، وكل الغزيين أشرار. نزع الإنسانية الذي يقوم به يعليه تحفظ واحد. عند مناقشة رغبة سكان غزة في الهجرة، تصبح الكتلة الارهابية لهؤلاء الناس الذين يحبون الموت أفراداً مع إرادة حرة، الذين يريدون العيش وكسب الرزق وتربية الأولاد بأمان.

 في هذا السياق، يبشر بوكر بسرور أن نصف سكان القطاع يريدون المغادرة. هذا حسب قوله وحسب الاستطلاع الذي أجرته “جهات أجنبية”. ولأنه لا يشرك المشاركين بمصدر التقرير، فقد توجهنا إلى استطلاع آخر نشره في مركز أبحاث السياسات والاستطلاعات هذا الشهر، الذي أسسه خليل الشقاقي، فوجدنا أن 43 في المئة من سكان غزة عبروا عن استعدادهم للهجرة، وليس النصف. على أي حال، يجب التعامل مع هذا الرقم بضمان محدود، فكما كتب ميخائيل سفارد (“هآرتس”، أمس) “لا يوجد شيء يسمى هجرة طوعية في ظروف غزة الآن. الذين سيغادرون، هذا إذا غادروا، سيفعلون ذلك لأن جريمة ضد الإنسانية ترتكب ضدهم”.

لو كانت لهم في أخبار 12 نزاهة صحافية بالحد الأدنى لأشاروا إلى معطى “الهجرة الطوعية” مع رقم آخر من استطلاع الشقاقي. مثلاً، 47 في المئة من الغزيين أجابوا “لا” على سؤال ما إذا كان لديهم ما يكفي من الطعام ليوم أو يومين. 52 أجابوا بـ “نعم” على سؤال ما إذا قتل أحد أبناء العائلة في الحرب الحالية. حسب هذا الاستطلاع، خلافاً لما ظهر في تقارير بثتها القناة 12 فإن معظم الغزيين يتهمون في المقاوم الأول إسرائيل والولايات المتحدة بمعاناتهم، وليس حماس.

ثمة أرقام مهمة أخرى كان يجب التطرق إليها، مثل انخفاض نسبة الغزيين الذين يعتقدون أن هجوم حماس ضد إسرائيل في 7 أكتوبر “كان صحيحاً”، مقارنة مع نسبتهم في بداية الحرب. ومن المهم أيضاً معرفة أن الأغلبية الساحقة لا تعتقد أن تحرير المخطوفين أو نزع سلاح حماس سيؤديان إلى إنهاء الحرب. وأظهر الاستطلاع أيضاً بأن نصف سكان غزة يؤيدون المظاهرات ضد حماس في القطاع. و4 من كل 10 فلسطينيين يؤيدون حل الدولتين، الذي يزداد عندما يتم ذكر حدود 1967.

 لكن في عالم بوكر البسيط وعالم القناة التي يبث منها، لا مكان لتنوع الألوان والمواقف. ولا اهتمام بالتعقيد البشري. الغزيون ليسوا بشراً إلا إذا كانت مواقفهم تتساوق مع ما يعتبر مصلحة لإسرائيل.

نوعا ليمونا

 هآرتس 19/5/2025

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى

Thumbnails managed by ThumbPress

جميع الآراء المنشورة تعبر عن رأي كتابها ولا تعبر بالضرورة عن رأي صحيفة منتدى القوميين العرب