فلسطين

600 شهيد في أقلّ من أسبوع: غزّة تواصل نزيفها

600 شهيد في أقلّ من أسبوع: غزّة تواصل نزيفها

غزة | من أقصى الشمال إلى أعماق الجنوب، تستمر المجازر في قطاع غزة، بالتزامن مع انهيار الخدمات الحيوية وانعدام الماء والدواء والغذاء، وثبوت كون إدخال المساعدات مشهداً دعائياً يهدف إلى تضليل الرأي العام بعد أكثر من 80 يوماً من الحصار الشامل والإغلاق التام للمعابر، وخرق الهدنة في الـ18 من آذار الماضي. ومنذ توسّع رقعة التصعيد ضد أهالي القطاع الخميس الماضي، والذي شمل قصفاً جوياً ومدفعياً استهدف المنازل المأهولة ومراكز الإيواء والمستشفيات وحتى تكايا الطعام، تجاوز عدد الشهداء في سجلّ الإبادة المفتوح على مدار الساعة، الـ600 شهيد.

ووثّقت وزارة الصحة في غزة، منذ فجر أمس وحتى ساعات الظهر، استشهاد أكثر من 53 شهيداً. كذلك، سُجّلت 87 حالة استشهاد و290 إصابة خلال الـ24 ساعة الماضية، في وقت لا يزال فيه عدد كبير من الجثث عالقاً تحت الركام، وتعجز فرق الإسعاف والدفاع المدني عن الوصول إليها.
ومنذ ساعات فجر أمس الأولى، تعرّض شمال القطاع لقصف كثيف ومتواصل؛ وفي مخيم جباليا، أغارت طائرات الاحتلال أربع مرات متتالية على محيط مقبرة الفالوجا، وأطلقت المدفعية قذائفها على شارع السكة، ما أدّى إلى سقوط عدد من الشهداء والمصابين.

وفي شارع أحمد ياسين في حي الصفطاوي شمال مدينة غزة، أدّى قصف لمنزل إلى وقوع ضحايا لم تُحصر أعدادهم بعد. وفي تل الزعتر، وثّق مستشفى «العودة» استهدافاً إسرائيلياً مباشراً لسيارات الإسعاف من طائرات «كواد كوبتر»، ما عرقل عمليات الإخلاء ونقل المصابين، فيما رُصد إطلاق نار على سيارة إسعاف أخرى في ساحة المستشفى. كذلك، طاولت الغارات مدرسة موسى بن نصير في حي الدرج، حيث ارتُكبت مجزرة مروّعة بحق عائلة أبو عمشة، التي أُبيدت بالكامل.

أما وسط القطاع فلم يكن الوضع أفضل حالاً. ففي دير البلح، شنّ الاحتلال غارات متلاحقة على منطقة القرعان، أسفرت عن استشهاد شخصين وسقوط عدد من الجرحى، فيما وصل عدد من المصابين إلى مستشفى «شهداء الأقصى». ولم تسلم المقابر من نيران الطائرات، إذ استُهدف محيط مقبرة السوارحة غربي النصيرات، ما أدّى إلى استشهاد مواطن وسقوط إصابات، في وقت تتابعت فيه الغارات على محيط برج الأهرام، شمال الزوايدة، حيث أُصيب عشرة مواطنين على الأقل، بينهم خمسة أطفال.

وفي غضون ذلك، أعلنت بلدية دير البلح عن انهيار شبه تام في قطاع المياه بعد تدمير بئر «ساحل 6» – وهو آخر مصدر يمدّ خزان البركة بالمياه -، والذي سبقه تجريف بئر «ساحل 5»، وتوقّف مياه «مكروت» منذ كانون الثاني الماضي، وتعطيل محطة تحلية مياه البحر، الأمر الذي يضع المدينة وسكانها في قلب كارثة مائية حقيقية، تُهدّد حياة عشرات آلاف النازحين والسكان، وسط درجات حرارة مرتفعة وعجز كامل عن توفير البدائل.

ارتُكبت مجزرة مروّعة بحق عائلة أبو عمشة، التي أُبيدت بالكامل

أما جنوباً، فتوزعت الضربات الجوية والمدفعية على أكثر من حي ومنطقة في خانيونس. واستُشهد ماهر زقوت وعلي أبو طه في قصف على قيزان النجار، جنوبي المدينة، فيما أُصيب عدد من أفراد عائلة كوارع في جورة اللوت، إثر سقوط قذيفتين حارقتين على منزلهم. أما شرقي خانيونس، فاستُهدف شارع ارميضة في بني سهيلا، ما أدّى إلى تدمير منزل يعود إلى عائلة بركة، فيما طاولت غارات أخرى منازل في عبسان الجديدة والكبيرة، حيث دُمّر منزل زياد بركة بالكامل، وقُصف مبنى لعائلة أبو دقة. كما استشهد حاتم البيوك متأثّراً بجروحه في قصف سابق وسط خانيونس، ليلتحق بطفليه، بينما استُهدف حيّ بأكمله جنوب وشرق المدينة بقذائف المدفعية.

وفي ظل هذا المشهد الدموي، أعربت «الأونروا» عن قلقها العميق، مؤكّدة أن سكان غزة «يموتون»، بينما المساعدات الغذائية والطبية «ستتلف» وهي مكدّسة على المعابر. ودعت إلى تدخل عاجل، في وقت هدّد فيه مسؤولون أوروبيون بـ«إجراءات ملموسة» ضد حكومة نتنياهو، إذا لم توقف هجومها وتسمح بدخول المساعدات. وعلى المقلب الإسرائيلي، برز حديث زعيم حزب «الديمقراطيين»، الجنرال يائير غولان، الذي أكّد أن الجيش «يخوض حرباً ضد المدنيين»، ويقتل الأطفال كـ«هواية»، وأن التهجير هو الهدف الأساسي من الحرب، الأمر الذي أثار ردود فعل داخلية ودولية واسعة.

ووسط الإقرار المشار إليه بأن ما يجري في غزة هو حرب إبادة جماعية مكتملة الأركان، يُنفّذها جيش لا يرى في الفلسطيني إلا هدفاً مشروعاً للقتل، وفي ظلّ العجز الإسرائيلي عن الوصول إلى المحتجزين داخل القطاع، قال رئيس الأركان الإسرائيلي، إيال زامير: «سنوسّع العملية البرية ونسيطر على مناطق وندمّر البنية التحتية للإرهاب»، مضيفاً أنّ «لدى حركة «حماس» خياراً واحداً فقط هو الإفراج عن الرهائن». وتابع: «إذا تمّ التوصل إلى اتفاق فإن الجيش يعرف كيفية تعديل أنشطته وفقاً لذلك».

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى

Thumbnails managed by ThumbPress

جميع الآراء المنشورة تعبر عن رأي كتابها ولا تعبر بالضرورة عن رأي صحيفة منتدى القوميين العرب