مقالات
الوطنية الكردية،مرة عربية،ومرّة ثانية إسلامية بقلم الاستاذ الدكتور عزالدين الدياب -استاذ جامعي -دمشق –
بقلم الاستاذ الدكتور عزالدين الدياب -استاذ جامعي -دمشق -

الوطنية الكردية،مرة عربية،ومرّة ثانية إسلامية
بقلم الاستاذ الدكتور عزالدين الدياب -استاذ جامعي -دمشق –
أكراد سوريا هم سوريون بالمواطنة لابالأصالة وهموم الوطن السوري المتزايدة،والتحديات المصيريّة التي تتراكم داخل البناء الاجتماعي السوري،في أبعاده الجهوية والوطنية،تجعلك من موقع اختصاصك ودراساتك،والتزاماتك وولاءاتك وانتماءاتك،تجعلك في موقع الباحث عن حلول لهذه التحديات،وما خالطها من هموم وهواجس،من خلية فكرية ودليل عمل.ان النظرة القومية العربية، تقول إنّ الوطنية هي العروبة،والعروبة في كثير من تجلياتها الثقافية،هي الإسلام وعلى هذا الأساس،نلقي نظرة سكانية تاريخيّة إلى وجود الأكراد في سوريا،غداة التصادم والاقتتال بين الكرد الأتراك والحكومة التركية ‘وما سميّ انذاك بانتفاضة سعيد بيران،ضد كمال أتاتورك،وهروبه إلى شمال سوريا،عين العرب وعفرين،ومعه حوالي 300 ألف كردي،فارتفعت نسبة وجود الأكراد في سوريا إلى 10/بالمئة.
هذه المقدمة هي لفت انتباه إلى دراسة ميدانية تحليلية،قمت بها خلال رحلة لطلاب الدراسات الاجتماعية في العام الدراس لمدينة الثوزة وقراها ومزارعها،وخلال هذه الرحلة عرفت أن هناك عملية تهريب لأكراد تركيا مأجورة ومنظمة من قبل قيادات كردية،والتقيت مع بعضهم في المقاهي والمزارع،ومنه من أخبرني أنً وجود بعضهم مؤقت،ومن ثم يتم الانتقال إلى دمشق،سواء في حي الأكراد وجرمانه،ومنهم من يسمون بلا هوية،وما وراء هذه الرحلة أيضاً المؤتمرات التي كانت تعقد في منظمة التضامن المطلة على النيل في القاهرة،وبعض الكلمات التي كانت تلقى في هذه المؤتمرات،داعية إلى القطيعة من جراء المسألة الكردية في شمال العراق وملابساتها وأطروحاتها التي غلب عليها نزعة الانقسام بدل نزعة الالتحام،بوصفهم أهل عصبية دينية،وأهل عصبية جغرافية،تجعلهم عرضة للاقتتال مع جيرانهم الترك والفرس.
وتحاول هذه المداخلة تأسيس استناد نظري للتعامل مع الوطنية الكردية بناء على علاقتها الثنائية مع العروبة والإسلام وهذا المشهد التي تكونه هذه الثنائية،تجعلنا نقف مرة أمام المشهد العربي للوطنية كردية،وأمام المشهد الإسلامي مرة ثانية.
وعلى ضوء هذا المشهد نرى الوطنية الكردية في بلاد الشام،مرّة عربية،ومرة ثانية إسلامية،وهذا الوعي العربي للكرد في سوريا،إذا جاز هذا التعبير،،يجعلنا نتساءل عن شرعية،ماسمي قسد لتجمع أكراد تركيا القدماء والجدد،وجوداً، عسكرياً محارباً،تحت أطروحة مزعومة في أبسطها،الحكم الذاتي للكرد في شمال سوريا، والحالمة بدولة كردية،مدعومة منً العدوانية الغربية،والولايات المتحدة الأمريكية،هذه العدوانية،وبالحضور العسكري الأمريكي الاحتلالي للأراضي السورية،في مناطق النفط،ودعمها غير المشروط لقسد .وهذه الرؤية العربية الإسلامية للقضية الكردية،تريد من جهة نزع أي شرعية للدعوة للحكم الذاتي التي تقول به قسد،،ودعوة مقرونة بها لحل هذا الإشكال لوجود أكراد تركيا في شمال سوريا،في إطار ما للكرد في سوريا من حقوق،بالمواطنة،لا بالأصالة،واغلاق هذا الملف حتى لايبقى سلاحاً للعدوانية الغربية الأمريكية اسمه الأقليات ،فمكونات البناء الاجتماعي العربي السوري،كما عرف تاريخياً،مكونات بالمواطنة،والانتماء
إلى أمة عربية،الكرد فيها شركاء ولهم ماعليهم في إطار الانتماء للعروبة والإسلام.*
*هذا المقال بالأصل كتبته بناء على طلب الصديق والرفيق المقدم منذر موصلي الملقب ب” أبو “عصام رحمه الله على أثر صدور كتابه”عرب وأكراد” والذي كتب في مقدمته :إهداء للرفيق عزالدين دياب.وقد استلم مهمة مدير مكتب الرئيس أمين الحافظ رحمه الله،ولجأ فترة إلى العراق،وعاد ودخل سجن المزة ،وخرج ليعمل مع عبد الغني قنوت تحت أسم”حركة الاشتراكيين العرب”ثم نائباً في مجلس الشعب.
د-عزالدين حسن الدياب. ء