منوعات

ابتسام نصار: الفنانة التي ودّعت زوجها وأبناءها ولحقت بهم شهيدة في مخيم النصيرات

ابتسام نصار: الفنانة التي ودّعت زوجها وأبناءها ولحقت بهم شهيدة في مخيم النصيرات

القدس –  لم تمضِ ساعات على وداعها لزوجها وأبنائها الذين قضوا تحت القصف، حتى لحقت الفنانة الفلسطينية ابتسام نصار بركب الشهداء، بعدما استهدفتها طائرات الاحتلال الإسرائيلي صباح الثلاثاء، في مخيم النصيرات وسط قطاع غزة، حيث كانت قد نزحت إليه بعد أن فقدت بيتها وأحبّاءها.
ابتسام، التي كانت تكتب كلماتها الأخيرة على صفحتها الشخصية في «فيسبوك»، لم تكن تعلم أن نعيها سيتحوّل إلى نبوءة قاسية. فقد كتبت: «لا أقول من يعيد لي زوجــــــي، ولا من يعيد لي أولادي، ولا من يعيد لي بيتي وأحلامي وذكرياتي، ما فقدناه سيعوضنا الله خيرًا في جنة عرضها السماوات والأرض إن شاء الله، ولا نقول إلا ما يرضي الله عنا… اللهم قوة، اللهم ثباتًا، اللهم نصرًا».
كأنها كانت تودّع الحياة بأناقة الروح المؤمنة، وتكتب وصيّتها لزمن فلسطيني لا ينتهي فيه الحداد.
بعد ساعات، وقعت المجزرة. قصف مباشر طال المأوى الذي لجأت إليه ابتسام، فاستُشهدت مع ابنها و13 فردًا آخرين من العائلة، بينهم: أحمد عبد الهادي نصار، نعمة عبد الهادي نصار، وأماني عبد الهادي نصار.
أعلن ابن شقيقها خبر استشهادها عبر «فيسبوك»، وكتب: «ارتقى اليوم 15 شهيدًا من عائلتي، منهم عمتي الشهيدة، زوجة الشهيد، أم الشهداء، وجدة الشهداء، ابتسام نصار، لتلتحق بمن سبقوها من عائلتها».
وفي سياق متصل، حذّرت وكالة الأمم المتحدة لغوث وتشغيل اللاجئين الفلسطينيين (أونروا) من أن «الحياة تكاد تغيب تمامًا عن قطاع غزة»، مشيرة إلى أن الأوضاع تزداد تدهورًا، وأن المجاعة وسوء التغذية يفتكان بالسكان، لا سيما الأطفال والنازحين في الملاجئ المؤقتة.
قدمت ابتسام عبر مسيرتها الفنية أعمالا إنسانية ووطنية عكست فيها هموم الناس، ونقلت صورة المرأة الفلسطينية المقاومة والمكلومة، في آن واحد.
وأدّت أدوارًا جسّدت فيها الأم التي تنتظر، والمعلّمة التي تُربّي على حب الأرض، والمرأة التي تقف في وجه الاحتلال، وكل ذلك في ظروف قاسية، حيث تُنتَج الأعمال الفنية في غزة وسط حصار دائم وحرمان من أبسط مقومات الإنتاج، لكنها رغم ذلك آمنت بأن الفن رسالة، وأن التمثيل شكل آخر من أشكال النضال.
برحيلها، ينضم اسمها إلى قائمة طويلة من الفنانين والمثقفين الذين ارتقوا منذ بدء العدوان الإسرائيلي في أكتوبر/ تشرين 2023، ضمن ما يصفه الغزيون بأنه «محاولة لإسكات صوت الإنسان الفلسطيني، حتى في فنه».

 

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى

Thumbnails managed by ThumbPress

جميع الآراء المنشورة تعبر عن رأي كتابها ولا تعبر بالضرورة عن رأي صحيفة منتدى القوميين العرب